منظمة معاهدة الأمن الجماعي: ضرورة حل الأزمة السورية بطرق سلمية سياسية

منظمة معاهدة الأمن الجماعي: ضرورة حل الأزمة السورية بطرق سلمية سياسية

أكد الأعضاء السبعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في بيان قمة «سوتشي» فيما يخص الأزمة في سورية "رفضهم لأي تدخل عسكري في سورية" مشددين على ضرورة حل الأزمة "بطرق سلمية سياسية".

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحفي عقب قمة المنظمة "إن الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي متفقون على أن تسوية الوضع في سورية ممكنة بالوسائل السلمية حصراً" مضيفاً "إن أي عملية عسكرية خارجية تجاهها ستكون خرقاً صارخاً لقواعد القانون الدولي".


وأكد بوتين أن مثل هذا السيناريو من شأنه أن يؤدي الى زعزعة الاستقرار في سورية والمنطقة برمتها.


وأعرب بوتين عن امتنانه للشركاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي لدعمهم للجهود الموجهة نحو تسوية الأزمة بالطرق السلمية ودعمهم للمبادرة الروسية الأمريكية بشأن السلاح الكيميائي في سورية.


وأشار بوتين الى أهمية استغلال كل الفرص المتاحة من أجل تخفيف العنف في سورية ومن أجل إطلاق الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة لافتاً الى ان مثل هذا الموقف البناء جرى التأكيد عليه في بيان الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي.


وأشاد ممثلو الدول الأعضاء في المنظمة بالجهود الروسية الرامية إلى حل الازمة في سورية بالسبل السياسية والدبلوماسية حصراً، واعربوا عن تأييدهم للمبادرات الروسية- الأمريكية المبرمة في جنيف يوم /14/ أيلول الجاري بشأن السلاح الكيميائي في سورية.


وأشار البيان إلى أن الدول الاعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي يدعمون الجهود من أجل التغلب العاجل على الأزمة في سورية من قبل السوريين انفسهم عبر الحفاظ على سيادة سورية ووقف العنف فيها وإطلاق الحوار السياسي الشامل بين الحكومة والمعارضة دون أي شروط مسبقة وعلى أساس بيان جنيف الصادر في الثلاثين من حزيران عام 2012.


وأكدت الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي دعمها الجهود الرامية لعقد مؤتمر دولي لوضع الأساس لحل الأزمة في سورية وأدانت بشدة "جميع أعمال الإرهاب والعنف ضد السكان المدنيين ولا سيما على أسس دينية أو عرقية" وأبدت معارضتها للإجراءات غير القانونية التي تهدف إلى "مزيد من عسكرة النزاع الداخلي في سورية".


وفي كلمته التي سبقت عقد اجتماع اليوم حذر بوتين من أن انتشار الارهاب من الدول المضطربة بما فيها سورية يشكل خطرا حقيقيا على دول منظمة معاهدة الامن الجماعي.
وقال بوتين في اجتماع مجلس منظمة معاهدة الامن الجماعي اليوم "إن العصابات التي تنشط على أراضي هذه الدول لم تظهر من العدم ولن تذهب إلى العدم "مؤكدا ان قضية انتشار الارهاب من دولة الى أخرى واقعية تماما وقد تطال مصالح أي من دول المنظمة.
وشدد بوتين على أنه لا يجوز للمنظمة في اجتماعها أن تتجاهل الأزمة في سورية مضيفا "إنه ليس بإمكان منظمة معاهدة الامن الجماعي تجاهل مثل هذه المسالة بالغة الاهمية الا وهي الأزمة في سورية".


واقترح بوتين على الدول الأعضاء في المنظمة صياغة موقف مشترك بشأن حل الأزمة في سورية مشيرا إلى أنه يجب العمل على صياغة نهج مشترك لهذه المسألة.
وأشار بوتين في كلمته إلى العمليات الإرهابية في كينيا وفي العراق حيث يقع نتيجة أعمال الإرهابيين عشرات بل مئات الضحايا البشرية يوميا.
وقال بوتين "إن الوضع يثير القلق الكبير في بلدان أخرى من المنطقة ولدينا بشكل عام ما يجب أن نتحدث عنه وما يجب التفكير به في كيفية تحجيم كل التهديدات التي تتواكب في العالم وتمسنا بشكل مباشر".
وشدد بوتين على ضرورة ان تخصص القمة للبحث في المسائل المتعلقة بتطور المنظمة ونشاطها في كل المناطق التي تعتبر موضوع اهتمام بالنسبة للدول الاعضاء.


من جانبه أشار مساعد الرئيس الروسي يورى أوشاكوف في وقت سابق الى أن من بين المواضيع الرئيسية التي سيجري بحثها مسائل تعزيز التعاون في اطار المنظمة بهدف مقاومة التهديدات والمخاطر الناجمة عن الوضع في أفغانستان بما في ذلك الانسحاب المرتقب لقوات الناتو منها في عام 2014 وتقديم المساعدة الجماعية لطاجيكستان في مسالة تقوية حدودها مع أفغانستان.


وقال أوشاكوف "سيجرى تبادل للآراء في القضايا الاقليمية والدولية المهمة بما فيها سورية" مضيفا إن الحديث حول سورية لن يستثنى امكانية اصدار بيان لزعماء قمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي بشأن هذه المسألة.
وكانت أعمال قمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي انطلقت اليوم في مدينة سوتشي الروسية وهذه المنظمة هي تحالف عسكري سياسي شكله عدد من الجمهوريات السوفييتية السابقة على أساس معاهدة الأمن الجماعي الموقعة بتاريخ /17/أيار عام 1992 وتضم كلاً من /روسيا و بيلاروس و كازاخستان و طاجيكستان و اوزبكستان وارمينيا و قرغيزيا.