إرجاع لقاحات «بفايزر» بعد خطأ في تجميدها، و«موديرنا» تنال ترخيصاً طارئاً
حصلت شركة «موديرنا» الأمريكية يوم أمس الجمعة على ترخيصٍ للاستخدام الطارئ للقاحها المضاد لكوفيد19، وهو أول منتَجٍ لهذه الشركة يحصل على ترخيص من FDA وفقاً لوسائل إعلام أمريكية. وتم تخصيص حوالي 5.9 مليون جرعة من «موديرنا» لتسليمها خلال أسبوع، بإجمالي 20 مليون جرعة بحلول نهاية العام الحالي.
ويأتي ذلك عقب إعلان المسؤولين الفيدراليين يوم الأربعاء الماضي أنهم اضطروا إلى حجز وإرجاع عدة آلاف من جرعات لقاح كورونا الآخر الذي كان قد نال أول ترخيص أمريكي من إنتاج شركة بفايزر Pfizer، في ولايتي كاليفورنيا وألاباما، وذلك خوفاً من أن تكون قد تلفت أو تأثرت فعاليتها بعد تعرضها بالخطأ إلى تبريد زائد، حيث وصلت إلى 92 درجة مئوية تحت الصفر أثناء عملية نقلها، أيْ أكثر برودة بـ 22 درجة من الحرارة الموصى بها من الشركة (وهي 70 درجة تحت الصفر). وأضاف جنرال الجيش غوستاف بيرنا، الرئيس التنفيذي للحملة الحكومية الأمريكية لتسريع إنتاج اللقاحات التي تطلق على نفسها اسم «أسرع من الضوء» Warp Speed، بأنهم «لا يعرفون كيف حدث ذلك» أو ما هو تأثيره على اللقاحات. ومع ذلك أكّد بيرنا «إن التوزيع لا يزال على المسار الصحيح». ويجدر بالذكر بأنّ لقاح «موديرنا» المرخَّص البارحة يحتاج أيضاً إلى تبريد شديد (20 درجة تحت الصفر).
وسبق أن تواردت أنباء عن وفاة 6 أشخاص من المتطوعين في التجارب السريرية على لقاح بفايزر. ويُخشى أن يكون ظهور مشكلات التبريد الجديدة بمثابة الإخفاق الثاني لهذا اللقاح، وسط توجُّسات ظهرت حتى لدى بعض الدول التي عقدت اتفاقيات لاستيراد لقاح بفايزر، وخاصة الدول الفقيرة، بسبب التحديات التقنية والمالية لنقله وحفظه، نظراً لحاجته إلى ثلاجات خاصة تؤمّن درجة 70 تحت الصفر، الأمر الذي لا يعاني منه لقاح سبوتنيك-في الروسي مثلاً والذي يمكن حفظه بسهولة في حرارة براد عادية بدرجة ما بين +2 إلى +8 درجات مئوية فقط.
وصرح أليكس عازار، وزير «الصحة والخدمات الإنسانية» في الولايات المتحدة، للصحفيين بأن الحكومة تعمل على مساعدة بفايزر على زيادة طاقتها التصنيعية بعد أن أعلنت الشركة مؤخراً أنّها تعاني من «تحديات التصنيع». وقال عازار: «لقد أبلغونا مؤخراً بالتحديات المختلفة التي قد يواجهونها في تصنيعهم، وسوف نضمن أن نقدم لهم الدعم الكامل، بأية آلية، لضمان قدرتهم على الإنتاج للشعب الأمريكي». ولم يوضح الوزير ماهية تلك التحديات أو كيف ستؤثر على الإنتاج. ويجدر بالذكر أنّ الحكومة الأمريكية قد أبرمت عقداً أوّلياً بقيمة 100 مليون جرعة، لكنها رفضت مُقتَرحاً لتوسيعه إلى 500 مليون جرعة.
وذكرت المصادر الأمريكية بأنّ كلا اللقاحين الأمريكيين المرخَّصَين حالياً (بفايز وموديرنا) يشتركان بأنّهما أول لقاحَين في التاريخ يعتمدان على تقنية جديدة غير مجرَّبة سابقاً في أيّ لقاح بالعالم، وهي أنهما مكونان من «حمض نووي ريبي مرسال» mRNA مُعَدَّل وراثياً، في حين يعتقد منتجو اللقاح الروس بأنّ هذه النقطة قد لا تشكّل «امتيازاً» بالضرورة، بل يعتقدون بأنّ هذا قد يكون في مصلحة أفضلية نسبية للقاح الروسي «سبوتنيك-في» Sputnik-V لأنه يعتمد على تقنية مختلفة هي «الحوامل الفيروسية الغدّية» المعروفة والمجرَّبة منذ عشرات السنوات في لقاحات ضد أمراض أخرى.
معلومات إضافية
- المصدر:
- وكالات - قاسيون