فضيحة تجسس على سياسيين وصحفيين تطال شركة «إسرائيلية» في اليونان
شنت السلطات اليونانية حملة مداهمات على مقرات شركة إنتيليكسا Intellexa «الإسرائيلية»، بعد اكتشاف تجسسها على عشرات الشخصيات السياسية والعسكرية والإعلامية في البلاد.
وبحسب ما نقلت صحيفة «هآرتس» اليوم الأربعاء 14-12-2022 تم العثور على برنامج تجسس من طراز «مفترس» على هواتف الصحافيين وزعماء المعارضة في اليونان، مثل زعيم حزب باسوك الاشتراكي المعارض نيكوس أندرولاكيس.
وذكرت وسائل إعلام يونانية محلية أنّ الشرطة اليونانية داهمت مكاتب الشركة «الإسرائيلية» التي تقف وراء برنامج التجسس في أثينا، أمس الثلاثاء، في أحدث تحوّل للأحداث في قضية التنصت على المكالمات الهاتفية التي استمرت لأشهر وهزّت اليونان خلال الأشهر العديدة الماضية.
وداهمت الشرطة مكاتب شركة إنتيليكسا، شركة برامج التجسس «الإسرائيلية» المملوكة لكيان الاحتلال، وخمس شركات أخرى في العاصمة اليونانية، كما استهدفت المداهمات منازل مديري الشركة.
هذا وكشف تحقيق عبر القارات - شاركت فيه صحيفة «هآرتس» - عن شبكة من الشركات المرتبطة بتال ديليان، القائد السابق لوحدة استخبارات «إسرائيلية» سرّية للغاية، والذي اشترى مجموعة من تقنيات المراقبة المتطوّرة وأسّس موطئ قدم تجسسي صهيوني في الاتحاد الأوروبي وفي اليونان وقبرص. كما كشفت أنّ طائرةً نفّاثة مرتبطة بديليان جلبت تكنولوجيا تجسس متقدمة من الاتحاد الأوروبي إلى «ميليشيا سودانية سيئة السمعة».
وفي الأسبوع الماضي، كشف تحقيق أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن اليونان منحت تراخيص للشركة «الإسرائيلية» (إنتللكسا) لتصدير برنامج التجسس إلى مدغشقر.
وتم استخدام برامج تجسس «إسرائيلية» الصنع لاختراق هاتف وزير يوناني سابق.
ويوم الأحد، أصدرت صحيفة Documento اليونانية ملفًا يكشف عن وجود عشرات الوزراء بالوكالة والقادة العسكريين ورجال الأعمال والإعلاميين أيضًا تحت المراقبة.
في أغسطس/آب الماضي، اعترف رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بأنّ وكالة الاستخبارات في البلاد كانت تتجسس على زعيم المعارضة نيكوس أندرولاكيس، مؤكداً أن ذلك كان «قانونيًا» على حد تعبيره، لكنه لم يقل ما إذا كانت تستخدم برنامج تجسس «بريداتور»، الذي أنشأته شركة إنتيليكسا المملوكة لـ«إسرائيل»، شركة CYTROX. هذا الكيان الأخير مسجل في مقدونيا الشمالية ويعمل من اليونان.وإنتيللكسا مملوكة للرئيس السابق لوحدة استخبارات «إسرائيلية» سرية تعرف باسم الوحدة 81. وقد عمل من قبرص واليونان.
يجدر بالذكر بأنه على عكس شركة NSO، التي افتضح اسمها إثر فضيحة تجسس سابقة مشابهة، فإنّ الشركة «الإسرائيلية» Intellexa لا تخضع وأنشطتها لإشراف السلطات «الإسرائيلية» مباشرةً على حدّ زعم الصحيفة «الإسرائيلية».
في أكتوبر، تم رفع أول دعوى قضائية ضد Intellexa في اليونان للمطالبة بإجراء تحقيق جنائي في الشركة «الإسرائيلية». هذه هي الدعوى الأولى المرتبطة بالفضيحة، وتتطلب من النيابة التحقيق في القضية وتقرير ما إذا كان يجب تقديم لائحة اتهام.
رفع ثاناسيس كوكاكيس، وهو صحفي استقصائي، الدعوى أمام النيابة العامة في أثينا متهمًا شركة Intellexa وموظفيها بارتكاب سلسلة من الجرائم الجنائية، بما في ذلك انتهاكات الخصوصية وقوانين الاتصالات.