فصائل فلسطينية: المشاركة بقمة العقبة خزي وعار

فصائل فلسطينية: المشاركة بقمة العقبة خزي وعار

تداولت وسائل إعلام أن وفداً فلسطينياً سيحضر مؤتمر العقبة يوم غد الأحد في الأردن، والذي يطرح الملف الأمني والسياسي لمنطقة شمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك وسط رفض واستنكار من فصائل فلسطينية بما فيها بعض فصائل منظمة التحرير.

وتتعرض الخطوة لانتقادات تعتبرها تفرداً من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وأنها تغييب لدور اللجنة التنفيذية عن قرار المشاركة من عدمها، إضافة لرفض قيادات فتحاوية التعقيب على الموضوع.

وتبحث قمة العقبة بدرجة رئيسية، خطة الجنرال الأمريكي مايك فنزل والتي تنص على تدريب 5 آلاف عنصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الأردن بإشراف أمريكي، للسيطرة على الأوضاع في نابلس وجنين، إضافة لعودة التنسيق الأمني تحت إشراف أمريكي.

وبحسب ما نقلت "شبكة قدس" الإخبارية، يضم الوفد الفلسطيني للعقبة، أمين سر اللجنة التنفيذية حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج، والمستشار الدبلوماسي للرئيس محمود عباس، مجدي الخالدي.

وقالت "شبكة قدس" إنها تواصلت مع أعضاء في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير؛ لمعرفة كيفية اتخاذ القرار بالمشاركة في قمة العقبة، فكان رد عضو اللجنة، أحمد المجدلاني: "أنا خارج البلاد وليست لدي معلومات عن الموضوع" بحسب ما نشرت الوكالة التي قالت إنها حاولت أيضاً التواصل مع أعضاء اللجنة التنفيذية: زياد أبو عمرو، واصل أبو يوسف، صالح رأفت، فيصل العرنكي؛ لكن دون رد.

أما عضو اللجنة التنفيذية عن الجبهة الديمقراطية، رمزي رباح، فقال ردًا على سؤال "شبكة قدس" إن كان خيار المشاركة في اجتماع العقبة قد طُرح في جلسات اللجنة و"الموضوع طرح في الاجتماعات، وحذّرنا منه ودعونا لمقاطعته وقلنا للرئيس إنه فخ أمريكي لفتح مسار أمني ينطوي عليه مخاطر كبيرة".

وأضاف رباح: هناك أصوات أخرى داخل اللجنة التنفيذية أيّدت عدم الحضور، لكن بالنهاية الرئيس عباس أخذ قرارًا بالحضور.

وبيّن رباح أن اللجنة التنفيذية صادقت على 12 بندًا ليتم تسليمها للجانب الأمريكي، حتى يرسلهم للاحتلال "الإسرائيلي"، مع شرط الموافقة عليها جميعًا بضمانة أمريكية، حتى يعود التنسيق الأمني، وكان أبرز هذه البنود: وقف الاستيطان والهدم والتهجير، وعدم ممارسة الاحتلال للقتل، وصولًا إلى وقف الانتهاكات بحق الأسرى.

إلا أن مصدراً وصفته "شبكة قدس" بأنه "مطلع"، قال لها إن الوفد الفلسطيني توجّه صباح اليوم للأردن وهو يعلم أن الاحتلال يرفض الشروط الفلسطينية كلّها، لكن الحضور هدفه المحاولة، والطلب من الأردن ومصر وأمريكا لممارسة ضغوط على الاحتلال؛ لوقف الاقتحامات للمدن الفلسطينية أو إرجاع أموال المقاصة.

وتواصلت "شبكة قدس" مع عضو المجلس الثوري لحركة فتح، ومستشار رئيس الوزراء، عبد الإله الأتيرة الذي رفض التعقيب قائلًا: "رأيي متطرف بالموضوع ولا أريد إحراجكم أو إحراج الناس".

فيما نفى رئيس الدائرة السياسية للمجلس الثوري لحركة فتح، أحمد صبح، أن تكون لديه معلومات حول ما سيطرح في قمة العقبة، معللًا ذلك بعودته مؤخرًا من السفر. كما رفض أمين سر المجلس الثوري لفتح، ماجد الفتياني الإدلاء بأي تصريح، إضافة لعدم رد أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح على اتصالات "شبكة قدس".

ونددت الفصائل الفلسطينية بمشاركة من أسمتهم "متنفذون بالسلطة" في قمة العقبة المزمع عقدها غدًا، وجاء في البيان: "إن مشاركة طرف فلسطيني وأطراف عربية أخرى في هكذا لقاء لن تجلب لهم إلا الخزي والعار، كونهم شركاء في الجهود الدولية والإسرائيلية للالتفاف على إرادة الفلسطينيين والقضاء على مقاومتهم المشروعة".

وقال عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية، هاني ثوابتة لـ"شبكة قدس": من غير المعقول المشاركة خصوصًا بعد مجزرة نابلس والعدوان "الإسرائيلي" المتواصل في القدس، ولو تمسكت السلطة بإرادة الإجماع الوطني التي ترفض لغة التفاهم مع الاحتلال لكان موقفها صلب إلا أنها مصرة الآن بالمضي قدمًا نحو مسار التسوية الكارثي الذي سينعكس على شعبنا، ويحرف بوصلة المواجهة مع الاحتلال.

وحذرت الجبهة الديمقراطية في بيانٍ لها من المشاركة، حيث قالت: إن اجتماع العقبة من شأنه، في ظل الضغوط الأمريكية والبريطانية، وتصاعد الفاشية الإسرائيلية، أن يشكل منعطفاً، لن يقطف منه شعبنا سوى المزيد من الويلات، والتي يتحدد هدفها الرئيس بالضغط على السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، للصدام مع المقاومة الشعبية

معلومات إضافية

المصدر:
قدس الإخبارية