إبليس.. يقود «حزب ديني»!
من صفر مشاكل مع الجيران، إلى مشاكل مع كل الجيران، من نمو اقتصادي لافت، إلى أزمة اقتصادية، من السعي و التوسل إلى الدخول في الاتحاد الأوربي، إلى إبتزاز أوربا، من بروباغندا إسلاموية عن الأقصى والقدس إلى تعاون غير مسبوق مع الكيان اللقيط، من مشروع حل القضية الكردية، إلى حرب مفتوحة مع أكراد تركيا
من المماحكة مع «الإسلام التقليدي» السعودي، وحمل راية «الإسلام الحداثوي»، إلى التنسيق مع «الاسلام التقليدي» و محاولة التزاوج بين البترودولار، والذهنية الطورانية الرعناء، من كاريزما وزعامة الى حزب بثلاث أجنحة بدأت الخلافات بينها تظهر إلى العلن.. تلك جملة من مفارقات المشهد التركي في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان، آخر مغامرات «الحصان الشموس» الذي يقود عربة تركيا نحو الهاوية، كان يوم أمس من خلال التلويح برفع الحصانة، عن كتلة نواب حزب الشعوب الديمقراطي، بعد استحضار و توظيف دام أشهراً لكل إرث اقصائي، استعلائي، دموي، في الخطاب القومي التركي، فاتحاً بذلك أبواب تركيا على المجهول، بما تعنيه من تنوع ديمغرافي له امتدادته، وتشابكاته مع كل دول المنطقة، وبما لها من موقع «جغرا سياسي»، باعتباره إحدى عقد التكتل الأوراسي.
دور وظيفي تاريخي
مثلها مثل أغلب دول الرأسمالية الطرفية، كان لتركيا على الدوام دور وظيفي محدد من قبل المركز الرأسمالي العالمي، لم تخرج من إطاره إلا نادراً، ولفترات محدودة..
و باستعراض موجز، تركيا تناغمت مع دول المحور في الحرب العالمية الثانية، وأصبحت مخفراً إقليمياً للناتو في ظل التوازن الذي تشكل بعد الحرب، وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي أصبحت مركزاً لتسويق الاختراع الأمريكي المسمى بـ«الإسلام المعتدل» بمواجهة «الإسلام المقاوم» أو لاحتوائه، وبالتوازي، تدفقت عليها الاستثمارات من كل حدب وصوب، كحال كل كيان وظيفي في ظل التقسيم الدولي للعمل، و بالإضافة إلى ذلك أصبحت تركيا الممر الرئيس بين المنتجين والمستهلكين للمخدرات الأفغانية، و باتت بوابة هروب البشر من الجحيم الافغاني والعراقي والسوري نحو أوربا، لتصبح بذلك أهم سوق عالمية لترويج الإتجار بالبشر، وسوق شراء النفط الرخيص من داعش وشبيهاتها، لتراكم بذلك ريع مالي طفيلي غير ملحوظ، أدى فيما أدى إلى زيادة كتلة رأسمال المالي الإجرامي، وبالتالي وزن حاملها الاجتماعي، داخل وخارج الدولة التركية؟.
تركيا الآن، تركيا إلى أين؟
حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان، كأحد فروع حزب الإخوان المسلمين، وكبنية طائفية في النشأة والتكوين، وكصاحب قرار في تركيا، يوظف كل الثقل الجيوسياسي الموضوعي لهذا البلد، باتجاه تعميم الفوضى الخلاقة في عموم إقليم شرق المتوسط، وآسيا الوسطى، بما فيها في تركيا نفسها، في استثمار بائس للأزمات المزمنة، المتفجرة منها والخامدة في هذه البلدان، وهي بذلك تعتبر الامتداد الطبيعي للتيارات الفاشية في الإدارات الغربية، وعلى وجه الخصوص في الإدارة الامريكية، الأمر الذي بات يحرج حتى الرأي الرسمي في بلدان الغرب الرأسمالي، وإن كانت هذه الإدارات تستثمر في الدور التركي، وتبتز من خلاله القوى الدولية الصاعدة.
خطوة تيار أردوغان الأخيرة، تضع تركيا أمام خيارين، إما تركيا أو أردوغان وتياره الفاشي.