«البعث» و«سما» تقدمان : مساحات للهجوم على د. علي حيدر
بعد تعرضه لمحاولتي اغتيالٍ خلال الأسابيع القليلة الماضية، بدأت منذ الخامس من كانون الأول حملة هجوم «سياسية» على د. علي حيدر عضو رئاسة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير ورئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، ووزير المصالحة الوطنية، وهذه المرة من خلال منابر رسمية وشبه رسمية..
نشرت صحيفة «البعث» في عددها ذي الرقم 14938، بتاريخ الخميس، 5 كانون الأول، مقالاً بعنوان «الوزير ووجع المصالحة!» لكاتبه علي بلال قاسم، والذي هاجم فيه د. علي حيدر محملاً إياه مسؤولية «تعاظم ملف المخطوفين والمفقودين وما يدرج في خانة المعتقلين» حسب الكاتب، وهذه الـ(ما يدرج) فكاهة بذاتها! فالكاتب إذ يشن هجوماً على د. حيدر فإنه يستبق توجيه الاتهام إلى أحد أماكنه الصحيحة: «الأجهزة الحكومية» حسب الكاتب.. وبكلام واضح الأجهزة الأمنية، فالكاتب لا يعترف على ما يبدو بقضية المعتقلين، هم فقط «ما يدرج في خانة معتقلين».. إضافةً إلى أن الكاتب يطرح من معالجته نهائياً جميع تعقيدات الأزمة السورية، وضلوع الأطراف المتشددة في مفاقمتها ومفاقمة ملفات المعتقلين والمخطوفين والمفقودين والمهجرين واللاجئين تحت شعارات «الحسم» و«الإسقاط»، أي أن الكاتب يغفل في معالجته المسؤولين الحقيقيين ليخلق أمام السوريين عدواً وهمياً هو د. حيدر الذي لا يتحمل إطلاقاً أية مسؤولية عن تأخير حل هذه الملفات ولكن يتحملها معرقلو الحل السياسي من كل شاكلةٍ ولون..
إن هذا الهجوم رغم ركاكته وانعدام حجته ومنطقه، فهو لا يفتقر إلى معانٍ لا بد من استخلاصها والوقوف عندها، وخاصة أن هجوماً موازياً شنّ عبر قناة سما الفضائية في مساء اليوم نفسه.. إذ يبدو واضحاً من الحملة التي لا نعتقد أنها ستتوقف سريعاً أن تلك الأوساط المعرقلة، ومع اقتراب جنيف-2 وما سيليه من استحقاقات التغيير، تحاول قدر استطاعتها الإساءة إلى القوى السياسية ذات البرامج الجذرية وتشويه سمعتها.. إن متشددي الطرفين يستخدمان كل ما بين أيديهم من وسائل تشبه أغراضهم لمنع التغييرات الحقيقية المستحقة منذ أعوام في سورية، الأمر الذي لن يصب إلا في تسريع الاصطفاف بالاتجاه الحقيقي المطلوب بين ناهبين ومنهوبين، وطنيين وغير وطنيين.