الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير تعلن عن انعقاد مؤتمرها أواخر الجاري
عقد المجلس المركزي للجبهة الشعبية للتغيير والتحرير المعارضة في سورية، بحضور عدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، اجتماعه الدوري بدمشق يوم السبت 14/9/2013، وبرز على جدول أعماله بحث آخر تطورات الوضع السياسي في سورية منذ الاجتماع الماضي والتحضير للمؤتمر الثاني للجبهة الشعبية المزمع عقده أواخر الشهر الجاري واستعراض وإقرار طلبات الانتساب الجديدة للجبهة.
القضية ليست اسماً وترخيصاً
وخلال الاجتماع قدم د. قدري جميل، أمين حزب الإرادة الشعبية، وعضو رئاسة الجبهة، تقريراً سياسياً عن آخر المستجدات السياسية، جاء فيه، بعد استعراض مختلف مراحل الأزمة في سورية وأشكال التدخل الخارجي فيها:
نحن منفتحون على التحالف بدرجات مختلفة مع الجميع على أساس برامج واضحة وطنية اقتصادية، يوجد مشكلة بموضوع التحالفات أن أحزاباً كانت موجودة على الورق وقانونياً فقط لكنها فقدت دورها الوظيفي وأعضائها دون خط وغطاء يجمعهم، وقياداتهم تتخبط، ومعظمهم كانوا مصابين بحالة سبات خلال الأزمة، لكن هذا لا ينطبق على قواعد وجماهير الأحزاب، هناك شيء جذري يتغير في سورية، فضاء يموت وفضاء يتكون يجب أن لا نعيد تجربة الماضي ونتحالف مع قوى حقيقية على الأرض وليس قوى اسمية، فهناك قوى ليست أحزاباً، ولكنها فاعلة ومؤثرة على الأرض، فالقضية ليست بالاسم والترخيص، لا نريد تحالفات شكلية.
رُدع «الأمريكي» ومُرغ أنفه بالوحل
العدوان الأمريكي هو ميلٌ ثابت لدى الإمبريالية الأمريكية وهو يتقدم ويتراجع. وعندما ارتفعت أصوات طبول الحرب في الأيّام الماضية، أكدنا ضرورة منعهم من تنفيذ ما يبتغونه، والناس العاديون يعتبرون الضربة محققة بكل الأحوال وأنها قدر محتوم، والحق معهم، فقد تعلق بأذهانهم أن الأمريكيين كلّيي القدرة وسيفعلون ما يشاؤون بأي لحظة، لم ير الناس بعد الأمريكي المهتز والضعيف والمتراجع المتخبط، وهم يرونه الآن لأول مرّة، لكننا كنّا نرى أن تراجع الأمريكي ممكن وواقعي وهو يتراجع الآن، مرغماً، لسببين أولاً لأن الشعب السوري استطاع الصمود وتجاوز الخوف، وثانياً بحكم واقع موضوعي جديد تحدثنا عنه وتوقعنا منذ زمن تغيّر التوازن الدولي، رُدع الأمريكي ومُرّغ أنفه بالوحل، اليوم يقول بوتين لأوباما عليك أن تتعهد بعدم الاعتداء، وهذا يعني التنكيل به عملياً كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، ويعلّق كيري بعد لقاءه مع لافروف بعدم وجود حل سوى الحل سياسي فقط ولا يوجد حل آخر، مما يؤكد تراجع قوة عظمى كانت تهزمنا من يوغوسلافيا إلى أفغانستان إلى العراق إلى ليبيا، لأن عالم جديد يولد، من هنا تأتي أهمية جنيف2، الذي لا يريده الأمريكيون، ولا الائتلاف، ولكنه فُرض عليهم فرضاً، وعلينا التعامل من منظور المنتصرين، لا من عقلية الرجل الصامد المهزوم..!
محكومون بالانتصار
أصبحنا في واقع جديد ويوماً ما عندما سيكتب تاريخ سورية سيذكر أنها كانت نقطة انعطاف دولية لسببين، الأول استيقاظ روسيا والصين من سباتهم وعودتهم إلى الساحة الدولية بقوّة، خاصة بعد استكمال الوجود الروسي في المتوسط مما يعني أن الأمريكيين باتو خارجاً ولا يمكنهم الاقتراب، فالمتوسط كان بحيرة أمريكية، ولكنه اليوم لم يعد كذلك على الأقل شرقه. وثانياً ظهور قوّة من نوع جديد هي المعارضة الوطنية التي لم تكن موجودة لا في العراق ولا يوغوسلافيا ولا ليبيا، المعارضات هناك كانت تقاس كمعارضة بقدر استدعائها للتدخل الخارجي، حتى ظهور المعارضة الوطنية السورية، التي استطاعت «خربطة» الإحداثيات القديمة، وأحدثت فرزاً في الشارع، والمعارضة والنظام.
الجبهة الشعبية اليوم معروفة لدى الأكثرية الساحقة من الشعب السوري، قسم معنا وآخر ضدنا، وهذا طبيعي، لكننا مسموعي الرأي من شريحة واسعة ولها وزن جيّد، وإحدى مهامنا اليوم هي تحقيق البنية التنظيمية القادرة على إنجاز مهماتنا. ولا يوجد في التاريخ الحديث مثال عن قوة سياسية حديثة التشكيل، هي جبهتنا اليوم، وضعت أمامها مهمة تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتراها تقترب من تحقيقها في غضون زمن قياسي وضمن ظروف الأزمة.
قضايا تنظيمية
وفيما قدم الرفيق علاء عرفات التقرير التنظيمي للاجتماع بما فيه عرض وإقرار طلبات الانتساب الجديدة للجبهة، أشار الرفيق عبد القادر عبيد من قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي، وعضو المكتب التنفيذي للجبهة الشعبية إلى أنه علينا كحلفاء في الجبهة أن نطور عملنا، ونكون أكثر وجوداً على الأرض، لأن مشكلة الآخر أنه اقصائي، الوطن يدمر ومازال البعض يتحدث بلغة خشبية شاركنا منذ أيام بدعوة للمشاركة بوقفة ضد التهديدات الأمريكية لسورية دون خوف، لكن لم تتنازل بعض القوى والأحزاب عن كبريائها للمشاركة بهذه الوقفة التضامنية ولو بعدد رمزي.
إننا في الجبهة الشعبية ندافع عن أنفسنا ضد قوى تدّعي الوطنية وتهاجمنا في كل مكان وأينما حلت. إن الأزمة جعلت الشيوعيين والقوميين السوريين يعملان معاً لأن الوطن للجميع، كفانا السياسات الاقصائية يجب أن نتحرك ونجلس مع الجميع، وقد أخذنا على عاتقنا أن نحمل هم الشأن العام والشعب ووحدة الوطن، وسنبقى نسعى مع القوى الأخرى ليكون لنا صوتنا الحقيقي، من هنا أطالب الجميع بالعمل التنظيمي، وتقوية ذاتها حتى لا تهزم أمام المتسلقين. وإن صراعنا لأجل التغيير مستمر، سورية ستبنى بزنود السوريين الذين يريدون الحوار الحضاري في سبيل وحدة البلاد والخروج من الأزمة بأقل الخسائر.