بوتين: مستعدّون للتبرّع مجّاناً للبلدان النامية بأسمدتنا المخزّنة بموانئ أوروبا

بوتين: مستعدّون للتبرّع مجّاناً للبلدان النامية بأسمدتنا المخزّنة بموانئ أوروبا

صرّح الزعيم الروسي بأن روسيا ستنظر في مقترحات شركائها الأوروبيين بشأن إمدادات الأسمدة لهم، لكن ينبغي أيضًا حل المشكلات المتعلقة بتسليم الأسمدة إلى دول أخرى.

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة، 9 أيلول/سبتمبر 2022، في اجتماع مجلس الأمن الروسي إنّ روسيا مستعدة لتسليم أسمدة البوتاس المخزّنة في الموانئ الأوروبية إلى الدول النامية مجاناً.

وقال الرئيس الروسي إنه تم تكديس مئات الآلاف من الأطنان من الأسمدة في بعض الموانئ الأوروبية. وأوضح بوتين: «منتجونا - في رأيي، يشير هذا في المقام الأول إلى أسمدة البوتاس - مستعدون في واقع الأمر لمنحها مجانًا للدول النامية التي هي في أمس الحاجة إلى هذه الأسمدة. أطلب من وزارة الخارجية [الروسية] العمل على ذلك».

وتابع بوتين: «بالتأكيد، سننظر في مقترحات شركائنا الأوروبيين بشأن إمدادات الأسمدة لهم، ولكن ينبغي أيضًا حل المشكلات المتعلقة بتسليم الأسمدة إلى بلدان أخرى. أود أن أطلب من وزارة الخارجية [الروسية] دعم تسليم الأسمدة البيلاروسية أيضًا».

وكشف بوتين بأنّه: «على مدى الأشهر الأربعة من هذا العام، صدّرت روسيا 7 ملايين طن من الأسمدة، بما في ذلك البوتاس والنيتروجين والأسمدة المركبة والأسمدة المختلطة. وذهب حوالي 3 ملايين طن منها إلى بلدان آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية - أي نصفها تقريبًا». وأضاف أن روسيا «مستعدة لتوريد الأمونيا بكمية تبلغ نحو مليوني طن».

في الوقت نفسه، يعتقد الرئيس الروسي أن الاتحاد الأوروبي يمارس التمييز ضد إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية من خلال حظر تسليم الأسمدة الروسية إلى هذه القارّات عبر موانئه، وهذا أمر غير مقبول. وقال الرئيس الروسي إنّ المفوضية الأوروبية رفعت الحظر عن شحنات الأسمدة الروسية ورفعت العقوبات، وتشيد موسكو بالتأكيد بمثل هذه القرارات.

ويجدر بالذكر بأنّ الرئيس الروسي كشف الأربعاء الماضي، 7 أيلول/سبتمبر 2022، في حديثه ضمن المنتدى الاقتصادي الشرقي السابع، في فلاديفوستوك، معلومات وأرقام صادمة تتعلق بنتائج اتفاق تصدير الحبوب والمنتوجات الزراعية من أوكرانيا، مؤكداً أنّ الدول الغنية في الغرب التي وصفها بالاستعمارية والتي تواصل نهجها الاستعماري، قد استولت عليها كلها تقريباً، واقترح بوتين بناءً على ذلك ضرورة إعادة النظر في الاتفاقية.

وحذّر الرئيس الروسي قائلاً: «يمكن أن يتحوّل ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية إلى مأساة حقيقية لمعظم البلدان الأفقر، التي تواجه نقصاً في الغذاء والطاقة والسلع الحيوية الأخرى. سأستشهد ببعض الأرقام التي تؤكد الخطر: بينما في عام 2019، وفقاً للأمم المتحدة، كان 135 مليون شخص في العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ارتفع عددهم بمقدار 2.5 مرة إلى 345 مليوناً حتى الآن - وهذا أمر مروع».

