بيان المجموعة العربية بشأن سورية يشدّد على عملية سياسية شاملة وفق روح 2254

بيان المجموعة العربية بشأن سورية يشدّد على عملية سياسية شاملة وفق روح 2254

أصدرت المجموعة العربية في مجلس الأمن الدولي بياناً بشأن سورية، ألقاه، الأربعاء 8 كانون الثاني الجاري 2024، المندوب المصري الدائم لدى الأمم المتحدة أسامة عبد الخالق خلال جلسة مجلس الأمن حول التطورات في سورية.

وشددت المجموعة العربية، في البيان الذي ألقاه مندوب مصر، على سيادة وسلامة ووحدة واستقلال الأراضي السورية... وأكدت المجموعة العربية تضامنها الكامل مع سورية وشعبها الشقيق في هذه المرحلة التاريخية، ودعمها للجهود الرامية إلى إعادة بناء الوطن من خلال عملية سياسية شاملة بملكية وقيادة وطنية سورية خالصة، تشمل جميع مكونات الشعب السوري وقواه الوطنية، وتهدف لمشاركة فاعلة لجميع السوريين في صياغة مستقبل أفضل لوطنهم وبناء المؤسسات الوطنية السورية، بدعم من جامعة الدول العربية و الأمم المتحدة، وفق روح ومبادئ قرار مجلس الأمن 2254، بما يعيد لسورية الشقيقة مكانتها الطبيعية، ونشدد على أن صياغة هذه العملية لن تتأتي سوى بوقف جميع التدخلات الخارجية الهدامة مع ضرورة تقديم كافة الأطراف الوطنية السورية مصلحة الشعب السوري فوق أي اعتبار آخر، بما يضمن أمن سورية ووحدتها وسيادتها الترابية ويقضي على الإرهاب، ويحفظ حقوق أبناء الشعب السوري دون استثناء.

وأكد السفير عبد الخالق أن الدول العربية ما زالت منخرطة وبقوة في دفع العملية السياسية الحالية في مسارها الصحيح لأن هذا واجب علينا وحق للشعب السوري الشقيق "فأنتم منا ونحن منكم أهل سورية الشقيقة".

وأدان بيان المجموعة العربية احتلال "إسرائيل" المستمر للجولان السوري منذ العام 1967، واستغلالها الانتهازي للوضع الحالي لاحتلال المزيد من الأراضي السورية وقصف المدن والمنشآت والبنية التحتية السورية، بما يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، واتفاق فض الاشتباك لعام 1974.

وأضاف البيان العربي بأنّ سورية تمر بتحول تاريخي سيكون له نتائج وتداعيات ليس فقط على إخوتنا في سورية ولكن أيضاً على منطقة الشرق الأوسط، فالشعب السوري عانى على مدار أكثر من 13 عاماً من مأساة إنسانية لم يكن يستحقها أبداً، أدت إلى اقتتال داخلي وأعمال عنف، واحتلال ومحاولات لتقسيم أراضيه، وتهجير داخلي وخارجي، وانتشار للجماعات الإرهابية، وتداعيات اقتصادية دفعت بأغلب سكانه إلى ما دون خط الفقر، وهو الآن يواجه تحدياً جسيماً مرتبطاً بعملية سياسية ومرحلة انتقالية ليست بالهّينة أبداً، ويجب أن نحرص جميعاً على سلامتها وانسيابيتها وحسن سيرها بدعم كامل للشعب السوري الشقيق.

وأوضح المندوب المصري بأن المجموعة العربية تؤكّد على دعم الدول العربية الكامل للشعب السوري وحرصها على أن تكون المرحلة الحالية نقطة انطلاق المستقبل مشرق وتشدد على محاور موقفها الثابت من تلك الأزمة.

وأشار إلى أن المجموعة العربية تؤكّد أن الدول العربية لم تتخلَّ أبداً عن سورية في محنتها الماضية، وأن دعمها الحالي ليس وليد اللحظة بل يعكس نوايا صادقة لصالح الشعب السوري... لافتاً إلى أن الدول العربية بذلت جهوداً كبيرة في الماضي من خلال عدة أطر ومنها لجنة الاتصال العربية لدفع مسار الإصلاح السياسي في سورية، وتقريب وجهات النظر بين الأطراف كافة، وحث النظام السابق على التجاوب مع مطالب التغيير وذلك بهدف وقف الاقتتال وحقن دماء السوريين وحماية سورية ووحدتها الترابية.

كما أشار إلى مساهمة الدول العربية في تقديم الدعم الإنساني للشعب السوري الشقيق على مدار الأعوام الماضية خاصة خلال أزمة الزلزال في عام 2023، واستضافت بكل ترحاب الأشقاء السوريين كأخوة مرحب بهم في أوطانهم الثانية.

وطالبت مجلس الأمن بالتدخل لحفظ السلم والأمن ووقف العدوان "الإسرائيلي" ووضع حد لهذا الاحتلال، وأيضاً بإنهاء التواجد غير الشرعي لكافة القوات الأجنبية في الأراضي السورية.

وقال السفير عبد الخالق، في البيان، إن المجموعة العربية تدين أنشطة الجماعات الإرهابية التي ترغب في استغلال الفراغ الحالي، وتشدد على أهمية تعزيز كافة الجهود الرامية لمكافحة الإرهاب على ضوء كون هذا الخطر خطراً عالمياً يمس استقرار المجتمع الدولي برمته.

ودعت المجموعة العربية إلى تكثيف الجهود لمعالجة الأزمة الإنسانية الراهنة في سورية، وتوفير الدعم الإنساني للشعب السوري الشقيق، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية.

كما طالبت المجموعة العربية بدعم إعادة الإعمار وتهيئة الظروف الإنسانية والحياتية والسياسية الملائمة لبدء العودة الطوعية والأمنة والكريمة للاجئين والنازحين السوريين إلى ديارهم وتقديم كل العون اللازم بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية؛ وبحشد الموارد للآليات الأممية ومنها خطة الاستجابة الإنسانية لسورية والتي ما تزال تعاني نقصاً حاداً في التمويل.

معلومات إضافية

المصدر:
وكالات