فلسطين تثور ضدّ «قمة العقبة» التنسيقية مع الاحتلال برعاية أمريكية وتطبيعية
تعقد اليوم الأحد 26 شباط (فبراير) قمة أمنية بمدينة العقبة الأردنية برعاية أمريكية وحضور وفد «إسرائيلي» ومصري وأردني مع وفد من سلطة أوسلو، وسط إدانات فلسطينية شعبية وفصائلية رفضاً للقمة ولمشاركة السلطة الفلسطينية فيها باعتبارها «امتهاناً لدماء الشهداء وتشجيعاً للاحتلال على ارتكاب جرائم جديدة».
وتأتي قمة العقبة بعد أربعة أيام فقط على مجزرة نابلس التي ارتكبتها قوات الاحتلال وخلّفت 11 شهيداً وعشرات المصابين الأربعاء 22 شباط (فبراير) 2023.
وتداولت مصادر رسمية قائمة وفد السلطة الفلسطينية المشارك في قمة العقبة، حيث يضم: حسين الشيخ، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات العامة بالسلطة الفلسطينية. ومجدي الخالدي، المستشار الدبلوماسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال المحلل «الإسرائيلي» باراك رافيد: «في قمة العقبة سيتواجد جنرال أمريكي سيطرح على الطاولة برنامجاً حول كيفية مساعدة السلطة الفلسطينية باستعادة السيطرة على جميع مناطق الضفة وخاصة جنين ونابلس». وأضاف بأنّ قمة العقبة جاءت بسبب التخوفات من انهيار السلطة الفلسطينية، و«الجميع يريد أن يهرب من انتفاضة ثالثة، والتي ستكون نهايتها فظيعة ومرعبة».
وفي تبرير مشاركة وفد السلطة الفلسطينية في القمة
- قال السفير محمد عودة من ديوان الرئاسة الفلسطيني: «لسنا اللاعب الوحيد في المنطقة، وميزان القوة ليس لصالحنا، ولتتفضل دبابات المعارضة الفلسطينية لتحاصر تل أبيب» بحسب تعبيره.
- وفي السياق نفسه قال ناطق باسم حركة فتح، حسين حمايل: «قمة العقبة سياسية وليست أمنية، وهي لحماية شعبنا، والبعض يريد أن يسوقنا إلى سباق تسلح وكأننا أصبحنا جيشاً مقابل جيش الاحتلال، وما يملكه الاحتلال من ترسانة مدعومة يفوق كل ما يملكه شعبنا» وفق تصريحه.
في ردود الأفعال الشعبية المقاومية لانعقاد قمة العقبة
- خرجت احتجاجات في عدة نقاط في الضفة المحتلة، اعتبرت القمة التفافاً خطيراً على مقاومة الشعب الفلسطيني، وتشجيعاً للاحتلال على المزيد من الجرائم، ففي جنين، ألقى مقاومون عبوات محلية الصنع تجاه حاجز الجلمة واستهدفوا حاجز سالم بالرصاص، تزامناً مع مسيرات دعت لها فصائل المقاومة في المدينة والمخيم رفضاً للمشاركة الفلسطينية في قمة العقبة وتأكيداً على رفض كل المخططات لوأد المقاومة.
وأكدت الفصائل المقاومة في جنين، أن لقاء العقبة «لقاء سياسي وأمني انهزامي». وأشارت، خلال مؤتمر صحفي بثته «شبكة قُدس»، إلى أنّ «اللقاء يأتي على وقع الاستيطان والمجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق شعبنا، ولا يصب في مصلحة شعبنا بل يمثل خدمة مجانية للاحتلال المجرم». واعتبرت أنّ الأولى من الذهاب إلى تفاهمات أمنية مع الاحتلال الذهاب إلى الوحدة الوطنية مثلما توحدت البنادق في الميدان، مشيرة إلى أنه يهدف لمنح الاحتلال فرصاً لارتكاب الجرائم بحق شعبنا وأسرانا.
ودعت الأجنحة العسكرية لفصائل المــقـــاومــة في مخيم جنين أبناء الشعب الفلسطيني للنفير العام والخروج للشوارع والتعبير عن رفضهم لاجتماع العقبة الليلة الساعة 10.
- كذلك شهد مخيم الدهيشة مسيرة ببيت لحم رفضاً للقمة.
- وتواصلت المواجهات وعمليات إطلاق النار، في الضفة المحتلة، تزامناً مع الاستعدادات الأمريكية لعقد القمة.
- ففي رام الله، أصيب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال قرب بلدة بيت سيرا غرب المدينة بحجة استهدافه مركبات المستوطنين بزجاجات حارقة.
