ظواهر ليست سورية
ظهرت وتظهر على هوامش الأزمة الوطنية، ظواهر غريبة تنم عن روح سادية، وبنى نفسية مغتربة عن الطبيعة البشرية. وعدا عن الموقف الاخلاقي أو الإنساني من مظاهر قطع الرؤوس وحرق الأحياء، والخطف الجماعي، والقتل على الهوية، فإن هذه الممارسات، القادمة أحدث أخبارها من شمال شرق البلاد، تحمل أيضاً دلالات ومآرب سياسية عميقة، لاسيما وأننا رأينا ممارسات مشابهة لها في العراق بعد الاحتلال الامريكي، فعلى ما يبدو ثمة قوى تريد تسويق ثقافة الموت والرعب، وتكوين صورة نمطية محددة عن شعوب الشرق عامة وشعب سورية خاصة، بعيدة عن أخلاق الحروب، وهي بعيدة كل البعد عن ثقافة السوريين، وتقاليدهم، لتبتغي إضافة إلى ترهيب «الخصوم» من خلال هذه السلوكيات الشاذة والاستفزازية فرض حالة نفسية معينة على المتلقي تمنعه من التفكير بالحلول العقلانية واستجراره إلى التطرف المضاد، لاسيما وأنها تأخذ لبوساً عرقية أو طائفية، لتكون بالتالي إحدى أدوات «الفوضى الخلاقة».