حماس: فقدنا الثقة بواشنطن كوسيط لوقف إطلاق النار
قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس أسامة حمدان، أمس الأربعاء، 14 آب 2024 إن الحركة فقدت الثقة بقدرة الولايات المتحدة على التوسط لوقف إطلاق النار في غزة، مشدداً على أن قرار المشاركة في المحادثات التي تنطلق الخميس بالدوحة، يتوقف على التزام باقي الأطراف بتنفيذ المقترحات التي قدمتها واشنطن في أيار/مايو الماضي وتم تبنّيها دولياً.
وكانت الولايات المتحدة أشارت إلى أن المقترح الذي قدمته جاء من "إسرائيل" ووافقت عليه "حماس" من حيث المبدأ، لكن تل أبيب زعمت أن خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أعلن فيه عن الخطة "لم يكن متوافقاً تماماً مع الاقتراح نفسه". وبعد ذلك، قدم كل من الجانبين تعديلات انتهت إلى ورقة في تموز/يوليو الماضي، قدم الاحتلال طلبات وتعديلات جديدة عليها.
وتعارض حماس بشكل خاص شرط الاحتلال الاحتفاظ بوجود عسكري دائم بمنطقتين استراتيجيتين في غزة بعد أي وقف لإطلاق النار، وهي شروط لم يُعلن عنها إلا في الأسابيع الأخيرة.
وفي المقابل، ردّت واشنطن على تشكيك حماس بموثوقيتها، معتبرةً بحسب مسؤول في وزارة الخارجية أنها "لا تعتقد أن حماس مفاوض موثوق فيه"، وأن المحادثات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار ستستمر "وفقاً للخطوط العريضة التي أعلن عنها بايدن" في مايو الماضي.
وتأتي تصريحات أسامة حمدان، وهو عضو المكتب السياسي الذي يضم كبار القادة السياسيين للحركة ويضع سياساتها، لوكالة "أسوشيتد برس"، قبيل جولة جديدة من المحادثات مقررة هذا الأسبوع، وسط ضغوط متزايدة لإنهاء الحرب "الإسرائيلية" المتواصلة على غزة منذ أكثر من 10 أشهر، ومخاوف من أن يؤدي الصراع إلى إشعال مواجهة أوسع في المنطقة.
وقال حمدان: "لقد أبلغنا الوسطاء أن أي اجتماع يجب أن يستند إلى الحديث عن آليات التنفيذ، وتحديد المهل الزمنية، بدلاً من التفاوض على شيء جديد. وإلا فإن حماس لا تجد سبباً للمشاركة".
وقال حمدان إلى أنه لا يعتقد بأن الولايات المتحدة ستقوم بالضغط على "إسرائيل" لإبرام اتفاق.
وأضاف: "إما أرسلت وفداً غير مخول (إلى المفاوضات) أو غيّرت الوفود من جولة إلى أخرى، ما يجعلنا نبدأ من جديد، أو أنها فرضت شروطاً جديدة".
وخلال المقابلة التي استمرت لساعة مع "أسوشيتد برس"، قدم حمدان عدة نسخ من اقتراح وقف إطلاق النار وردود الحركة المكتوبة. وأكد مسؤول إقليمي مطلع على المحادثات للوكالة الأميركية، صحة الوثائق، مقدماً هذا التقييم بشرط عدم الكشف عن هويته لتقديم معلومات لم تُعلن للجمهور.
وتُظهر الوثائق أن "حماس" حاولت في عدة نقاط إضافة ضامنين إضافيين، بما في ذلك روسيا وتركيا والأمم المتحدة، لكن ردود "إسرائيل" كانت دائماً تتضمن فقط الوسطاء الحاليين، وهم الولايات المتحدة ومصر وقطر.
وفي بيان صدر، الثلاثاء، زعم مكتب نتنياهو إن بعض التغييرات التي طلبها كانت مجرد "توضيحات" تضيف تفاصيل، مثل البنود التي تناولت كيفية عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة، وعدد المحتجزين الذين سيتم إطلاق سراحهم خلال مراحل معينة، وما إذا كان يمكن "لإسرائيل" أن ترفض الإفراج عن سجناء فلسطينيين معينين مقابل إطلاق سراح محتجزين "إسرائيليين". واتهم "حماس" بطلب 29 تغييراً في الاقتراح.
في حين أكد القيادي في "حماس"، أن "الحركة قبلت أكثر من مرة، بالكامل أو إلى حد كبير، مقترحاً قدمه الوسطاء، ثم تقوم "إسرائيل" برفضه بشكل مباشر، أو تجاهله، أو شن عمليات عسكرية جديدة كبرى في الأيام التي تلت ذلك".
وفي إحدى المناسبات، وبعد يوم واحد من قبول "حماس" اقتراح وقف إطلاق النار، شنّت "إسرائيل" عملية جديدة في رفح بجنوب غزة، مدّعيةً أن الاقتراح كان بعيداً عن تلبية مطالبها.
وأشار حمدان إلى أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، وليام بيرنز، أبلغ الحركة الفلسطينية عبر الوسطاء في ذلك الوقت أن "إسرائيل" ستوافق على الاتفاق، وأضاف: "لم يتمكن الأميركيون من إقناع (الإسرائيليين). أعتقد أنهم لم يضغطوا عليهم".
ونصت جميع نسخ اقتراح وقف إطلاق النار التي شاركها حمدان على أن القوات "الإسرائيلية" ستنسحب بالكامل من غزة في المرحلة الثانية من الاتفاق.
لكن في الآونة الأخيرة، قال مسؤولون مطلعون على المفاوضات لوكالة "أسوشيتد برس"، إن "إسرائيل" قدمت مطالب جديدة للحفاظ على وجودها في شريط من الأرض على الحدود بين غزة ومصر في محور فيلادلفيا، وكذلك على طول طريق سريع يمتد عبر عرض القطاع، ويفصل بين جنوب وشمال غزة، بينما أصرت "حماس" على انسحاب كامل للقوات "الإسرائيلية".
وقال حمدان إن حماس لم تتلقَ بعد الشروط الجديدة بشكل مكتوب. وأصر على أن الحركة لا يمكنها ببساطة التخلي عن مطالبها، وتابع: "وقف إطلاق النار شيء، والاستسلام شيء آخر".
وفي وقت سابق الأربعاء، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير للصحافيين إن الولايات المتحدة تتوقع أن تمضي محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة على النحو المخطط له رغم قرار حركة حماس عدم الحضور، وأضافت أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط بريت مكجورك يشاركان في المحادثات، الخميس، بقطر.
معلومات إضافية
- المصدر:
- أسوشييتد برس