الحرب على سورية لا تنسى وثيقة (Operation Northwoods)
تصور وثيقة عسكرية أمريكية الدور المركزي الذي تلعبه «أحداث تحصل نتيجة الكوارث الضخمة» التي يُقتل فيها مدنيون أبرياء.
يتم القتل بشكل مقصود ومخطط له كجزء من عملية سرية. يتم فيها تحميل العدو المسؤولية عن الأعمال الفظيعة والوحشية التي يتم ارتكابها.
الهدف هو تبرير عملية عسكرية على أسس انسانية مزعومة. يعود تاريخ الوثيقة إلى عام 1962: نورثوودس. عملية (Operation Northwoods)
كان عنوان وثيقة نورثوودس عام 1962 «تبرير التدخل العسكري الأمريكي في كوبا». تصف المذكرة الرئيسية خطط الولايات المتحدة الأمريكية السرية لاختلاق حجج مختلفة تبرر غزو الولايات المتحدة لكوبا. هذه الخطط – كجزء من برنامج سري ضد كاسترو يُعرف بـ عملية النِّمسْ – تضم تنظيم عمليات اغتيال للاجئين سياسيين كوبيين يعيشون في الولايات المتحدة، خلق حملة إرهاب في ميامي، في مدن أخرى في فلوريدا وحتى في واشنطن، يُتهم
بها شيوعيون كوبيون، تتضمن إغراق قارب مليء باللاجئين الكوبيين (حقيقي أو زائف)، تصوير قوة جوية كوبية تهاجم طائرة مدنية، وتدبير حادثة تفجير سفينة أمريكية في المياه الكوبية ومن ثم إلقاء المسؤولية على عمل تخريبي كوبي.
فكر ضباط أمريكيون كبار أيضا بإحداث إصابات وأضرار عسكرية أمريكية، فكتبوا: «يمكن لنا أن نفجر سفينة أمريكية في خليج غوانتانامو ونتهم كوبا» و«نشر الخسائر والضحايا في الصحف الأمريكية يؤدي إلى تأجيج المشاعر الوطنية مسببة موجة مساعدة من النقمة والغضب».
وُضِعَت الخطط بطرق تخدع فيها الشعب الأمريكي والمجتمع الدولي وتدفعه إلى دعم حرب للإطاحة بالزعيم الكوبي الجديد فيدل كاسترو.
كوبا 1962، سورية 2012...
بينما وُضِع تنفيذ عملية نورثوودس على الرف، بقيت مقدماتها الأساسية في استخدام موت المدنيين (الذي تم وصفه من البنتاغون كـ «أحداث تحصل نتيجة الكوارث الضخمة» لتطبق بمناسبات عدة بعد أحداث 11 أيلول.
السؤال الرئيسي: هل كان قتل مدنيين في مدينة الحولة جزءاً من عملية سرية كان قد خطِّطَ لها بدقة تهدف إلى التاثير على الرأي العام ودفعه إلى دعم حرب ضد سورية.
تم إلقاء مسؤولية موت المدنيين على حكومة الأسد مع نشر قائمة بالضحايا في الصحف الأمريكية تؤدي إلى موجة سخط وغضب. بينما قامت في تلك الأثناء عدة دول أوروبية، كندا واسترالية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع سورية في وقت واحد وقبل إجراء أي تحقيق في الحادثة.
يتم الآن التفكير بتدخل عسكري من الناتو بعد تصريح الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند.
إن حرب شاملة على سورية قد تتجاوز حدودها لتمتد إلى كل المنطقة من شرق المتوسط إلى وسط آسيا. بالتالي من الضروري والمهم أن يتم تحضير الرأي العام عن طريق نشر الأكاذيب في الإعلام والدعاية للحرب مستغلين أحداث كمجزرة الحولة، هذا بالإضافة إلى الدور الماكر والبشع الذي تلعبه فرق الموت المدعومة من الناتو وأمريكا.
هل كانت مجزرة الحولة جزءاً من عملية سرية مشؤومة تحمل بصمات عملية نورثوودس؟
لايوجد على الإطلاق أية أدلة بأن الحكومة السورية هي التي قامت بذلك القتل. بل إن هناك مؤشرات بالإضافة إلى أدلة موثقة – منذ بداية الأحداث في درعا - بتورط إرهابيين مدعومين من قوى أجنبية في قتل المدنيين الأبرياء.
كما أكدت مصادر استخباراتية عسكرية (في آب 2011) وجود عملية منظَّمة لتجنيد مقاتلين إرهابيين: بينما تضع خلال ذلك كل من قيادة الناتو والقيادة التركية خططاً لخطوتهم الأولى في التدخل في سورية وذلك بتزويد المتمردين بأسلحة نوعية ضد الدبابات والهيلوكبتر...
