واشنطن تعيد عمل «شيفرون» بالنفط الفنزويلي بعد اتفاق السلطة والمعارضة

واشنطن تعيد عمل «شيفرون» بالنفط الفنزويلي بعد اتفاق السلطة والمعارضة

وقعت السلطة والمعارضة في فنزويلا يوم السبت 26 تشرين الثاني 2022 اتفاقاً اعتبر «اختراقاً مهماً» في المفاوضات بينهما والتي تحتضنها مكسيكو، بتوصلهما إلى «اتفاق اجتماعي واسع النطاق» حظي بترحيب الولايات المتحدة التي سارعت لإعادة شركة «شيفرون» النفطية لاستئناف عملها في البلاد التي تفرض عليها واشنطن عقوباتها غير المشروعة، وسط أزمة حاجة الولايات المتحدة للنفط.

والسبت وقع طرفا الأزمة الفنزويلية اتفاقاً إنسانياً يتمحور حول التعليم والصحة والأمن الغذائي والاستجابة للفيضانات وبرامج للكهرباء. كما اتفقا على مواصلة المحادثات حول الانتخابات الرئاسية المقررة في 2024.

واتفقت السلطة والمعارضة على اتخاذ كل الخطوات اللازمة للإفراج عن الأموال المشروعة العائدة لفنزويلا والتي ما زالت حالياً مجمّدة في النظام المالي الدولي كجزء من العقوبات الأمريكية على الشعب الفنزويلي.

وبحسب الأنباء يفترض أن تغذي هذه الأموال «صندوق الحماية الاجتماعية للشعب الفنزويلي» لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً للبلاد (النظام الصحي، شبكة الكهرباء، التعليم، الاستجابة لمشكلة الأمطار الغزيرة الأخيرة التي أودت بحياة ما يقرب من 80 شخصا في أكتوبر/تشرين الأول).

قام بتلاوة بنود الاتفاق ممثل النرويج بوصفها دولة وسيطة في الحوار بين الفنزويليين في المكسيك، على أن يتم إنشاء صندوق «بإدارة ودعم» الأمم المتحدة.

وأشادت واشنطن السبت بالاتفاق الذي وقع في مكسيكو بين السلطة والمعارضة الفنزويليتين، واعتبر مسؤول أمريكي «رفيع» أنه «مرحلة مهمة في الاتجاه السليم»، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وفي وقت لاحق، رحبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكندا، في بيان مشترك، بـ«قرار استئناف الحوار» بين الفنزويليين، داعية إياهم إلى «إظهار حسن نية من أجل التوصل إلى اتفاق شامل يؤدي إلى انتخابات حرة ونزيهة في 2024 وإلى إعادة تأهيل المؤسسات الديمقراطية وإنهاء الأزمة الإنسانية في فنزويلا».

وأضافت الكتلة الأوروبية والدول الأنكلوسكسونية الثلاث أنها ستواصل «العمل مع شركائها الدوليين لتلبية الاحتياجات الملحة للفنزويليين داخل بلادهم وخارجها»، وبحسب قولها فإنها أبدت «استعدادها لمراجعة حزمة العقوبات في حال إحراز تقدّم كبير من جانب النظام» في كراكاس.

وفور إعلان توقيع الاتفاق، أجازت وزارة الخزانة الأمريكية لمجموعة شيفرون النفطية بأن تستأنف جزئياً أنشطة التنقيب في فنزويلا التي تختزن أكبر احتياطات نفطية في العالم. وأشارت الوزارة إلى أنّ الإجازة ستكون صالحة لمدة ستة أشهر، ستدرس خلالها إدارة بايدن «مدى وفاء حكومة مادورو بالتعهدات التي قطعتها في اتفاق السبت».

وبعد انتخابات 2018 قادت واشنطن حملة لدعم زعيم المعارضة خوان غوايدو كرئيس غير شرعي (بالوكالة). ولكن في السنوات الأخيرة، ومع انحسار الوزن العالمي للولايات المتحدة الأمريكية، إضافة لعوامل داخلية في فنزويلا والقارة الأمريكية اللاتينية، انحسر تأثير غوايدو بعدما خسر حلفاء أساسيين له محلياً وإقليمياً، وخاصةً مع وصول يساريين إلى الرئاسة في بلدان عدة.

وصار الرئيس الكولومبي اليساري غوستافو بيترو لاعباً أساسياً في المحادثات، منذ أن أصبح في أغسطس/آب أول يساري يتبوأ سدة الرئاسة في بلاده. ويسعى بيترو إلى تحسين الروابط بين بلاده وفنزويلا وقد استأنف العلاقات الدبلوماسية معها للمرة الأولى منذ 2019 حين رفض الرئيس إيفان دوكي الاعتراف بفوز مادورو بولاية رئاسية جديدة.


معلومات إضافية

المصدر:
وكالات