ولفت الرئيس الروسي إلى «ارتفاع المشاعر، وكم قيل عن الحاجة إلى تسهيل تصدير الحبوب الأوكرانية بأي ثمن، لدعم البلدان الأكثر فقراً. بالتأكيد لم يكن لدينا خيار آخر سوى الاستجابة، على الرغم من كل التطورات المعقدة التي تحدث في جميع أنحاء أوكرانيا. لقد بذلنا قصارى جهدنا لضمان تصدير الحبوب الأوكرانية... التقيت بقادة الاتحاد الأفريقي، وقادة الدول الأفريقية، ووعدتهم بأننا سنبذل قصارى جهدنا لدعم مصالحهم وسيسهل ذلك تصدير الحبوب الأوكرانية».

وأشار بوتين في حديثه إلى أنّ «الدول الأكثر فقراً فقدت القدرة على الوصول تماماً إلى معظم الأغذية الأساسية، حيث تشتري البلدان المتقدمة المعروض بالكامل، مما تسبب في ارتفاع حاد في الأسعار».

وفي المعلومات الأهم التي كشف عنها الرئيس الروسي بهذا الخصوص وبما يخص نتائج اتفاق إخراج الحبوب من أوكرانيا، قال بوتين: «روسيا فعلت ذلك مع تركيا. لقد فعلناها. وأودّ أن أبلغكم بالنتيجة، أيها الزملاء: إذا استثنينا تركيا كوسيط، فإنّ جميع الحبوب المصدَّرة من أوكرانيا، في مجملها تقريباً، ذهبت إلى الاتحاد الأوروبي، وليس إلى البلدان النامية والأفقر. قامت سفينتان فقط بتسليم الحبوب في إطار برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة - البرنامج ذاته الذي من المفترض أن يساعد البلدان التي تحتاج إلى المساعدة أكثر من غيرها - أؤكد أنّ سفينتين فقط من أصل 87 سفينة – وأؤكد – قد نقلتا 60 ألف طن من أصل 2 مليون طن من الغذاء. هذه 3% فقط التي ذهبت إلى البلدان النامية».

وتابع بوتين بعد ذلك مباشرةً: «ما أقوله هو أن العديد من الدول الأوروبية اليوم تواصل العمل كمستعمرين، تماماً كما كانوا يفعلون في العقود والقرون السابقة. لقد تعرّضت البلدان النامية ببساطة للخداع مرة أخرى وما زالت تتعرض للغش. من الواضح أنه مع هذا النهج، سيزداد حجم مشكلات الغذاء في العالم. لسوء الحظ، للأسف الشديد، قد يؤدي ذلك إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة».

وطرح بوتين بناءً على نتائج التوزيع غير العادل التي أشار إليها فإنه: «ربما يحتاج المصدّرون إلى التفكير في الحد من صادراتهم من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى إلى هذه الوجهة. سوف أتشاور بالتأكيد مع رئيس تركيا، السيد أردوغان، لأننا معه كنا مَن وضع آلية لتصدير الحبوب الأوكرانية، وأكرّر، في المقام الأول، لمساعدة البلدان الأكثر فقراً. لكن ماذا حدث في الواقع؟».

وتابع بوتين: «أود أن أؤكد مرة أخرى أن هذا الموقف نتج عن الخطوات المتهورة التي اتخذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، المهووسين بالأفكار السياسية الوهمية. أما بالنسبة لرفاهية مواطنيها، ناهيك عن الأشخاص خارج ما يسمى بالمليار الذهبي، فقد دفعوا بها إلى الوراء. سيؤدي هذا حتماً إلى وضع الدول الغربية في مأزق، وأزمة اقتصادية واجتماعية، وستكون له عواقب لا يمكن التنبؤ بها على العالم بأسره».


معلومات إضافية

المصدر:
تاس + الموقع الرسمي للكرملين