كما تم أيضا المناقشة في مركز قيادة الناتو وفي أنقرة للقيام بحملة واسعة لتجنيد آلاف المتطوعين المسلمين من دول الشرق الأوسط والعالم الإسلامي للقتال إلى جانب المتمردين السوريين.
يقوم الجيش التركي بإقامة معسكرات تدريب لهؤلاء المتطوعين وتأمين انتقالهم إلى سورية.
ملحق1: الصفحة الأولى من وثيقة نورثوودس (مذكرة سرية من رئيس هيئة الأركان إلى وزير الدفاع) 13 آذار 1962.
ملحق2: الصفحة السابعة من الوثيقة (ذرائع لتبرير تدخل عسكري أمريكي في كوبا).
(الصفحة السابعة والثامنة من تقرير رئيس هيئة الأركان) سلسلة من الحوادث المدبَّرة بدقة يُخطَّط لوقوعها في وحول غوانتانامو لتبدو أنها حوادث حقيقية قامت بها قوات كوبية معادية:
البدء باطلاق إشاعات كثيرة واستخدام إذاعة سرية.
قيام قوات (صديقة) بلباس عسكري كوبي بمهاجمة قاعدة غوانتانامو.
أسر كوبيين (أصدقاء) مخربين داخل القاعدة.
القيام بأعمال شغب قرب البوابة الرئيسية للقاعدة (كوبيين أصدقاء).
القيام بتفجير ذخائر حربية داخل القاعدة: إشعال حريق.
حرق طائرة داخل القاعدة (تخريب).
قذف قنابل مدفعية من خارج القاعدة إلى داخل القاعدة.
أسر فريق مهاجم قادماً من البحر أو قرب مدينة غوانتانامو.
أسر مجموعة مسلحة أثناء اقتحامها للقاعدة.
تخريب سفينة في الخليج: والتسبب بحرائق كبيرة.
إغراق باخرة قرب مدخل الخليج. والقيام بجنازات مزيفة للضحايا الصوريين.
يمكن التخطيط أيضا لحادثة تفجير: يمكن لنا أن نفجِّر سفينة أمريكية في خليج غوانتانامو ونتهم كوبا. «نشر الخسائر والضحايا في الصحف الأمريكية يؤدي إلى تأجيج المشاعر الوطنية مسببة موجة مساعدة من النقمة والغضب».
يمكن لنا أن ننشر حملة إرهاب شيوعية كوبية في منطقة ميامي، وفي مدن أخرى في فلوريدا وحتى في واشنطن.
(الصفحة العاشرة من تقرير رئيس هيئة الأركان)
محاولات اختطاف طائرة مدنية وباخرة ركاب بحيث تظهرهذه العمليات استمراراً لأعمال تخريبية يتم التغاضي عنها من الحكومة الكوبية.
إنه من الممكن أن نختلق حادثة تصور بشكل أكيد ومقنع أن طائرة كوبية قد هاجمت وأسقطت طائرة مدنية كانت قد أقلعت من الولايات المتحدة. يتم اختيار وجهة سفر الطائرة فقط لكي يتم عبورها الأراضي الكوبية. قد يكون المسافرون على متنها مجموعة من طلبة الجامعة متوجهين لقضاء عطلتهم.
تُصبَغ طائرة ركاب في قاعدة «Eglin AFB» ايغلين ا ف ب للقوى الجوية في فلوريدا وتُرقَّم برقم طائرة مدنية مسجلة تعود ملكيتها إلى وكالة الاستخبارات الأمريكية «سي آي ايه» في منطقة ميامي. عندما يحين الوقت المعيَّن يتم استبدال الطائرة بأخرى مدنية حقيقية وتُملأ الطائرة الشبيهة بركاب مختارين، يصعد جميعهم إلى الطائرة بأسماء مستعارة. يتم تحويل الطائرة الحقيقية إلى طائرة دون طيار.
يتم التخطيط لالتقاء طائرة الركاب والطائرة التي دون طيار جنوب فلوريدا. من نقطة الالتقاء يتم خفض ارتفاع الطائرة التي تحمل الركاب إلى أقل ارتفاع ممكن وتتجه مباشرة إلى حقل طيران إضافي في القاعدة الجوية Eglin AFB حيث تكون الترتيبات قد تمت لإجلاء الركاب وإعادة الطائرة إلى وضعها الأصلي. خلال ذلك تتابع الطائرة دون طيار رحلتها المُخطط لها. عندما تصل فوق كوبا ترسل الطائرة إشارات خطر واستغاثة متعارف عليها دولياً رسالة « MAY DAY» توضح أن الطائرة تتعرض لهجوم طائرة ميغ كوبية. يتم قطع الاتصال فجأة ويُسمَع صوت انفجار وتحطم الطائرة الذي يتم إحداثه بواسطة إشارات راديو.
• ترجمة حسين علي - بوسطن