العراق: طائراتٌ مسيَّرة تقضُّ مضاجع الاحتلال الأمريكي وحلفائه
نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، السبت (29 أيار 2021)، تقريراً يعترف بحجم القلق الذي تسبّبه الطائرات المسيّرة دون طيار التي تستخدمها فصائل عراقية في مهاجمة القواعد العسكرية للاحتلال الأميركي وتحالفه الذي لم ينسحب بالكامل من العراق بعد.
وقالت الصحيفة «في نيسان، استهدفت غارة بطائرة دون طيار حظيرة طائرات تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) داخل مجمع المطار في مدينة أربيل الشمالية، وفقاً لمسؤولين مطلعين على الأمر».
واعترف مسؤول في التحالف الدولي الاحتلالي بحوادث فشل في تعقّب هذه الطائرات المسيّرة، حيث نقلت عنه الصحيفة الأمريكية قوله «تم تعقب رحلة الطائرة دون طيار على بعد 10 أميال من الموقع، لكن مسارها ضاع بعد ذلك عندما انتقلت إلى مسار طيران مدني». وتابع بأنه «تم العثور على بقايا الطائرة دون طيار جزئياً، وأشار التحليل الأولي إلى أنها صُنعت في إيران» حسب قوله.
وأثار الهجوم قلقاً شديداً لدى مسؤولي البيت الأبيض ووزارة الحرب الأمريكية (البنتاغون) «بسبب الطبيعة السرية للمنشأة وتعقيد الضربة» وفقاً للصحيفة.
وأضافت الصحيفة الأمريكية بأنه «على الرغم من عدم إصابة أي شخص في الضربة، إلا أنها دفعت إلى ليلة طويلة من المداولات حول كيفية الرد، وفقاً لمسؤولين غربيين».
وتابعت: «دعا بعض المسؤولين الأمريكيين إلى التفكير الجاد في الرد العسكري، بما في ذلك منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بريت ماكغورك، حسبما قال شخصان مطلعان على الأمر. قررت إدارة بايدن في النهاية عدم القيام بعمل عسكري».
«وأثار هجوم مماثل بطائرة دون طيار في أيار على قاعدة عين الأسد الجوية المترامية الأطراف مخاوف مماثلة بين قادة التحالف حول كيفية تكييف الفصائل لتكتيكاتها، وفقاً لمسؤولين وأفراد في القاعدة» وفقاً للصحيفة، التي نقلت أيضاً عن جندي عراقي يخدم في قاعدة عين الأسد الأمريكية، لم يكشف اسمه، قوله «الضرر لم يكن كبيراً ولكن التحالف كان مستاءً جداً».
ونقلت «واشنطن بوست» عن مسؤولين عسكريين ودبلوماسيين قولهم «إنه بدلاً من استخدام الصواريخ، تحوّل رجال الفصائل في بعض الأحيان إلى استخدام طائرات مسيرة صغيرة ثابتة الجناحين تحلق على ارتفاع منخفض للغاية بحيث يتعذر على الأنظمة الدفاعية التقاطها».
ووصف مسؤول في التحالف الاحتلالي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق تطور تهديد الطائرات المسيرة بأنه «أكبر مصدر قلق للمهمة العسكرية في العراق» وفق ما نقلت عنه الصحيفة.
وفي القلق الأمني والعسكري والسياسي الذي تسببه لواشنطن الهجمات بهذا النوع من المسيّرات، قالت الصحيفة «في غياب دفاعات فعالة، يثير تهديد الطائرات دون طيار الآن احتمالية تصعيد مفاجئ للعنف. يثير كل هجوم جديد موجة من الاتصالات حيث يسعى المسؤولون الأمريكيون إلى تحديد ما إذا كان الأمريكيون قد قتلوا أو أصيبوا». وقال مسؤول غربي، تحدث للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع «موت أمريكي هو خطّهم الأحمر... السؤال الأول الذي يطرحه الأمريكيون دائمًا هو: ما هي جنسية الضحية؟».
وقالت الصحيفة نقلاً عن تصريح للقائد الأعلى لجيش الاحتلال الأمريكي في الشرق الأوسط، الجنرال في مشاة البحرية فرانك ماكنزي «إن المسؤولين العسكريين يبحثون عن طرق لقطع روابط القيادة والتحكم بين طائرة بدون طيار ومشغلها، وتحسين أجهزة استشعار الرادار لتحديد التهديد بسرعة مع اقترابها، وإيجاد طرق فعالة لإنزال الطائرة».
ووفقًا لوكالة أسوشيتيد برس، قال ماكنزي «نحن منفتحون على كل أنواع الأشياء... ومع ذلك، لا أعتقد أننا في المكان الذي نريد أن نكون فيه».
ونقلت الصحيفة عن مسؤول آخر إنه يجري النظر في أجهزة التشويش الإلكترونية، وكذلك الأنظمة الأخرى التي تطورها القوات الخاصة للاحتلال الأمريكي في سورية.
وذكرت الصحيفة بأنه في نيسان، أعلن البيت الأبيض عن تشكيل مجموعة عمل مشتركة بين الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الصهيوني «بشأن التهديد المتزايد للمركبات الجوية غير المأهولة [UAVs] والصواريخ الموجهة الدقيقة التي تنتجها إيران وتقدمها إلى وكلائها في منطقة الشرق الأوسط».
وحول الأعداد المتبقية من قوات الاحتلال التي تتلكّأ واشنطن في سحبها والتي يشكّل بقاؤها استمراراً للفوضى والتوترات في العراق والمنطقة، قالت «واشنطن بوست» إنه «يوجد الآن حوالي 3000 جندي من قوات التحالف في العراق، بما في ذلك 2500 أمريكي».
معلومات إضافية
- المصدر:
- واشنطن بوست + وكالات عراقية + قاسيون