الحركة الطلابية الاسبانية تخوض إضرابها اليوم

الحركة الطلابية الاسبانية تخوض إضرابها اليوم

تدل المؤشرات المختلفة أن الدول الفقيرة في الاتحاد الأوروبي مقبلة على انفجار الأزمات.

بسبب الاستمرار في سياسات التقشف الليبرالية ومضيها قدماً في تحطيم ما تبقى من المكتسبات الاجتماعية لشعوبها كما تدل نفس هذه المؤشرات إلى اتساع الحركات الشعبية الاحتجاجية رداً على التقشف والإفقار ومنها اسبانيا التي تعتبر من بلدان الجنوب الفقير.

اتحاد الطلاب يدعو لإضراب كبير:

دعا اتحاد طلاب اسبانيا لإضراب جديد ليومين في شهر آذار احتجاجاً على قانون إعادة هيكلة قطاع التعليم الذي تبناه الحزب الشعبي الحاك ومنذ تاريخ 12 شباط شهدت الجامعات الاسبانية حملة تحريض وتعبئة يقوم بها اتحاد الطلاب ضد القانون الجديد للوصول إلى إضراب عام كبير في كل الجامعات الاسبانية يومي 26 و27 آذار الحالي.

يأتي هذا التحرك عقب المظاهرات الكبيرة التي نظمها الاتحاد في تشرين الثاني 2013 بهدف الاحتجاج على قانون «تحسين جودة التعليم» الذي لن يسهم في تطوير التعليم في البلاد بقدر ما هو موجه لرفع أجور التعليم وتبني سياسات أكثر ليبرالية من تلك المطبقة حالياً ويعتقد معظم السكان في إقليم كاتالونيا إن هذا القانون يعد هجوماً على لغتهم.

وكان  البرلمان الاسباني قد وافق على قانون تحسين جودة التعليم  بتاريخ 30 تشرين الثاني 2013 بتصويت من الحزب الشعبي الحاكم فقط وجرت الموافقة على القانون في وقت أقرت فيه الحكومة الاسبانية تخفيض منح التعليم وكان لهذه التخفيضات إثرها على منح الطلاب إذ جعل من الصعب على الطلاب الفقراء استكمال تعليمهم الجامعي.

في تصريح لها انتقدت  آنا غارسيا الأمين العام لاتحاد الطلاب الهجمات الخطيرة على التعليم العام مضيفة أن الجامعات لا يجب آن تطرد الطلاب بجريمة افتقارهم للمال.

 توسع حركة الاحتجاج الجماهيري:

بتاريخ 24 آذار شارك مئات الآلاف من المتظاهرين الآتين من كل انحاء اسبانيا، بعضهم في مواكب وصلت سيراً، أمس في مسيرة كبيرة ضد «الوضع الاجتماعي الطارئ» الناجم عن الارتفاع القياسي لمعدل البطالة والاقتطاعات من الموازنة.

واتجه المتظاهرون الذين نظموا انفسهم في ثمانية مواكب الى وسط العاصمة بعدما سار بعضهم على الأقدام لنحو شهر آتين من الاندلس وكاتالونيا وأستوريا واسترامادورا وانطلقت المسيرة من محطة قطارات اتوشا وسط هتافات «لا لدفع الدين» و «خبز، عمل وسقف للجميع».

دعت الى هذه التظاهرة منظمات اهلية وجمعيات ومجموعات من تيار «الغاضبين» و الاتحادات المهنية والنقابات العمالية، في تعبئة تذكّر بالمسيرات الضخمة التي اجتاحت اسبانيا عام 2012 وكانت خطة التقشف غير المسبوقة التي تطبقها الحكومة المحافظة منذ تشكيلها في نهاية 2011 لخفض العجز العام والدين الاسباني ادت الى إضرابين عامين في البلاد عام 2012 مع نزول مئات الآلاف الى الشوارع.

إلا ان حال التعبئة ما لبثت ان تراجعت. لكن وحتى إن لم ينزل الإسبان الى الشوارع اظهرت استطلاعات الرأي رفضهم لسياسة التقشف ولمستوى البطالة التي اصبحت تشمل اكثر من ربع القوى العاملة. وأوضحت المنظمات في بيانها: «نواجه عام 2014 وضعاً بالغ الصعوبة وحالة اجتماعية طارئة ما يتطلب رداً جماعياً ومكثفاً من العاملين والمواطنين والشعب».

