دمشق: الأطباء المقيمون بالمجتهد يحتجّون ضدّ الفساد ومحاولة إسكات زميلهم

وبحسب المعلومات فإن نحو 800 طبيب مقيم وقّعوا على عريضة بأسمائهم وتواقيعهم لمحاسبة المقصرين وحالات الفساد فترة النظام البائد.
وتداولت عدد من صفحات التواصل الاجتماعي عدة مقاطع فيديو توثق احتجاج الأطباء المقيمين بمشفى المجتهد وهم يهتفون: "المشفى حرّة حرّة، والفاسِد يطلع برّا" و"الشعب يريد إسقاط الفساد". وكذلك هتفوا "إيد وحدة إيد وحدة" تعبيراً عن اتحادهم ضدّ الفساد، وتضامنهم مع زميلهم الذي كشف حالات فساد في المشفى وقامت الإدارة بفصله تعسّفياً بسبب ذلك.

وبحسب الأنباء المتداولة فإنّ شرارة الاحتجاج ضد الفساد في المشفى، انطلقت بعد قيام أحد الأطباء المقيمين المجتهدين والمشهود لهم بحسن السمعة في شعبة الجراحة العامة بتقديم شكوى إلى رئيس شعبته عن فساد بعض عناصر التمريض الموجودين منذ ما قبل سقوط النظام وأنّهم رغم ذلك ما زالوا مستمرين في الفاسد وهم على رأس عملهم.
ليتفاجأ الطبيب وزملاؤه بعد أيام بصدور قرار من إدارة المشفى بإنهاء تكليف الطبيب (فصل) المقيم من المشفى بحجة "خرق الأنظمة والقوانين"، كما أضافت مصادر أخرى بأنّ القرار يقضي بنقل الطبيب إلى مشفى آخر.

وبحسب صفحة "مراجعي مشفى المجتهد" فإنّ قضية فصل الطبيب من مشفى المجتهد تمت بسبب تقديم الأطباء شكوى فساد تخص موضوع توثيق ورقي غير صحيح لصرف أدوية توثق ورقياً دون صرفها للمرضى في شعبة الجراحة العامة (مما يمثل اختلاساً).
ورغم قيام الطبيب بالتواصل مع مديرية صحة دمشق ووزارة الصحة لم يلقَ في البداية أيّ استجابة لتظلّمه، مما دفع أطباء المجتهد إلى الوقوف بجانب زميلهم والاحتجاج ضمن ساحة المشفى على قرار إدارة المشفى التعسفي.

ووفقاً لصحيفة "الوطن" المحلية، نقلاً عمّا أكده عدد من الأطباء المقيمين، فإنّ الطبيب المقيم الذي تعرّض للفصل، قد تحدّث بجرأة كبيرة عن حالات تلاعب بالأضابير وصرف الأدوية وسرقتها خلال فترة النظام البائد، ومنهم ما زال على رأس عمله، إضافة إلى تحدّثه بجرأة وعلى العلن عن قضايا تخصّ الفساد في عهد النظام البائد، مؤكدين أن لدى الطبيب الحجج والدلائل التي تؤكّد صحة كلامه.
ومن بين هتافات الأطباء خلال احتجاجهم "وين الوزارة وين الوزارة؟"، في مطالبة منهم بضرورة تدخل المعنيين في وزارة الصحة بهدف إعادة الحقوق لأصحابها ومعالجة حالات الفساد ومعاقبة مرتكبيه.

وبحسب صحيفة "الوطن" توجّه مندوب وزارة الصحة إلى مشفى المجتهد واجتمع مع الأطباء المقيمين ضمن قاعة بالمشفى، واستمع إلى الشكاوى والمطالبات.
وقالت صفحة "عدسة طبيب" بأنّ المسؤول الصحي عرّف عن نفسه بأنه "مسؤول عن الأمن الصحي".

وقدّم مندوب وزارة الصحة وعداً بمتابعة القضية ومطالب الأطباء. وكذلك وعد بطي قرار "الفصل من المشفى" الصادر بحق الطبيب المقيم، بعد التحقق من الدلائل ومدى صوابيتها ودقتها، بحسب ما نقلت "الوطن"، ونُقِلَ عن مندوب الصحة تأكيده بأنّ أبواب وزارة الصحة مفتوحة أمام جميع الطلاب والأساتذة ومطالبهم إضافة إلى الشكاوى المحقة.