أوباما يهدد باستخدام القوات المسلحة ضد روسيا والصين
ألمح الرئيس الأمريكي أوباما إلى احتمال استخدام القوات المسلحة الأمريكية "لردع العدوان في جنوب أوكرانيا وبحر الصين الجنوبي". لكن تصريحه هذا لا يعدو كونه مجرد تهويش بعد أن ضعضعت واشنطن الهيمنة الأمريكية من خلال ضرب استقرار عشرات بلدان العالم بما فيها بلدان العالم العربي.
زعم الرئيس الأمريكي باراك اوباما في خطابه عن السياسة الخارجية في كلية "ويست بوينت" العسكرية أن الولايات المتحدة الأمريكية تبقى تهيمن على العالم، وأن العالم يظل بأمس الحاجة إلى المساعدة الأمريكية.
لذلك تحتفظ الولايات المتحدة بحقها في التدخل في شؤون أي بلد كلما شعرت بأن هناك ما يهدد الهيمنة الأمريكية، وترى أنه من حقها أن تتصدى لأية دولة تمثل تهديدا كالصين وروسيا. وقال أوباما: "لا يمكننا أن نتغافل عما يجري بعيدا عن حدودنا.. سواء في جنوب أوكرانيا أو في بحر الصين الجنوبي".
وأكد أوباما تأييده للانقلابيين الذين استولوا على السلطة في العاصمة الأوكرانية كييف في نهاية شباط/فبراير، حيث قال: "أعطينا الأوكرانيين فرصة تقرير مستقبلهم". ولم يذكر أوباما أنهم تغافلوا عن هروب شبه جزيرة القرم من المستقبل الذي ينتظر أوكرانيا. لكنه تبجّح زاعما أنهم تمكنوا من "فرض عزلة تامة على روسيا".
في الحقيقة فإن الهيمنة الأمريكية تواصل انهيارها. لقد تمكنت واشنطن من زعزعة استقرار عشرات بلدان العالم وخصوصا يوغسلافيا السابقة وأفغانستان والعراق وليبيا ومصر وسوريا. ولكنها لم تؤمّن الهيمنة الأمريكية لأن ضرب الاستقرار في هذه البلدان أدى إلى تكاثر مناهضي الهيمنة الأمريكية.
أما روسيا والصين فتدافعان عن مصالحهما بلا التفات إلى أمريكا الأمر الذي يزعج البيت الأبيض. لذلك تهدد واشنطن باستخدام القوة ضد موسكو وبكين. لكن تصريح أوباما باحتمال استخدام الجيش الأمريكي ضد روسيا والصين ليس إلا تهويشا، فروسيا والصين تملكان سلاحاً يحميهما من أي تهديدات.
وفي سياق ذاته اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مهمة عزل روسيا التي تضعها واشنطن صوب عينيها غير واقعية تماما. وقال لافروف الخميس 29 مايو/ايار تعليقا على تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي أعلن نجاح واشنطن في عزل روسيا: "لقد قال الرئيس الروسي مؤخرا ردا على سؤال مماثل إنه من المستحيل عزل بلد مثل روسيا، إنها مهمة غير واقعية".