موظف سابق بالمخابرات الأمريكية يكشف أسرار برنامج تجسس يستهدف "الحريات الأساسية" للمواطنين
أعلن موظف سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أنه هو المصدر، الذي سرب تفاصيل برنامج تجسس أمريكي سري للغاية، قائلا إنه فعل ذلك بواعز من ضميره لحماية "الحريات الأساسية للناس في شتى أنحاء العالم". وقال ادوارد سنودين (29 عاما) يوم الأحد 9
يونيو/حزيران في حديث لصحيفة "غارديان" من هونغ كونغ، انه قرر نشر تفاصيل برنامج وكالة الأمن القومي الامريكي لأنه شعر أن الولايات المتحدة تبني آلية تجسس سرية لا يمكن محاسبتها تتجس عل جميع الامريكيين.
وأوضح سنودين، وهو موظفي فني سابق في وكالة المخابرات الامريكية، أنه كان يعمل في وكالة الامن القومي الامريكي كموظف من شركة "بوزالن" المتعاقدة مع الوكالة. وقال انه قرر تسريب المعلومات بعد ان اصبح يشعر باستياء من الرئيس باراك أوباما، الذي واصل - حسب قوله - سياسة سلفه جورج دبليو بوش. وذكر سنودين في مقابلة مصورة معه بثته "غارديان" على موقعها على الإنترنت، "لا أريد أن أعيش في مجتمع يفعل أمورا من هذا النوع.. لا أريد أن أعيش في عالم يسجل فيه كل ما أفعله أو أقوله. هذا شيء لست مستعدا لأن أدعمه أو أعيش في ظله".
وكانت "غارديان" قد أفادت الأسبوع الماضي بأن أجهزة الأمن الأمريكية قامت بمراقبة بيانات عن اتصالات هاتفية من فيرزون وبيانات من الانترنت بواسطة شركات كبيرة مثل "غوغل" و"فيسبوك". وقال سنودين في تفسيره لما قام به ان "وكالة الامن القومي الامريكي أنشأت بنية اساسية تسمح لها بمراقبة كل شيء تقريبا. وبهذه المقدرة فإن غالبية الاتصالات البشرية يتم استيعابها . وإذا كنت أريد أن أرى بريدك الالكتروني او هاتف زوجتك فكل ما يتعين علي ان افعله هو استخدام وسائل الالتقاط. بإمكاني الحصول على بريدك الالكتروني وكلمات السر الخاصة بك وتليفوناتك وتسجيلاتك وبطاقات الائتمان الخاصة بك".
وذكرت "غارديان" أن سنودين كان يعمل في وكالة الامن القومي منذ اربع سنوات كمتعاقد لشركات خارجية. وأضافت الصحيفة انه قبل ثلاثة اسابيع صور سنودين نسخا من الوثائق السرية في مكتب وكالة الأمن القومي الامريكي في هاواي وأبلغ رؤساءه انه بحاجة لإجازة "اسبوعين" للعلاج ، وفي 20 مايو/أيار سافر إلى هونغ كونغ. وامتنعت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والبيت الأبيض عن التعليق، في حين لم يعلق متحدث باسم مدير المخابرات الوطنية بشكل مباشر على سنودين نفسه، ولكنه قال إن أوساط المخابرات تقيم الأضرار، التي تسببت فيها عمليات التسريب الأخيرة. وطلبت وكالة الامن القومي الأمريكي إجراء تحقيق جنائي في المعلومات المسربة.
وأعلنت وزارة العدل الأمريكية يوم الأحد أنها في المراحل الاولى من تحقيق جنائي بعد عمليات التسريب هذه.
روسيا اليوم