- وفي أريحا، أعلنت «كتيبة مخيم عقبة جبر» عن استهداف قوة من جيش الاحتلال على شارع «90» بصليات كثيفة من الرصاص.
- وفي وقت سابق، أعلن جيش الاحتلال عن اعتقال فلسطيني بعد تنفيذه عملية إطلاق نار تجاه مستوطنة «حفات يائير» قرب بلدة قراوة بني حسان شمال الضفة المحتلة.
- وكان مقاومون أطلقوا النار تجاه مستوطنة «حومش» على الطريق بين نابلس وجنين، وفي وقت لاحق استهدفوا طائرات الاستطلاع «الإسرائيلية» التي حلقت بكثافة في أجواء المخيم.
- وفي الخليل، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال قرب مخيم العروب تخللها إطلاق كثيف للرصاص الحي بعد استهداف البرج العسكري قرب المخيم بالزجاجات الحارقة.
- وفي السياق، أعلنت مصادر في الاحتلال عن تضرر حافلة للمستوطنين جراء رشقها بالحجارة قرب بلدة حوارة جنوب نابلس.
وانطلق دعوات شعبية شبابية في نابلس للمشاركة في وقفة ضد قمة العقبة، على دوار الشهداء وسط نابلس، الساعة 5 مساء اليوم الأحد بالتوقيت المحلي، واصفة قمة العقبة بأنها «قمة استهداف المقاومة والانصياع للاحتلال».
ومن ردود الأفعال السياسية والفصائلية
- قال عضو تنفيذية منظمة التحرير، رمزي رباح: «رفضنا القمة الأمنية في العقبة وأرسلنا رسائل قبل ذلك بأيام للرئيس عباس نحذر فيها من مخاطر القمة وطالبنا باجتماع للجنة التنفيذية لكنهم لم يردوا على رسائلنا حتى الآن».
- وأصدرت «الشبيبة الفتحاوية» في جامعة القدس بياناً قالت فيه: «نرفض قمة العقبة جملة وتفصيلاً، وأفكار بعض قادة السلطة الذين يتغنون بالسلام ويحاولون تمرير صفقات جديدة لا تتماشى مع فكر شعبنا المـشتبك، وخيارنا هو خيار كتائب الأقصى والعرين وعش الدبابير في جنين، وسنبقى الدرع الحامي لثوابتنا، ولا يَحيد عن بوصلة الشعب إلا المنبطحين والمتساوقين مع التطبيع».
- وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: «نحذر من تبعات لقاء العقبة وندعو السلطة لمقاطعته، ونؤكد أن هذا اللقاء هو غطاء سياسي لمجازر الاحتلال ومحاولة لنقل التناقض إلى الداخل الفلسطيني من خلال الضغط على السلطة بهدف اتخاذ إجراءات أمنية لوقف تصاعد المقاومة وتوفير الأمن للاحتلال ومستوطنيه». وصرح القيادي بالجبهة الشعبية، ناصر أبو خضير بأنّ «المشاركة باجتماع العقبة هو إعلان وقح وصريح من جانب الزمرة السلطوية المتنفذة بالاصطفاف الكامل ضد المشروع الوطني، والكرة الآن في ملعب حركة فتح لكنس هذه الزمرة ونزع الغطاء الوطني عنها».
- وقالت الجبهة الديمقراطية إنّ «اجتماع العقبة الذي نجدد رفضنا له، لن يقطف شعبنا منه سوى المزيد من الويلات ونعتبره قراراً متفردًا اتخذه جانب واحد من القيادة السياسية بسلطة رام الله، ونحذر من المساواة بين جرائم الاحتلال وبين حق شعبنا في المقاومة باعتبارها إجراءات أحادية».
- بدوره قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، نافذ عزام: «مشاركة السلطة بقمة العقبة لا يخدمها ولا يخدم شعبنا والمستفيد منها هو الاحتلال، وما يجري اليوم هو إعطاء العدو مزيداً من الوقت لاستمراره في ارتكاب المجازر بحق أبناء شعبنا».
- كذلك أعلنت حركة حماس: «نستنكر بشدة حضور السلطة الفلسطينية للقاء الأمني في العقبة، وندعوها ألا تكون شريكاً في استهداف الثورة ضد الاحتلال، والتوقف عن هذا المسار العبثي أو المراهنة على سراب الوعود الأمريكية والانحياز للإجماع الوطني وإرادة الشعب الفلسطيني».
معلومات إضافية
- المصدر:
- وكالات