«إبادة جماعية» في جنوب شرق أوكرانيا
وصف مدير مكتب الرئيس الروسي ما يجري في جنوب شرق أوكرانيا بـ«الإبادة الجماعية». وذكّرت تقارير صحفية بأن روسيا أرسلت قوات إلى جنوب القوقاز في عام 2008 لوقف إبادة جماعية ارتكبها الجيش الجورجي في أوسيتيا الجنوبية.
استعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع أعضاء مجلس الأمن القومي التطورات الأخيرة في جنوب شرق أوكرانيا في ساعة متأخرة من مساء الخميس.
وقبل ذلك شدد بوتين خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأوكراني بوروشينكو على أهمية وقف إطلاق النار تمهيدا لحل النزاع بين السلطة الأوكرانية والمحتجين في جنوب شرق البلاد من خلال تسوية المشاكل التي وقفت وراء انطلاق الحركة الاحتجاجية في جنوب شرق أوكرانيا.
وانطلقت الحركة الاحتجاجية في شرق أوكرانيا بعد أن كشف من وصلوا إلى السلطة في العاصمة كييف عن طريق الانقلاب في شباط/فبراير أنهم لن يعملوا على خدمة مصالح سكان شرق البلاد الطامحين لتوثيق العرى التي تربطهم بأقربائهم وأشقائهم في روسيا في حين أكد من تولوا أمور السلطة في العاصمة أن غايتهم ربط أوكرانيا بركاب الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) المناهض لروسيا. وما لبثت كييف أن شنت الحملة العسكرية على المحتجين في شرق البلاد.
وكشف الرئيس الأوكراني الجديد بوروشينكو قبل أيام أن كييف تعتزم وقف إطلاق النار بعد إغلاق حدود أوكرانيا مع روسيا لعزل «الانفصاليين» عن روسيا، توطئة لتصفيتهم.
وتحدثت أنباء انطلقت منذ بداية هذا الأسبوع عن أن روسيا بصدد إعادة قوات كانت نفذت مشاريعها التدريبية في منطقة تتاخم أوكرانيا، إلى الحدود الروسية الأوكرانية.
وأعلن الأمين العام للناتو راسموسن في يوم الخميس أن قوات روسية تعود إلى حدود أوكرانيا الشرقية، مشيرا إلى أنهم يرحبون بعودة القوات الروسية إذا كانت تعود لوقف «تدفق الأسلحة والمقاتلين» عبر الحدود، مضيفا «أننا لا نرصد هذا الآن».
وأشارت التقارير الصحفية إلى أن القوات الروسية لا تعود إلى حدود أوكرانيا لكي تدخل في مواجهة مع الجيش الأوكراني، فمهمتها توفير الحماية للمدنيين في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك في جنوب شرق أوكرانيا من نيران أسلحة الجيش الأوكراني من خلال تحذيره من مغبة استخدام الأسلحة ضد المدنيين.
ومن جانبه قال الناطق الرئاسي الروسي دميتري بيسكوف إن القوات الروسية لم تعد إلى حدود أوكرانيا.
أما رئيس الديوان الرئاسي الروسي سيرغي إيفانوف فوصف أمس ما يجري في أوكرانيا بأنه «حرب أهلية تتحول إلى إبادة جماعية تستهدف الشعب».
يُذكر أن المسؤولين الروس وصفوا أعمال الجيش الجورجي في أوسيتيا الجنوبية قبل بدء الحرب الروسية الجورجية في عام 2008 بأنها إبادة جماعية.