الإعلام يكذب في تناوله الأزمة الاقتصادية العالمية!
تتكشف كل يوم حقائق جديدة حول تواطؤ المؤسسات الإعلامية الغربية عموماً، مع المؤسسات المالية والرأسمالية الكبرى، والعمل بصورة غير مهنية في التضليل حول حقيقية الأزمة العالمية، وإخفاء المقدمات التي أدت إلى انفجارها..
هذه الحقائق بدأت تتضح مع الضعف الكبير الذي أحدثته الأزمة على كبرى الجماعات الإعلامية الخاصة، بالتزامن مع استمرار تلقي النيوليبرالية ضربات قاتلة على أكثر من صعيد، والذي من أبرز نتائجه اضمحلال نفوذ وسائل الإعلام الكبرى، خاصة الصحافة المطبوعة منها.
ويؤكد اليوم أكثر من باحث وناقد إعلامي في الغرب أن الجانب الأعظم من المؤسسات الإعلامية الإمبريالية مذنب بشكل حقيقي في الأزمة، لأن أغلبها ساندت الأوضاع التي قادت إلى هذا الانهيار عبر عدم لفت النظر إليه، بل إن بعضها لعب دوراً هاماً في الحفاظ على هيمنة الشركات المالية وتمتين قبضتها.
ففي إطار المنتدى الاجتماعي العالمي في مدينة بيليم البرازيلية، قال الباحث برناردو كوشينسكي من جامعة ساو باولو، إن وسائل الإعلام قد أخفت تفاصيل تشكل الأزمة، ثم هونت الأمر لدى تصويرها، ووجهت الأنظار بعيداً عن الحقائق.
وأشار كوشينسكي إلى أنه «لقد أنشأت مصارف في البرازيل وحدات تحليل اقتصادي، استمالت صحفيين بعينهم، وغذتهم بمعلومات انفردوا بها، وهذه الجماعة (المصارف) سعت بالتعاون مع الصحفيين، إلى تحييد الانتباه عن الفوضى الاقتصادية نحو مسائل أخرى».