قدري جميل: قرار مجلس الأمن الدولي بشأن التسوية السورية هو قرار تاريخي
اعتبر قدري جميل، أمين حزب الإرادة الشعبية وعضو قيادة جبهة التغيير والتحرير السورية المعارضة، قرار مجلس الأمن الدولي الأخير بشأن التسوية السياسية في سورية قراراً تاريخياً مختلفاً عن القرارات السابقة له والتي لا فرق بينها إلا بأرقام تسلسلها فقط.
وقال جميل في مؤتمر صحفي اليوم في موسكو إن أهمية هذا القرار تكمن في أنه يمهد لوقف الكارثة التي تحيق بسورية ويمنع الوصول إلى نقطة اللاعودة في تسوية النزاع السوري، مشيرا إلى أن القرار يحقق ثلاثة أهداف رئيسية هي : وقف كارثة انهيار الدولة السورية ووقف تقدم داعش وفتح المجال أمام بدء محادثات جدية عن مستقبل سورية لنتمكن فيما بعد من إعادة إعمار سورية بلداً ومجتمعاً وإعطاء الحق للسوريين في أن يقرروا مستقبل بلادهم بأنفسهم.
وأضاف جميل إن قرار مجلس الأمن الدولي قد لا يروق للبعض ولكن الحفاظ على الدولة السورية هو فوق أي اعتبار والسكوت عن هذه الحقيقة يعبر عن موقف لا أخلاقي لافتاً إلى أن الشعب السوري فقد الثقة بالجميع بالحكومة والمعارضة نتيجة الأزمة الإنسانية التي خلقتها الأزمة في سورية والتي نتج عنها الدمار والموت والتشرد الداخلي والخارجي مؤكدا أن الشعب السوري لا يموت بالرصاص فقط وإنما يموت من البرد والجوع.
وأشار جميل إلى دور دول الجوار في التجيش الطائفي ضد الشعب السوري والذي تقوم به تركيا و"إسرائيل" وبعض الدول الشقيقة مثل قطر والسعودية ولكن هذه الدول لم تتمكن لحسن الحظ من تحقيق أهدافها في هذا المجال وإلا لكانت الحرب طويلة تمتد لعشرات السنوات مؤكدا أن قرار مجلس الأمن الدول بشأن التسوية السورية لما أصبح واقعا لولا لم يسبقه قرار آخر لهذا المجلس حول تجفيف منابع تمويل الإرهاب ودعمه ولما وافقت تركيا والسعودية وقطر مرغمة على هذا القرار بشأن التسوية السلمية في سورية.
وأوضح جميل أن تطبيق القرار يجب أن يسبقه توسيع قائمة المعارضة السورية وانضمام أسماء أخرى إلى قائمة الرياض كما ينبغي تحديد التنظيمات المسلحة التي تعتبر تنظيمات إرهابية مشيراً إلى ضرورة وضع معايير محددة للتفريق بين هذه التنظيمات إذ أن تركيا تعترض على تصنيف أحرار الشام في قائمة التنظيمات الإرهابية وترفض السعودية اعتبار جيش الإسلام منظمة إرهابية ولكن المقياس الموضوعي لتصنيف هذه التنظيمات يجب ألا يكون على أساس من ليس معنا هو إرهابي بل على مبدأ ضرورة الإعلان عن موقف كل منظمة من تنظيم داعش وجبهة النصرة المصنفان على قائمة الإرهاب الدولي بل والإعلان عن الرغبة في محاربتهما.
وكان قد صرح جميل، في يوم الإثنين 21-12 ، بأن مفاوضات المعارضة مع الحكومة السورية ستكون متعددة الأطراف، وأن المعارضة لن تختار زعيما واحدا لها.
وقال جميل في حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية، ردا على سؤال حول ما إذا كان ممكنا تشكيل وفد كهذا، قبل الأول من يناير/كانون الثاني 2016: "نعم، نحن نأمل أن ذلك أمر ممكن".
هذا وينص القرار 2254 الذي تبناه مجلس الأمن الدولي بالإجماع، في 18 ديسمبر/كانون الأول الحالي، على أن الحكومة والمعارضة السورية يجب أن تدخلا في المفاوضات بينهما في بداية الشهر المقبل.
وكان مجلس الأمن الدولي قد دعا كافة الدول لاستخدام نفوذها على الحكومة والمعارضة السورية، من أجل تعزيز الثقة ووقف إطلاق النار بين الجانبين.
المصدر: المركز الاعلامي السوري في موسكو