الطاقة الدولية لا تستبعد "التقنين" بأوروبا بدءاً من الصناعات الكبيرة
قالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، إن هيئة الطاقة الدولية حذرت من أن أوروبا معرضة لخطر تقنين الطاقة في فصل الشتاء.
ووفقاً لتقرير الصحيفة اليوم الأربعاء 8 حزيران/يونيو 2022، قال رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول إن تحسين الكفاءة أمر حيوي لكبح الطلب على الغاز مع استمرار الأزمة الأوكرانية.
وحذر رئيس الهيئة الدولية للطاقة من أن أوروبا معرضة لخطر تقنين الطاقة هذا الشتاء، خاصة إذا تزامن الطقس البارد مع الطلب الاقتصادي المتزايد في الصين، على الرغم من أنه أضاف أيضاً بأن النقص المحتمل في الغاز سيكون أقل حدة "إذا لم يعمل الاقتصاد الصيني بالوتيرة المعتادة" (وفق تعويله). وفي الأشهر الأخيرة، أدت القيود المفروضة كجزء من سياسة بكين الخاصة بعدم انتشار فيروس كورونا، إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وخفض الطلب على الطاقة، لكن البلاد تعيد فتح أبوابها الآن.
وفي بعض من أقسى التعليقات حتى الآن حول النطاق المحتمل لنقص الطاقة في أعقاب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، قال بيرول، إنه يمكن إدخال التقنين لمستخدمي الغاز الصناعي وآخرين إذا لم يتم اتخاذ خطوات على وجه السرعة "لتحسين الكفاءة".
حيث قال: "إذا كان لدينا شتاء قارس وطويل وإذا لم نتخذ [إجراءات الطلب]... لن أستبعد تقنين الغاز الطبيعي في أوروبا، بدءًا من المنشآت الصناعية الكبيرة".
وتعتمد العديد من الدول الأوروبية القارية بشكل كبير على الغاز الروسي، مما يلحق بها ضرراً كبير نتيجة إذعانها لضغوط واشنطن بمقاطعة الطاقة الروسية.
وبسبب عدم التزامها بشروط موسكو بالدفع بالروبل قطعت شركة غازبروم، عملاق الطاقة الروسي الحكومي، بالفعل الغاز عن دول من بينها بولندا وبلغاريا وفنلندا، ثم اعتبارًا من الأسبوع الماضي، عن هولندا والدنمارك.
تأتي تعليقات الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية حول التقنين المحتمل للطاقة في أوروبا في أعقاب تحركات ألمانيا والنمسا، حيث قالت ألمانيا في مارس/آذار إنه إذا كان هناك نقص حاد فإنها ستقطع أجزاء من الصناعة عن شبكة الغاز لضمان احتفاظ الأسر بالطاقة. أما وزير المناخ الدنماركي دان يورجنسن، فقال في مقابلة إن خطط الطوارئ، التي قد تشمل تقنين الطاقة، قد تصبح ضرورية إذا توقفت أوروبا عن استيراد الغاز الروسي. وقال قدري سيمسون، مفوض الطاقة بالاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد يطور خطط طوارئ لوقف كامل لواردات الغاز الروسي، على حد قوله، والتي يقول أشخاص مطلعون على المقترحات إنها ستشمل تقنيناً للصناعة.
وفي مؤتمر وكالة الطاقة الدولية في الدنمارك الذي حضره وزراء وممثلون حكوميون من 20 دولة على الأقل، تعول الوكالة على فرض مزيد من التقشف على العالم متحدثة عن تخفيض الاستهلاك السنوي للطاقة بحلول عام 2030 بما يعادل الاستخدام السنوي الحالي للصين، على حد وصفها، معولة على خطوات "مثل عزل المباني بشكل أفضل والكفاءات الأخرى مثل تكييف هواء أفضل" على حد قول الوكالة التي تمثل بشكل أساسي مستهلكي الغاز في العالم وتخضع للمصالح الغربية بشكل قوي.
وجاء أيضاً في تحذيرات بيرول، رئيس وكالة الطاقة الدولية، أن ارتفاع أسعار النفط قد يتسبب على الأرجح في ألم للعديد من الاقتصادات. وقفز سعر خام برنت مقترباً من أعلى مستوياته هذا العام في نهاية مايو/أيار بعد أن أعلن الاتحاد الأوروبي حظرًا على معظم واردات النفط الروسية، وظل مرتفعًا منذ ذلك الحين.
معلومات إضافية
- المصدر:
- فاينانشال تايمز