«ريمديسفير» غير ملائم لكل مرضى «كورونا»

«ريمديسفير» غير ملائم لكل مرضى «كورونا»

بينما يضع العالم أعينه على اللقاحات لوقف انتشار فيروس «كورونا المستجد»، المسبب لمرض «كوفيد - 19»، لا تزال الأدوية ضرورية لعلاج المرضى في المستشفيات، وأحد هذه الأدوية، هو «ريمديسفير»، وهو العلاج الأول والوحيد من نوعه، المضاد للفيروسات، الذي وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأميركية حتى الآن.

ومع ذلك، تؤكد الأبحاث التي أجريت في جامعة سينسيناتي الأميركية أن هذا الدواء المضاد للفيروسات يتم استخدامه بشكل عشوائي للغاية عند علاج المرضى في المستشفى، وفق دراسة نُشرت بالعدد الأخير من مجلة «علم الصيدلة الأساسية والسريرية».

وأعطت إدارة الغذاء والدواء الأميركية موافقتها على الاستخدام الطارئ لعقار «ريمديسفير»، الذي يتم تسويقه باسم (Veklury) في أيار الماضي لعلاج «كوفيد - 19»، ومنحت الموافقة الكاملة على استخدامه في أكتوبر (تشرين الأول)، وقالت منظمة الصحة العالمية في تشرين الثاني إن «هناك حاجة لمزيد من البحث حول استخدامات الدواء، لتوفير درجة أعلى من اليقين حول فاعليته مع مجموعات محددة من المرضى».

وفي الدراسة الجديدة، وجد الباحثون أن العقار يوقف نشاط إنزيم يسمى CES-2، والذي يوجد في الأمعاء والكبد والكلى وهو ضروري لتكسير العديد من الأدوية.

ويقول الدكتور بينغفانغ يان، الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره 30 تشرين الأول الموقع الإلكتروني لجامعة سينسيناتي: «هذا الإنزيم يتفكك عادة وينشط الأدوية في بعض مضادات الفيروسات أو يعطل أدوية أخرى مثل مضادات التخثر، ومن ناحية أخرى، يؤدي هذا التفكك إلى زيادة سمية العديد من الأدوية مثل أدوية القلب والأدوية المضادة للسرطان».

ومضادات الفيروسات هي نوع من الأدوية التي تستخدم لعلاج حالات الإصابة الفيروسية، عن طريق قتل أو منع قدرة الفيروس على التكاثر، ومضاد التخثر دواء يعيق تخثر الدم. يقول يان، إن ما يزيد الأمر تعقيدا هو أنه عندما يتم إعطاؤه عبر الوريد، لا يعالج ريمديسفير الفيروس، ما لم يكن لدى الجسم إنزيمات محددة إضافية، والتي لا توجد في جميع المرضى، ويمكن أن يتسبب أيضا في عدم عمل الأدوية المضادة للفيروسات الأخرى بشكل صحيح، مثل تلك المستخدمة لفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز والتهاب الكبد الوبائي سي.

ولا يتم إعطاء «ريمديسفير» إلا من خلال الأوردة في المستشفى، حيث توصي إدارة الغذاء والدواء عادةً بجرعة مرة واحدة يومياً، لمدة 10 أيام تقريباً، ويمكن أن يتسبب الحقن في الوريد بهذا الدواء في مخاوف تتعلق بالسلامة بسبب التركيزات الأولية العالية للدواء. يقول يان «إذا كان لابد من استخدام هذا الدواء، فيجب استخدامه بحذر، فمن الواضح أنه يجب أن يستخدم للمرضى المناسبين وبجرعات مناسبة بعناية عند استخدامه مع أدوية أخرى».

معلومات إضافية

المصدر:
وكالات