عرفات لـ«الوطن»: إجراء الانتخابات يسمح لمن لايريد الخير لسورية بتعقيد الأمور
أكد أمين حزب «الإرادة الشعبية» المعارض علاء عرفات موقف «جبهة التغيير والتحرير» أنها لن تكون طرفاً في انتخابات رئاسة الجمهورية في سورية لا ترشيحاً ولا تصويتاً، كون هذه الانتخابات لن تكون منتجاً لحل الأزمة السورية والتي يجب أن تحل قبل الانتخابات سواء عن طريق جنيف أو عن طريق الحوار الداخلي.
وتابع عرفات في حديث خاص مع صحيفة «الوطن» أن هذه الانتخابات لن تكون شاملة لكل الأراضي السورية وبالتالي لن يشارك فيها كل السوريين نظراً للظروف الأمنية السائدة في البلاد، وحسب تقديرات عرفات فإن ربع المواطنين السوريين لن يشاركوا في الانتخابات.
وكشف أن الدستور السوري يقضي بتمديد الولاية الرئاسية لرئيس الجمهورية إذا تعذر إجراء انتخابات الرئاسة، وبالتالي فإن التمديد في حال حصوله سيكون رسالة للسوريين للذهاب إلى حوار وطني سوري داخلي. وأكد أن إجراء الانتخابات يسمح لمن لا يريد الخير لسورية بتعقيد الأمور مما يؤدي لزيادة الانقسام في البلاد، وأنه ليس هناك أي بديل عن الحل السياسي للأزمة وأن مؤتمر جنيف هو قدر وليس خياراً.
وأعرب عرفات عن مخاوف الجبهة في حال إجراء الانتخابات أن تذهب الأمور باتجاه وجود رئيسين للجمهورية في سورية، ما يزيد من تعميق الانقسام بين السوريين وعواقبه ممكن أن تكون خطيرة، مستشهداً بتطور الأزمة السورية منذ بداياتها حتى الآن، فأصبح هناك علمان، وحكومتان في إشارة إلى «الحكومة المؤقتة» التي شكلها «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في الخارج.
وبالنسبة لموقف الائتلاف الرافض إجراء الانتخابات الرئاسية في سورية أوضح عرفات أن موقف الجبهة لا يتقاطع مع موقف الائتلاف لكون الأخير يرفض الانتخابات كي يستأثر بالحكم لوحده، في حين أن هناك تقاطعات مع معارضة الداخل كهيئة التنسيق وتيار بناء الدولة السورية، حيث عبروا عن رفضهم إجراء الانتخابات الرئاسية.
وأوضح عرفات بشأن انسحاب الحزب السوري القومي الاجتماعي من الجبهة، أن الحزب السوري كان موافقاً في البداية على موقف الجبهة، لكنه غيّر موقفه مؤخراً عندما صرح وزير المصالحة الوطنية علي حيدر بتأييد ترشح بشار الأسد للرئاسة، دون أن يدلي عرفات بأي معلومات عن تغيير موقف الحزب.
وعن الموقف الروسي إزاء الانتخابات في سورية قال عرفات إن موقف موسكو طبيعي بألا يدلي المسؤولون الروس بأي تصريح كي لا يفهم على أنه تدخل بشؤون سورية الداخلية، بعكس الولايات المتحدة التي ما انفكت عن إدلاء تصريحات ومواقف تفضح رغبتها في الاستمرار بإحراق سورية من الداخل وتأخير الحل السياسي بعد سقوط الحل العسكري، مؤكداً أن الجبهة لا تبحث موضوع الانتخابات مع روسيا لأنها شأن داخلي يُبحث مع السوريين سواء موالاة أو معارضة حسب قوله.
وعن زيارة رئيس الائتلاف أحمد الجربا إلى أميركا ولقائه الرئيس باراك أوباما قال عرفات إن واشنطن تحاول رفع مستوى الائتلاف من أجل التحضير لمعركة جديدة، واصفا الولايات المتحدة بأنها أكذب دولة وأكذب حكومة، فهي مستمرة بإعطاء السلاح للمعارضة ولم تتوقف يوماً، مشدداً على السوريين أن يكتشفوا ما تريد أميركا لا ما تقول.
وحول غياب رئيس حزب الإرادة الشعبية قدري جميل قال عرفات إنه موجود في موسكو يمارس مهام منتدباً فيها من قبل الحزب بشأن إيجاد حل للأزمة السورية كون الجزء الأكبر من حل الأزمة يكمن في الخارج وليس في سورية.
في نهاية عام 2011 أعلنت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين تحولها
إلى حزب الإرادة الشعبية، وبخلاف المتوقع لم يحصر الحزب الجديد رئاسته بقدري جميل، وهو أبرز شخصياته القيادية، بل شكل هيئة أمناء للحزب مكونة من سبعة أعضاء، إضافة إلى مجلس قيادي مكون من 60 عضواً برئاسة 9 أعضاء و5 مرشحين.
وحصل حزب «الإرادة الشعبية» على الترخيص من وزارة الداخلية نهاية آذار الماضي.
آخر تعديل على الأحد, 18 أيار 2014 16:34