«لا تقربوا الصلاة»!

«لا تقربوا الصلاة»!

ضجت وكالات الأنباء والمواقع الالكترونية يوم الجمعة الفائت 27/12/2013 بتصريح تبين أنه مجتزأ ومحرف لرئيس مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف لصحيفة روسيسكايا غازيتا الرسمية جاء فيه أن المسؤول الروسي، أو موسكو أو روسيا أو الكرملين، «يستبعد إمكانية عقد مؤتمر جنيف2 في موعده المحدد في 22 كانون الثاني 2014» وأنه «لن ننجح في عقد المؤتمر في الموعد المحدد أصلاً، ونحن نتقدم بصعوبة، وهناك أمور كثيرة مرهونة بإرادة وقدرة الولايات المتحدة ومجموعة دول أخرى على تمتين المعارضة وإقناعها بالمشاركة في هذا المؤتمر الدولي»

واتضح لاحقاً من خلال العودة للقاء الأساسي في الجريدة الروسية وترجمته أن صياغات تلك الوكالات والمواقع، وتناقلها دون تدقيق هو أمر متعمد ومقصود، ويندرج كالعادة في سياق الاجتزاء، كما اجتزاء الآية القرآنية «لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى» والاكتفاء بشقها الأول.
المقابلة، التي أجرتها الصحيفة الروسية بعنوان «روح التحدي» مع سكرتير الأمن القومي الروسي، تناولت التحديات الاستراتيجية التي تواجه روسيا وما هي الإجراءات المطلوب اتخاذها لتعزيز الأمن القومي الروسي، حيث تناول اللقاء ضمناً أسئلة عن الأزمة السورية وتقييم باتروشيف للوضع السوري.
وفيما يلي الترجمة الكاملة للسؤال والجواب الذي يتضح فيها السياق العام لإجابة باتروشيف التي تضع الاستبعاد مشروطاً بعوامل أخرى، وليس مطلقاً بحد ذاته، كما أنه ليس جازماً بالحديث عن جنيف2:
س: «إن تسوية الأزمة السورية هي من أهم قضايا الأمن الدولي اليوم، ما هو تقييمكم للوضع في سورية؟»
ج: «من حيث المبدأ يجب أن تبقى سورية دولة موحدة، وألا تتحول أراضيها إلى منطلق لتهديدات وهجمات إرهابية أو مكان لانتشار اسلحة الدمار الشامل، ولا يقل أهمية عن ذلك، منع تحول سورية إلى مقر دائم ورئيسي لتنظيم «القاعدة» والتنظيمات المتطرفة الأخرى.
إن الطريق لحل هذه المسألة يكمن في تسريع عقد المؤتمر الدولي حول سورية، والمشاركة البناءة لكل الأطراف في هذه العملية. وهذا هو، ما هدف إليه قرار مجلس الأمن رقم 2118 في 27/ أيلول/ 2013، الذي نص على وضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية، وإزالتها.
ولكن التقدم إلى الأمام لا يجري بسهولة، حيث لم نتمكن من عقد المؤتمر وفق الجدول الزمني الذي كان مقراً في الأصل، إذ يتوقف ذلك إلى حد كبير على رغبة، وقدرة الولايات المتحدة، والدول الأخرى على توحيد المعارضة، وضبطها من أجل انعقاد هذا المحفل الدولي.
نحن ننطلق من ضرورة مشاركة اللاعبين كافة، الذين هم بطريقة او بأخرى على صلة بالأزمة السورية.
المعارضون السوريون غير قادرين بأنفسهم على صياغة أرضية مشتركة بشأن المسألة الرئيسية، ألا وهي المشاركة في المؤتمر. والعديد من الجماعات المسلحة التي يسيطر عليها المرتزقة الأجانب تراهن على استمرار القتال، ولذلك فإن جهود المجتمع الدولي غير مقبولة لديهم.
وبالرغم من ذلك ستواصل روسيا اتخاذ جميع التدابير الرامية إلى تنفيذ اتفاقيات جنيف، التي تم التوصل إليها في عام 2012، وهناك إمكانية لذلك، وروسيا تعمل بصبر مع جميع الشركاء الدوليين المؤثرين.
إن مبادرة الرئيس الروسي بوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية، ساعدت على تفادي التدخل العسكري في النزاع السوري من قبل الخارج. كما إن تطبيقها من شأنه أن يمنع وصول هذه الأسلحة إلى أيدي الجماعات الإرهابية، وهنا أذكر بأن روسيا لعبت دور الضامن لتنفيذ دمشق بشكل أمين للاتفاقيات التي تم التوصل إليها».
ثم تابع المسؤول الروسي حديثه عن بعض تفصيلات مسار إتلاف السلاح الكيمائي السوري.
ويتضح من هذا الكلام المنشور في الصحيفة أن باتروشيف لم يذكر جنيف2 لا بالاسم ولا بالتاريخ، حيث لا يتضح إن كان يتحدث عن 22 ك2 أم 12 تشرين الثاني كما كان مقرراً أو أية تواريخ سبق تحديدها للمؤتمر الذي يفترض به التمهيد لحل سياسي حقيقي للأزمة السورية..!
والسؤال مرة أخرى من أين أتت تلك الوكالات والمواقع بتأويلاتها الخاصة للتصريح المذكور ولماذا هذا التشويه والتحريف وقلة المهنية، إن لم نقل التضليل؟؟

نقلاً عن موقع «قاسيون»