مواقد «مبتكرة» تغزو أسواق دمشق وتعمل بـ«كوكتيل» كريه الرائحة

مواقد «مبتكرة» تغزو أسواق دمشق وتعمل بـ«كوكتيل» كريه الرائحة

مع أزمة الطاقة التي تشهدها سورية، وخاصة الكهرباء والغاز، ورفع أسعار حواملها، لوحظ أنّ أنواعاً من المنتوجات والمعدّات أخذت تغزو الأسواق المحلية، وخاصة تحت مسمى «بدائل الغاز» في ظل معاناة المواطنين بشكل خاص من تأخّر رسائل الغاز على «البطاقة الذكية» والأسعار الجنونية لأسطواناته بالسوق السوداء.

فبعد ما ظهر سابقاً من عبوات «الهلام الكحولي»، وعودة «بوابير الكاز» وبأسعار مرتفعة وصلت 45 ألف ليرة للبابور الواحد، لوحظ مؤخراً نمط جديد من «المواقد» المعدنية محلّية الصنع، في أسواق دمشق بشكل خاص، ولكن طريقة عمله تثير تساؤلات وهواجس سواء من حيث أمانها أو إمكانية أضرارها الصحية.

ذلك أنّ «الموقد» الجديد الذي تمت ملاحظة تداوله وبيعه في أسواق منها سوق «المناخلية» في دمشق، تباع معه تشكيلة غريبة ومتنوعة من الوقود.

فمن المواد المستعملة لإشعاله «النفط» أو «زيت الكاز» أو الكحول (سبيرتو) أو عبوات تحوي خليطاً من (الكاز والكحول) أو تحوي (الكاز مخلوطاً بالنفط)، وتباع العبوة الواحدة من هذه «الكوكتيلات» من الوقود بسعر 2300 ليرة.

وحسب وصف بعض المواطنين الذين تواصلت معهم «قاسيون»، فإنهم لجؤوا إلى تجريب هذه «البدائل» تحت ضغط حاجتهم لأيّ مصدر للطاقة لتلبية ضرورياتهم اليومية الملحّة، رغم عدم ارتياحهم لها أحياناً. فبالنسبة للموقد المذكور، وصفوا الرائحة المنبعثة من إشعاله بأنها «كريهة وخانقة» و«لا تطاق داخل البيت»، بحيث يتجنب أغلبهم استعماله داخل أماكن مغلقة، ويقتصرون على تدبير أحوالهم باستعماله في مساحات مفتوحة للطبخ أو التسخين وما إلى ذلك.

يحدث هذا ليس فقط في غياب حلول حقيقية ناجعة ومستدامة وكريمة لأزمات الطاقة في سورية، بل وكذلك بغياب للرقابة الفنية أو الصحية على «البدائل»، وترك المواطنين عرضة للاستغلال تحت ضغط الحاجة التي رغم أنّها «أم الاختراع» لكن «الاختراعات» بحاجة لتقييم سليم لها قبل السماح بانتشارها، وذلك لضمان ألّا تكون مجرد متاجرة بمعاناة الناس، وقد تحمل من الأضرار أكثر من الفوائد.

معلومات إضافية

المصدر:
مراسل قاسيون – دمشق