على خلفية فضيحة تجسس داخلية.. بوادر أزمة بين الكونغرس و"الإستخبارات المركزية"
إندلع خلاف علني يوم الثلاثاء 11 مارس/آذار 2014 بين وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي إيه) واعضاء في مجلس الشيوخ الامريكي مكلفين الاشراف على عمل الوكالة بعد اتهام الوكالة بالتجسس على موظفي المجلس.
فقد اتهمت السيناتورة دايان فاينستاين التي ترأس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، السي اي ايه بتفتيش اجهزة كمبيوتر استخدمها موظفون في مجلس الشيوخ للتحقيق في أساليب الاستجواب التي تتبعها الوكالة. وصرحت فاينستاين في كلمة أثارت ضجة كبرى استغرقت اكثر من نصف ساعة في المجلس "انا قلقة جدا من أن يكون تفتيش "السي اي ايه" قد انتهك مبدأ فصل السلطات المترسخ في الدستور الاميركي، بما في ذلك حرية التعبير والنقاش".
وقالت إن "السي أي إيه ربما انتهكت القانون الفدرالي والأمر التنفيذي الذي يحظر عليها القيام بالتجسس الداخلي، وهو ما سارع مدير الوكالة جون برينان الى نفيه بشدة". واتهمت فاينستاين الوكالة بالدخول بطريقة غير شرعية الى جهاز كومبيوتر كان يستخدمه محققون في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ لإعداد تقرير مهم عن برنامج التحقيق المثير للجدل الذي كانت تتبعه الوكالة.
وتابعت السناتورة الديموقراطية "لقد طلبت اعتذارا واعترافا بان قيام السي أي إيه بتفتيش اجهزة الكمبيوتر .. غير لائق .. ولم اتلق شيئا". وقالت فاينستاين انها علمت بعملية التفتيش في 15 كانون الثاني/يناير في "اجتماع طارئ" طلبه برينان.
وأضافت "في 15 كانون الثاني/يناير 2014 طلب مدير السي اي ايه (جون) برينان اجتماعا طارئا لاطلاعي (...) على اقدام موظفين في السي اي ايه، من دون اخطار مسبق ولا موافقة، على عملية تفتيش، بحسب كلمات برينان، لكمبيوترات اللجنة في المبنى الخارجي"، موضحة ان التفتيش شمل اجهزة كمبيوتر تحوي الاعمال الداخلية للجنة واتصالاتها الداخلية.
وقالت فاينستاين إن مراجعة داخلية قامت بها وكالة السي اي ايه لبرنامج الاعتقال كانت من بين الوثائق التي تم توفيرها لموظفيها، الا أن مسؤولي الـ"سي اي ايه" طالبوا بمعرفة كيفية حصول الموظفين على تلك الوثائق. وأحالت السي أي إيه المسألة الى وزارة العدل، في خطوة وصفتها فاينستاين بانها "محاولة محتملة لمضايقة الموظفين".
ويقول محللون ان الخلاف بين الكونغرس و"السي أي إيه" هو الاسوأ منذ سبعينات القرن الماضي عندما كشف أعضاء الكونغرس انتهاكات غير قانونية وطرحوا إصلاحات قانونية للحد من سلطات اجهزة الاستخبارات. وفي البيت الأبيض واجه المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما سيلا من الاسئلة حول المزاعم، الا انه تجنب الاجابة عنها. وقال ان هذه المزاعم خضعت للتحقيق من قبل مفتش عام مستقل في السي اي ايه، واحيلت الى وزارة العدل.
واضاف "لا استطيع التعليق على هذه المزاعم التي تخضع حاليا للمراجعة" مضيفا ان البيت الابيض ياخذ مخاوف فاينستاين على محمل الجد، ولكنه قال ان اوباما يثق تماما بمدير الوكالة برينان.