الفتنة أشد من القتل.. أيضاً وأيضاً!
على الرغم من أن الأغلبية الساحقة من الشعب السوري، أثبتت وطنيتها وترفّعها عن الوقوع في شراك الفتن الطائفية والعرقية والدينية، إلا أن الأخبار الواردة من مناطق عديدة في البلاد تؤشر إلى أن سلوك القوى المتشددة من طرفي الصراع بشقه السياسي والميداني تهيىء الظرف المناسب للعب بهذه الورقة المقيتة، ولاسيما أن بعض القوى تدفع الأمور دفعاً بهذا الاتجاه. ومما يساهم بالنفخ في جمر الفتنة هو تأخر الحل السياسي، والدور المشبوه الذي تلعبه بعض وسائل الإعلام
إن وعي الشعب السوري، وغناهُ الثقافي والحضاريّ، والمصالح الواحدة لأغلبية السوريين كلها عوامل تشكل نقطة استناد حقيقية بيد القوى الوطنية من أحزاب، ورموز ثقافية، واجتماعية في مختلف المواقع لقطع دابر محاولات إثارة الفتن، ومطلوب منها اليوم تحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه الشعب والوطن، والمبادرة إلى ابتكار الحلول الواقعية لتلك المشكلات التي تستفحل في بعض المناطق، والتي يمكن أن تكوّن من خلال التراكم صاعقاً لمزيد من التوتر والعنف العبثي الذي لا يستفيد منه أي وطني سوري بل إن الجميع سيكون خاسراً فيه، وبالتالي هو الخط الأحمر الذي من غير المسموح تجاوزهُ من أيٍ كان بأية حجة أو سبب، ولا يبررهُ أي سبب مهما تمظهر بـ«الموضوعية».
إن مصلحة السوريين تتطلب الدفع باتجاه الحل السياسي عبر حوار جدي وفاعل، وإنجاز المصالحة الوطنية، وصولاً إلى بناء سورية الجديدة كوطنٍ لكل السوريين بغض النظر عن انتماءاتهم الضيقة.