عشرات القتلى باشتباك أذربيجان وأرمينيا: واشنطن تعلّق، وباشينيان يتصل ببوتين وماكرون
قالت وزارة الدفاع الأذربيجانية اليوم الثلاثاء بأنّ جيشها تكبد خسائر بشرية نتيجة قصف وحدات من القوات المسلحة الأرمنية، ولكنها لم تحدد عدد القتلى حتى ساعة إعداد الخبر، ولكن رئيس الوزراء الأرميني بالمقابل قال بأن هناك "49 جندياً أرمينياً قتلوا في الاشتباكات مع الجيش الأذربيجاني".
وقالت الخدمة الصحفية بوزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان: «تعرضت بعض مواقع وملاجئ ومعاقل القوات المسلحة الأذربيجانية في مناطق داشكسان ولاشين وكالبجار لقصف مكثف من قبل وحدات الجيش الأرميني من أسلحة من عيارات مختلفة بما في ذلك قذائف الهاون. ونتيجة لذلك، وقعت خسائر في صفوف الأفراد، وتضررت البنية التحتية العسكرية». وبحسب الجانب الأذربيجاني فقد تعمد الجانب الأرميني تصعيد الموقف على الحدود وأن القوات الأرمينية «ارتكبت عملية تخريبية واسعة النطاق على حدود الدولة في مناطق داشكسان وكالبجار ولاشين» بحسب الجانب الأذربيجاني.
وبحسب الدفاع الأذربيجانية أيضاً: "خلال الشهر الماضي، استفزازات القوات المسلحة الأرمينية في اتجاه أقسام لاشين وغاداباي وداشكيسان وكالبجار من حدود الدولة، وكذلك قصف مواقع الجيش الأذربيجاني في هذه المناطق بأسلحة مختلفة، كانت مكثفة ومنهجية. وفي الوقت نفسه، ركزت أرمينيا أسلحة هجومية ومدفعية ثقيلة وقوة بشرية على طول حدود أذربيجان. وشهدت كل هذه الحقائق مرة أخرى على أن أرمينيا تستعد لاستفزاز عسكري واسع النطاق"، بحسب الجانب الأذربيجاني.
بالمقابل أصدرت وزارة الدفاع في أرمينا بياناً قال فيه إنه: «في 13 أيلول/سبتمبر، الساعة 00:05، أطلقت وحدات من القوات المسلحة الأذربيجانية نيراناً كثيفة باتجاه مدن غوريس وسوتك وجيرموك باستخدام المدفعية من العيار الثقيل والأسلحة الخفيفة، وقصفت مواقع القوات المسلحة الأرمنية» وأضافت بأن «العدو يستخدم طائرات دون طيار»، بحسب الجانب الأرميني.
تصريحات أمريكية
بعد الإعلان عن الاشتباكات، دعت واشنطن الطرفين إلى وقف القتال فوراً، ووصفت المعارك الدائرة بأنها «مقلقة».
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في بيان، إنّ بلاده "قلقة بسبب التطوّرات الراهنة على الحدود بين أذربيجان وأرمينيا، ولا سيّما بعد ورود تقارير عن قصف استهدف بلدات وبنى تحتية مدنية في أرمينيا".
وأضاف: "كما أوضحنا منذ فترة طويلة، لا يمكن أن يكون هناك حلّ عسكري للصراع. نحن نحضّ على إنهاء كلّ الأعمال العدائية العسكرية فوراً".
كذلك، علّق رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي، آدم شيف، على الوضع بالقول إن "أذربيجان هاجمت حدود أرمينيا"، معتبراً الخطوة بأنها "انتهاك صارخ لوقف إطلاق النار وهجوم مباشر على سيادة أرمينيا".
كما دعا شيف إلى وقف جميع المساعدات إلى أذربيجان بشكل فوري ودائم.
باشينيان يتصل ببوتين وماكرون
من جهة أخرى، أجرى رئيس الوزراءِ الأرميني، نيكول باشينيان، اتصالاً هاتفياً بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لإطلاعه على الأوضاع عند الحدود الأرمينية الأذربيجانية.
كذلك أجرى باشينيان محادثات مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.
وقال باشينيان إنه يأمل في «ردّ مناسب من المجتمع الدولي بينما تتواصل المواجهات على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان»، وفقاً لبيان الحكومة الأرمينية.
لمحة سابقة
يشار إلى أنه خلال الأسبوع الماضي، اتّهمت أرمينيا أذربيجان بقتل أحد عسكرييها في تبادل لإطلاق النار على الحدود بين البلدين.
ويتنازع البلدان، منذ عقود، على السيادة على إقليم ناغورنو كاراباخ، الذي تتهم أذربيجان جارتها أرمينيا باحتلاله، بينما تقول أرمينيا إنّ الإقليم تابع لأراضيها.
ولا تزال القوات الأذربيجانية موجودة في أماكن فرضت سيطرتها عليها، خلال المعارك الأخيرة، وتطالب بتأكيد السيادة عليها وتثبيت وجودها داخل الإقليم.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار في ناغورنو كاراباخ دخل حيز التنفيذ، يوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، بعد معارك استمرت نحو شهر ونصف الشهر، وأسفرت عن سيطرة أذربيجان على أجزاء واسعة من الإقليم.
كما نصَّ إعلان وقف إطلاق النار، الذي تمَّ برعاية روسية، على توقف القوات الأرمينية والأذربيجانية عند مواقعها الحالية، وانتشار قوات حفظ السلام الروسية على امتداد خط التماس في ناغورنو كاراباخ، وعند الممر الواصل بين أراضي أرمينيا وكاراباخ.
معلومات إضافية
- المصدر:
- وكالات