كاميرون يتصل بروحاني في خطوة غير مسبوقة منذ أكثر من 10 أعوام
اجرى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اتصالا هاتفيا يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني بالرئيس الإيراني حسن روحاني، في خطوة غير مسبوقة منذ أكثر من عشرة أعوام.
وأشار بيان صادر عن رئاسة الوزراء البريطانية إلى أن كاميرون كان أول رئيس وزراء بريطاني يتصل برئيس إيراني منذ أكثر من عقد. وأوضح البيان إن كاميرون وروحاني اتفقا على أن تقدما مهما قد تحقق في المفاوضات الأخيرة في جنيف، مضيفا أن كاميرون قد شدد خلال الاتصال على الحاجة إلى شفافية أكبر بشأن البرنامج النووي الإيراني، وعلى ضرورة أن ترد إيران بتفصيل ووضوح على كل أوجه قلق المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي.
وأضاف البيان أن الجانبين "قررا مواصلة جهودهما لتحسين العلاقات بشكل تدريجي ومتبادل".
وبحث رئيس الوزراء البريطاني مع روحاني آخر التطورات المرتبطة بالمباحثات بين ايران و مجموعة ٥+١، و بالاوضاع في سورية وعقد مؤتمر جنيف اثنين.
وخلال اتصال هاتفي هو الاول منذ عشر سنوات، اعرب كاميرون عن سعادته بالاجواء الايجابية لمفاوضات جنيف، وامله بأن تسفر المفاوضات بشأن البرنامج النووي الايراني عن نتائج ايجابية.
بدوره دعا روحاني الى مواجهة الارهاب في العالم وخاصة في الشرق الاوسط من قبل الجميع وبدون انتقائية.
وأكد الرئيس الايراني رفض بلاده لاي تمييز في الموضوع النووي مجدداً استعداد طهران لرفع القلق لدى الطرفين من خلال المباحثات القائمة على الاحترام المتبادل.
ودعا روحاني لعدم السماح للبعض بعرقلة التوصل الى اتفاق، موضحاً ان التقدم الذي شهدته المفاوضات النووية في مرحلتها الاولية كانت نتيجة للنظرة البعيدة المدى والاستراتيجية والتطورات الدولية بعد الانتخابات الايرانية الاخيرة.
وشدد الرئيس الايراني على ضرورة ان تبدي الدول الست الكبرى جديتها، وان تستبدل لغة التهديد والعقوبات بلغة الاحترام، مجدداً تمسك بلاده بالبرنامج النووي السلمي، وأكد بأن ايران لا تسعى لامتلاك اسلحة دمار شامل ولا تريد الاخلال بالقوانين والمقررات الدولية.
واعرب روحاني عن امله بان تسهم المفاوضات النووية في تعزيز الامن والاستقرار في الشرق الاوسط.
يشار إلى أن آخر اتصال هاتفي على هذا المستوى بين البلدين كان عام 2002 بين رئيس الوزراء الأسبق توني بلير والرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي. وقد شهدت العلاقات البريطانية الإيرانية تحسنا ملحوظا مع تعيين البلدين لقائمين بالإعمال غير مقيمين في كل منهما الأسبوع الماضي، وهي خطوة أولى في تطبيع العلاقات بين البلدين بعد انتخاب الرئيس روحاني في حزيران/يونيو الماضي.
وكانت العلاقات المباشرة بين بريطانيا وإيران جمدت في أواخر عام 2011، عندما أغلقت بريطانيا سفارتها في طهران إثر قيام متظاهرين إيرانيين باقتحام مبنى السفارة احتجاجا على فرض لندن عقوبات على طهران على خلفية برنامجها النووي كما أغلقت السفارة الإيرانية في لندن أيضا..