ونددت المنظمات والنقابات بسياسة التقــشف التي لا يستفيد منها سوى الأغنياء: «في حين فقدت مئات آلاف الأسر منازلها». وأضافت: «انها ازمة غير مسبوقة لا تجد الحكومة، التي تمثل المصرفيين ورجال الاعمال الفاسدين حتى النخاع، رداً عليها سوى حرماننا من المعونات الاجتماعية ومعاشات التقاعد والخدمات العامة».

وقالت لوسيا كالديرون الناشطة في تيار "الغاضبين" التي جاءت السبت من اشبيلية، جنوب اسبانيا، "سنحاول الان توحيد صفوفنا والتنسيق فيما بيننا. لإننا اذا لم نتحرك معا فان التأثير سيكون ضعيفا

واتفق المشاركون على التجمع مساء في ساحة بويرتا ديل سول في وسط مدريد، والتي كانت نقطة الانطلاق الرمزية لحركة "الغاضبين" في ربيع 2011، للاحتجاج ايضا على توقيف 24 شخصا مساء السبت.

وعند تفريق التظاهرة في المساء وقعت اشتباكات عنيفة في وسط مدريد بين مجموعات من الشبان الذين كانوا يلقون الحجارة وكل انواع المقذوفات وبين الشرطة التي اطلقت الرصاص المطاطي لتفريقهم.

وعلى الاثر، اقام الشبان عددا من الحواجز وقاموا باحراق صناديق القمامة وتحطيم واجهات البنوك. ونصب بعضهم خيما في شارع كبير قامت الشرطة بإزالتها على الاثر بينما بلغ عدد المصابين أكثر من 100 شخص بين الطرفين.

الحزب الشيوعي لشعوب إسبانيا يؤيد الإضراب:

أثناء التحضير للإضرابات الطلابية أصدر قطاع الطلاب في الحزب الشيوعي لشعوب إسبانيا بياناً دعا فيه أعضاء الحزب من الطلاب إلى المشاركة في قيادة الإضرابات المطالبة بمجانية التعليم والمنددة بالقانون الجديد.

وأضاف البيان عن هذا القانون هو اعتداء على أبناء العمال والفقراء من قبل الشركات الكبيرة والبنوك من خلال حكومة عميلة لها ممثلة بالحزب الشعبي الحاكم من أجل تدمير التعليم.

ودعا البيان أعضاء الحزب إلى حشد وتنظيم الطلاب في كل كلية وجامعة والحفاظ على التعبئة المتواصلة بين مختلف القطاعات الشعبية مذكراً أن إضراب 24 اكتوبر 2013 قد انتهى دون تحقيق تقدم ولا يزال اللصوص يسلبون حقوق الفقراء لذلك دعا الاستمرار في الإضراب حتى إجبار الحكومة للتراجع عن هذا القانون.

من أجل اتحاد طلابي حقيقي:

في هذا السياق أطلق الشيوعيون مبادرة جديدة من أجل بناء اتحاد طلابي حقيقي يدافع عن حقوق الطلاب لأن اتحاد الطلاب «SE» لا يقوم بما عليه كما يجب وهو ليس أداة نضالية يمكن الاعتماد عليها كما جاء في بيان الحزب وجاء في مبادرتهم: «يجب علينا الاستفادة من دعوات اتحاد الطلاب  من خلال تجمعات من الشباب الشيوعيين ونحن نؤيد إنشاء الجمعيات والروابط في المعاهد و الجامعات الخاصة و إنشاء اتحاد الطلاب حقيقي يدافع عن مصالح أبناء العمال ويقوم بالعمل بطريقة ديمقراطية وشفافة من الأسفل إلى الأعلى».

 وبالفعل تشهد الجامعات حراكاً كثيفاً عبر عنه تشكيل قيادات ميدانية جديدة للروابط الطلابية على مستوى كل ولاية ونشأت تنظيمات موازية لاتحاد الطلاب العام ويرى الشيوعيون في هذه الأطر النقابية الجديدة بداية لنشوء اتحاد طلابي جديد في اسبانيا لذلك دعوا أعضاء الحزب إلى المشاركة الكثيفة في تشكيل هذه الروابط الطلابية التي تلعب الدور القيادي الميداني في الحركة الاحتجاجية الجديدة. 

آخر تعديل على الأحد, 30 آذار/مارس 2014 02:08