تحذير روسي من التصعيد في أفغانستان بسبب تأجيل سحب قوات الاحتلال الأمريكي
صرحت وزارة الخارجية الروسية اليوم الأربعاء بأن إعلان واشنطن تأجيل سحب قواتها من أفغانستان حتى شهر أيلول يمثل انتهاكاً للاتفاق مع حركة «طالبان» وينذر بتصعيد النزاع المسلح.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان نشر على موقع الوزارة، إن «النية الأمريكية المعلنة لسحب قواتها من أفغانستان قبل 11 سبتمبر من هذا العام تعتبر انتهاكاً واضحاً لاتفاقية الولايات المتحدة مع «طالبان» الموقعة في 29 شباط/فبراير عام 2020 والتي تنص على الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية بحلول الأول من مايو/أيار من هذا العام».
وأضاف البيان أنه في ظل هذا الوضع، «تظهر مخاوف من التصعيد المحتمل للنزاع المسلح في أفغانستان في المستقبل القريب، وهو بدوره يهدد بتقويض الجهود المبذولة لبدء مفاوضات مباشرة بين الأفغان».
وحول مؤتمر السلام في أفغانستان والذي تعمل تركيا وقطر والأمم المتحدة على عقده في الفترة بين 24 نيسان و4 أيار المقبل، قال البيان إن موسكو بانتظار دعوة رسمية من تركيا لحضوره، وستتخذ قراراً نهائياً بعد تلقيها والاطلاع على تفاصيل المنتدى المرتقب.
من جانبه، أكد المتحدث باسم حركة «طالبان» الأفغانية ذبيح الله مجاهد، اليوم الأربعاء، ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان مطلع مايو وهو الموعد المحدد وفق اتفاق الدوحة، مضيفا أنه «إذا تم الالتزام باتفاق الدوحة فسيتم أيضاً إيجاد مسار لمعالجة القضايا المتبقية».
وأضاف مجاهد: «أما في حال انتهاك الاتفاقية وعدم خروج القوات الأجنبية من بلدنا في الموعد المحدد، فسوف تتفاقم المشاكل بالتأكيد وأولئك الذين لم يمتثلوا للاتفاقية سيتحملون مسؤولية ذلك».
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم الأربعاء، قد أكد تأجيل سحب قوات الاحتلال الأمريكي من هذا البلد، مشيراً إلى أنّ الانسحاب من أفغانستان سيتم «بطريقة آمنة» و«بالتعاون الكامل مع الحلفاء».
وأفاد بايدن بأن أسباب بقاء قوات الاحتلال الأمريكية في أفغانستان أصبحت «غير واضحة» على نحو متزايد.
وصرح بأن الانسحاب النهائي من أفغانستان سيبدأ اعتباراً من أول شهر أيار، مضيفاً أن الولايات المتحدة ستخرج من أفغانستان قبل الذكرى العشرين لهجوم 11 أيلول/سبتمبر
ووجه الرئيس الأمريكي رسالة تحذير إلى طالبان، حيث قال إن طالبان يجب أن تعرف أنه إذا هاجمت القوات أثناء الانسحاب «فسنرد بكل ما أوتينا من قوة».
وأفاد بأنه يجب ألا تستخدم القوات الأمريكية ورقة مساومة بين الأطراف المتحاربة في دول أخرى.
وشدد في السياق على أن واشنطن ستواصل العمل «لمنع معاودة ظهور الإرهاب».
وأوضح أن الولايات المتحدة ستركز على «التهديدات الإرهابية» التي تظهر في أماكن أخرى إضافة إلى الصين
ومن المتوقع أن يتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بمواصلة دعم واشنطن لحكومة أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية من هذا البلد المقرر إتمامه حتى 11 أيلول القادم.
وسيشدد بايدن في كلمة سيلقيها اليوم الخميس، حسب مقتبسات تلقتها قناة روسيا اليوم، على أن الوقت حان لإنهاء أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة، قائلاً: «لا نستطيع مواصلة دورة تمديد أو توسيع تواجدنا العسكري في أفغانستان آملين في تهيئة الظروف المثلى للانسحاب».
وسيشير بايدن حسب المقتبسات الواردة إلى أنّ الولايات المتحدة لن تظل منخرطة عسكرياً في أفغانستان لكن عملها «الإنساني والدبلوماسي» في هذا البلد سيستمر.
وسيؤكد بايدن أن واشنطن ستواصل دعمها للحكومة الأفغانية، بما يشمل تقديم مساعدات إلى أجهزة الأمن في البلاد، وستؤيد مفاوضات سلام تحت الرعاية الأممية بين حكومة كابل وحركة «طالبان».
وسيأتي في كلمة بايدن المرتقبة: «ذهبنا إلى أفغانستان بسبب هجوم مروع وقع قبل 20 عاماً، لكن ذلك لا يفسر ضرورة بقائنا هناك عام 2021».
واعتبر مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) وليام بيرنز أن الخروج النهائي المرتقب للقوات الأمريكية من أفغانستان، سيؤثر سلباً على قدرة واشنطن في ردع تنظيمَي «داعش» و«القاعدة».
وخلال جلسة استماع في الكونغرس اليوم الأربعاء، قال بيرنز: «لقد كانت قدرتنا على احتواء التهديدات في أفغانستان، سواء أكانت ناجمة عن داعش أو القاعدة تعتمد إلى حد بعيد على وجود القوات المسلحة للولايات المتحدة ودول التحالف على الأرض وفي الجو، والمدعومة بمعطيات استخبارية واردة من وكالة المخابرات المركزية ومن شركائنا في المجال الاستخباري. وعندما يحين وقت سحب القوات المسلحة الأمريكية، ستتراجع مع ذلك إمكانيات حكومة الولايات المتحدة في التجاوب مع هذه التهديدات. ليس هذا سواء بيان الحقيقة».
وأضاف بيرنز أن خروج الولايات المتحدة والتحالف الدولي من أفغانستان سيجلب معه ظهور أخطار أمنية «جسيمة».
معلومات إضافية
- المصدر:
- وكالات