الجرذان والحشرات «تسرح وتمرح» في القمامة بشوارع اسكوتلندا منذ أيام...
وسط تدهور اقتصادي غير مسبوق وأزمة شاملة تعيشها بريطانيا عموماً، وصلت الأمور في العاصمة الاسكتلندية إدنبرة إلى تراكم القمامة في شوارعها منذ نحو أسبوع حتى الآن، ولكن خلال الأيام القليلة الماضية، بدأت تتفسّخ النفايات وتنبعث منها روائح نتنة لا تطاق، وبدأ المواطنون يعانون من تكاثر الجرذان التي أخذت تسرح وتمرح في إقامتها «السياحية» المريحة داخل وعلى جنبات حاويات القمامة، مما سدّد ضربة لموسم سياحة البشر (حيث تزامنت الأزمة مع ذروة النشاطات الفنية والسياحية المخطط لها) وذلك في واحدةٍ مما كان يعرف بدول «الرفاه» الأوروبي.
هذا ويعود السبب المباشر لأزمة تراكم القذارة هذه إلى رفض الرأسماليين في تلك البلاد للمطالب المحقّة لعمّال النظافة برفع أجورهم، وسط أزمات التضخم والطاقة الغذاء وتدهور معيشتهم مع غلاء أسعار غير مسبوق.
وبدأ إضراب العمّال في 18 آب/أغسطس الجاري ومن المقرر أنْ ينتهي في 30 من الشهر نفسه، مستهدفًا موسم المهرجانات الشهير في العاصمة الاسكتلندية، الذي يبدو أنّه انقلب إلى موسم لاستنشاق الروائح النتنة والمناظر التي وصفتها الصحافة البريطانية بأنها «صادمة» و«مروّعة».
ووفقاً لصحيفة «إندبندت» البريطانية: «انسكبت صناديق الوجبات الجاهزة وعلب الطعام على الأرصفة بينما كان الركاب يتنقلون حول النفايات محاولين الوصول إلى المحطة».
وفي حديث سابق إلى برنامج Good Morning Scotland على قناة BBC يوم الإثنين، حذر تيري ليفينثال، مدير منظمة مراقبة التراث في إدنبرة، من أن المدينة تواجه «مشكلة صحية عامة هائلة» وأنه من المتوقع أن ترتفع مستويات الحشرات، مع وجود طيور رمّامة (تتغذى بالفضلات العضوية) تحوم في المدينة بالفعل «بكامل قوتها». ولفت إلى أنّه «حتى قبل الإضراب كانت هناك مشكلات».
كما وأكد انتشار الفئران والقوارض والحشرات، وحذّر قائلاً: «سنرى، نتيجة لذلك، أنه في غضون أسابيع قليلة سيكون هناك توسع هائل في أعداد الحشرات الضارة». وسط مطالبات من مواطنين وعدد من السياسيين للسلطات بالتدخل والمعالجة و«منع الإحراج الدولي لأدنبره واسكتلندا» وفق تعبيرهم.
ووفقاً لصحيفة «الغارديان» اعتبرت نقابات عمال القطاع العام بأنّ زيادة الأجر التي عرضتها عليهم السلطات (بنسبة 3%) تعتبر سخرية واستهزاءً بالعمّال. فعقدت النقابات جولة أخرى من المحادثات مع السلطات المحلية الاسكتلندية للتفاوض حول زيادة أجور بنسبة 5%. ومن المقرر أن تمتد إضرابات العمال إلى مناطق أخرى وقطاعات أخرى مع مشاركة عمال حضانات الأطفال والمدارس في أوائل الشهر المقبل.
معلومات إضافية
- المصدر:
- وكالات + قاسيون