انخفاض كبير بأسعار السمك بسورية: وفرة صيد، انقطاع الكهرباء، أم خوف من التلوث؟

انخفاض كبير بأسعار السمك بسورية: وفرة صيد، انقطاع الكهرباء، أم خوف من التلوث؟

سجلت أسعار العديد من أنواع السمك انخفاضًا كبيرًا في اللاذقية خلال الأيام القليلة الماضية، مقارنة باللحوم التي حافظت على مستويات سعرية مرتفعة للغاية قياسًا مع قدرة الناس الشرائية.

وربطت بعضت الآراء انخفاض أسعار السمك في اللاذقية بالتلوث النفطي الحاصل في الساحل السوري وانتشار بقعة نفطية على كامل الشريط الساحلي ابتداءً من خزانات المحطة الحرارية في بانياس وصولاً إلى شواطئ مدينة اللاذقية، في حين عزت آراء أخرى سبب الانخفاض الى أنه في شهر أيلول من كل عام تكون بضاعة الصيادين وفيرة من السمك الذي تكون أعداده كثيرة في البحر.

في الاتجاه المقابل أكد رئيس جمعية الصيادين في اللاذقية «نبيل فحام» في حديثه مع موقع إخباري محلي (أثر بريس)، أنّ السبب يعود إلى كثرة العرض وقلة الطلب على الأسماك وخاصة أنه يوجد أنواع تتوافر بكميات كبيرة في الأسواق كالبلميدا والعصيفري حيث يعتبر شهر أيلول هو موسم الصيد بالنسبة لهذين النوعين.

هذا ومن غير الواضح إن كان سبب واحد أم تضافر عدة أسباب يقف وراء انخفاض أسعار السمك في الفترة الحالية، وإحدى الفرضيات المتداولة تتعلق بالتلوث النفطي من محطة بانياس الحرارية، وبالنسبة لتأثر الصيد والسمك بشكل عام بالتلوثات النفطية وررد في إحدى الدراسات ذات الصلة ما يلي:

«من مظاهر تأثير التلوث النفطي انخفاض إنتاجية المصائد الذي يُعزى إلى انخفاض في العمليات الحيوية كالنمو، أو قد يعود إلى عزوف الناس عن شراء الأسماك خوفاً من أخطار التلوث، أو أنّ الصيادين أنفسهم يتوقفون عن الصيد في المناطق الملوثة خشية تلف معداتهم مما يزيد في النقص الغذائي، كما حدث في خليج تاروت السعودي عندما تسرب حوالي 100 ألف برميل من النفط عندما حصل انفجار في أنابيب النفط سنة 1970 مما أدى إلى عدم تناول الأسماك لرداءة طعمها لفترة ستة أسابيع، وعرقل عمليات الصيد لفترة ثلاثة أشهر تقريباً».

رئيس جمعية الصيادين في اللاذقية «نبيل فحام» يرى، وفق ما نقل عنه موقع «الليرة اليوم» بأنّ كل ما يشاع عن أنّ انخفاض سعر الأسماك مرده التلوث هي «أخبار غير صحيحة ولا تمت للواقع بأي صلة»، مقدماً تفسيره لذلك بأنّ «بقع التلوث النفطي تبقى على سطح المياه ولا تنزل إلى أعماق المياه حيث تعيش الأسماك»، كما أن أحد أسباب انخفاض الأسعار هو «ارتفاع درجات الحرارة» الأمر الذي يدفع باعة السمك إلى تخفيض السعر خوفاً من أن يبقى في متاجرهم في ظل الانقطاعات الطويلة للكهرباء وعدم وجود كميات من الثلج كافيه لتبريده مما يتسبب بتلفه وفساده.

وأوضح «فحام» أنّ حالات التحسس التي دخلت إلى المشافي منذ يومين سببها تلف الأسماك نتيجة ارتفاع درجة الحرارة وتخزينها في شروط غير مناسبة صحياً بالإضافة إلى ضعف الرقابة على الأسواق والباعة الجوالين.

وبيّن رئيس جميعة الصيادين طريقة معرفة الأسماك الفاسدة والتالفة من الأسماك الطازجة من خلال ملاحظة عيون الأسماك فعند النظر إلى السمكة فإذا كانت حمراء وتميل إلى الداخل تكون فاسدة أو إذا كان ملمسها طرياً ورخوةً كما أن الغلاصم عندما يكون لونها زهري بدلاً من الأحمر تكون السمكة فاسدة.

أما بالنسبة لأسعار الأسماك في أسواق اللاذقية، فيباع كيلو البلميدا بين 3500-4000 ليرة، والعصيفري بـ 6000، و الشكمبري والبلموط بـ 4000 ليرة، بينما السلمورا 8000، و الجربيدا بـ 25 ألف، والغبص مابين 8000-9000، والغساني بين 12-15 ألف ليرة سورية، وذلك كما نقلت مواقع محلية مطلعة.

 

معلومات إضافية

المصدر:
«الليرة اليوم» + قاسيون