بوتين: توجيه ضربة عسكرية لسورية سيؤدي إلى نشر النزاع خارج حدودها
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن قوات المعارضة السورية وليس الجيش السوري، استعملوا أسلحة كيميائية للتحريض على تدخل أمريكي، وذلك في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الخميس 12/9/2013.
وقال بوتين: "لا أحد يشك انه جرى استخدام غاز سام ولكن توجد كافة الأسباب للاعتقاد أن الغاز السام لم يُستعمل من قبل الجيش، ولكن من قبل قوات المعارضة للتحريض على تدخل القوى العظمى الخارجية التي تدعمها".
كما دعا الولايات المتحدة إلى انتهاز فرصة رغبة سورية في تفكيك ترسانتها الكيميائية بناءً على اقتراح موسكو.
وقال بوتين في المقال: "يتوجب على الولايات المتحدة وروسيا وجميع الدول الأعضاء في الأسرة الدولية أن تنتهز فرصة رغبة الحكومة السورية في وضع ترسانتها الكيميائية تحت إشراف دولي كي يتم تدميرها لاحقًا".
وأعرب الرئيس الروسي عن ترحيبه بتوجه نظيره الأمريكي لمواصلة الحوار مع روسيا بخصوص المسألة السورية مضيفاً:" اذا تمكنا من تحييد امكانية استخدام القوة ضد سورية فهذا سيعمل على تحسين الأوضاع في العلاقات الدولية وسيعزز الثقة المتبادلة وسيكون نجاحاً جماعياً من شأنه أن يفتح الأبواب أمام حلول لمشاكل عالقة أخرى".
وأكد الرئيس فلاديمير بوتين ان توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية الى سورية سيؤدي الى نشر النزاع لخارج الحدود البلاد. وقال: ستؤدي الضربة التي قد توجهها الولايات المتحدة الى سورية رغم معارضة عدد كبير من الدول والشخصيات السياسية والدينية وضمنهم بابا الفاتيكان، ستؤدي إلى هلاك عدد كبير من الناس وتصعيد العنف وتوسع الأزمة إلى خارج حدود سورية في المستقبل. كما يمكن لضربة عسكرية أن تؤدي لاندلاع موجة جديدة من الارهاب.
وأضاف: "القانون الدولي يسمح باستخدام القوة في حالتين فقط وهما، الدفاع عن النفس. وفي ظل قرار أممي من مجلس الأمن". مشيراً الى أنه غير ذلك، فإن استخدام القوة سيعتبر بحسب ميثاق الأمم عدواناً.
واشار بوتين أيضاً إلى ان التدخل الأمريكي المسلح في النزاع السوري يمكن أن يقوض الجهود المتعددة الأطراف التي تبذل من أجل تسوية المشكلة النووية الإيرانية والصراع الفلسطيني ـ "الاسرائيلي" ناهيك عن أنه قد يسفر عن تكريس حالة عدم الاستقرار في الشرق الاوسط وشمال افريقيا".
واضاف بوتين ان سيناريو تطور الأحداث هذا قد ينسف منظومة القانون الدولي. من جهة أخرى حذّر بوتين من عمليات التسليح التي تجري للمسلحين في سورية معتبراً أنها تسببت بأحد أكثر النزاعات دموية في العالم. وذكر الرئيس الروسي في مقالته أن ما يحدث في سورية ليس حرباً في سبيل الديمقراطية بل مواجهة دموية بين السلطات السورية والمسلحين المتشددين ومن ضمنهم جبهة النصرة ودولة العراق الاسلامية وهما منظمتان ضمتهما الولايات المتحدة إلى قائمة الجماعات الارهابية.
وقال: "ليس فقط المرتزقة العرب يقاتلون في سورية.. هناك المئات من المقاتلين القادمين من عدة دول غربية ومن روسيا أيضاً وهذا أمر مقلق". وأضاف:" من يضمن ألا يعود إلينا هؤلاء بعد أن يكتسبوا خبرات قتالية في الحرب بسورية.. مثل هذا الشيء رأيناه في مالي كما أن المأساة التي وقعت في ماراثون بوسطن دلالة إضافية على ذلك".
المصدر: روسيا اليوم