القائدة الأسيرة خالدة جرار تخرج من سجون الاحتلال

القائدة الأسيرة خالدة جرار تخرج من سجون الاحتلال

أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، عن الأسيرة القيادية في «الجبهة الشعبية» والنائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني، خالدة جرار، بعد انتهاء مدة محكوميّتها البالغة عامين.

وأفرج عن جرار من سجن الدامون في جبل الكرمل في مدينة حيفا المحتلة، وعادت اليوم إلى الضفة الغربية المحتلة، عبر حاجز سالم العسكري.

وبحسب مكتب إعلام الأسرى، فإنّ الأسيرة جرار خضعت للتحقيق وواجهت اتهامات عدة؛ بينها «تمويل عمليات فدائية لمنظمة الجبهة الشعبية»، بعد اعتقالها بتاريخ 31 تشرين الأول 2019 إثر مداهمة منزلها في مدينة البيرة قرب رام الله وتفتيشه بشكل همجي وتحطيم محتوياته، وإعادة اعتقالها.

وأوضح إعلام الأسرى أن الاحتلال أبقى جرار موقوفة لمدة 16 شهراً، قبل أن يصدر بحقها حكماً بالسجن لمدة 24 شهراً، إضافة إلى 12 شهراً مع وقف التنفيذ لمدة خمس سنوات وغرامة ماليّة قدرها 4000 شيكل بتهم التحريض والإضرار بأمن الاحتلال، والانتماء للجبهة الشعبية التي يصنّفها الاحتلال محظورة، وقد أمضت محكوميّتها كاملة وتحررت اليوم.

وكانت جرار قد تحرّرت من سجون الاحتلال قبل 8 أشهر فقط، من اختطافها في المرة السابقة بعدما أمضت 20 شهراً في الاعتقال الإداري المتجدد، وهو الاعتقال الثاني لها، حيث كانت قد اعتقلت في المرة الأولى عام 2015، وأمضت 14 شهراً بتهمة التحريض.

يذكر أن القيادية في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» اعتُقلت على يد الاحتلال عدة مرات، وصدر بحقها أمر إبعاد وأوامر منع سفر، وتعرضت لأشكال مختلفة من التنكيل والاضطهاد على إثر نشاطها السياسي ودورها القيادي الفاعل.

وفي هذا السياق، تقدمت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» في سجون الاحتلال ممثلة بأمينها العام، أحمد سعدات، «بخالص التهنئة للرفيقة المناضلة الوطنية الكبيرة خالدة جرار بتنسمها عبق الحرية بعد اعتقال دام عامين». وأضافت: «تُعبّر الجبهة عن افتخارها واعتزازها برفيقتها المناضلة الكبيرة التي جسدت أروع الأمثلة في الصبر والتحدي، ولم تستطع أساليب الاحتلال في القمع والتنكيل ومنها حرمانها من رؤية النظرة الأخيرة على ابنتها الراحلة سها أن تكسر إرادتها وعزيمتها، فأكدت أنها مناضلة صلبة وعصية على الكسر».

وأكّدت جرار عقب الإفراج عنها أنّ الاحتلال «لا يستطيع كسر إرادتنا».

وأردفت: لدينا كفلسطينيين إرادة «وطول ما هناك إرادة سيكون هناك أحرار لتحرير الفلسطينيين، ولا أعتقد أنهم يستطيعون كسر إرادتنا».

2

وكانت قوات الاحتلال قد رفضت إطلاق سراح جرار في 12 تموز الماضي، للمشاركة في تشييع جثمان ابنتها الشابّة سهى والتي توفيت إثر أزمة قلبية حادة، إلا أنها زارت قبرها، اليوم، فور تحرّرها من الاعتقال.

وتوجهت جرار فور الإفراج عنها من سجن «الدامون» اليوم، إلى مقبرة رام الله لقراءة الفاتحة على روح ابنتها، التي توفيت في تموز/ يوليو الماضي، ومنعها الاحتلال في حينه من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة والمشاركة في تشييع جثمان ابنتها.

ووضعت الأسيرة المحررة خالدة جرار، مساء الأحد، إكليل ورود على ضريح ابنتها سهى، التي وافتها المنية قبل شهرين وكانت أمها داخل الأسر.

وقالت: إنّ المشاعر المختلطة تنازعها في هذا المقام، حيث الحرية من سجون الاحتلال ومن تركت خلفها من الأسرى والأسيرات، والمشاعر الصعبة لفقدان ابنتها سهى بينما هي في الاعتقال.

وأكدت جرار أنها كانت تحلم دائماً بأن تأتي ركضاً إلى قبر سهى لتحتضنها، بعدما حرمها الاحتلال من وداعها، مشيرة إلى أنّ العديد من الأسيرات والأسرى يعيشون ظروفاً غاية في الصعوبة لفقدان أحبتهم وهم خلف القضبان.

وأكدت أن الأسرى هم بشر، والفلسطيني هو إنسان، ولكن الاحتلال الذي لا يعرف معنى الإنسانية لا يدرك بالفعل أن لديهم مشاعر وحب للأوطان والحرية.

وبيّنت أنّ الأسرى الستة الذين انتزعوا حريتهم من سجن «جلبوع» قبل أسابيع، قرروا القيام بذلك من أجل الحرية، ولكي يحتضنوا أهاليهم، ومن أجل أن يروا شمس وزيتون وصبر فلسطين، وهذا يؤكد إجرام الاحتلال الذي لا يعرف الإنسانية.

معلومات إضافية

المصدر:
الأخبار + قدس الإخبارية