أبرز المواقف السياسية حول الاحتجاجات في إيران
إعداد: قاسيون إعداد: قاسيون

أبرز المواقف السياسية حول الاحتجاجات في إيران

تشهد إيران منذ 5 أيام مظاهرات مناهضة للحكومة، ومنددة بالغلاء والفساد وسياسات حكومية داخلية وخارجية. وفيما بدأت هذه الاحتجاجات من مدينة مشهد، توسعت لاحقاً لتصل إلى بعض مناطق العاصمة طهران ومدن إيرانية أخرى. فيما يلي نستعرض بعض أبرز المواقف الداخلية والدولية حول هذه الاحتجاجات.

الموقف الحكومي:
أكدت الحكومة أن الشرطة اعتقلت مئات المحتجين منذ اندلاع الاضطرابات، متهمة مجموعات من المتظاهرين باللجوء إلى العنف وتخريب الممتلكات العامة. وأعلن نائب محافظ مدينة همدان، شاهرخي، وسط البلاد مقتل 3 متظاهرين خلال احتجاجات وقعت ليلة أمس الأحد في مدينة تويسكران، مضيفاً أن «السلطات المحلية قامت باعتقال بعض الأشخاص، الذين اخترقوا صفوف المتظاهرين وتسببوا بإتلاف الممتلكات العامة وقتل المتظاهرين».
بدوره، دعا الرئيس حسن روحاني إلى «تحويل ما حدث خلال الأيام الماضية في إيران إلى فرصة لحل المشاكل»، مضيفاً أن: «العدو غاضب من عظمة الشعب الإيراني ونجاح وتطور إيران. الانتقاد والاحتجاج فرصة وليس تهديداً والشعب بنفسه سيرد على مخترقي القانون ومثيري أعمال الشغب». واتهم روحاني الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بتحريض بعض المتظاهرين للانتقام من إيران. وتابع أنه من حق المواطنين الاحتجاج لكن يجب أن يكون بالوسائل القانونية، داعياً في الوقت ذاته إلى «الوحدة الوطنية بين البرلمان والحكومة والسلطة القضائية والقوات المسلحة».
من جهته، قال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، إن أطرافاً خارجية وصفها بالأعداء، تسعى لجعل إيران بلداً مضطرباً وغير آمن. وأشار إلى أن «الأعداء يبذلون قصارى جهدهم لتأجيج مشاعر الشعب الإيراني وتشجيعه على زعزعة الأمن في البلاد»، داعياً إلى «ضرورة التضامن والوحدة والتكاتف الوطني من أجل إحباط مؤامرات الأجانب ودرء فتنهم».
أما الحرس الثوري الإيراني، فأعلن على لسان مسؤول العلاقات العامة فيه، العميد رمضان شريف، أن «الثورة الإسلامية تواجه أعداءً أقوياء سعوا منذ بداية الثورة إلى دق إسفين بين النظام السياسي والحكومة والشعب الإيراني، وهؤلاء الأعداء سرعان ما أدركوا إنهم غير قادرين على الفصل بين هذه الأركان الثلاثة.. ويبذلون قصارى جهدهم من أجل إضعاف الأسرة من خلال القنوات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعي، فيما عمدوا من جهة أخرى إلى زيادة هجماتهم على مكانة القيادة وولاية الفقيه».

حزب توده
أصدرت اللجنة المركزية لحزب «توده» الإيراني بياناً أكدت فيه إن «الأزمة السياسية- الاقتصادية للنظام الثيوقراطي المُفلس في إيران تتطور وتتعمق يومياً، ويمكن ملاحظة أثر هذه الأزمة في صراعات النظام الداخلية والفضائح غير المسبوقة عن الاحتراب بين أجنحة النظام القوية- كاشفة عمق الفساد والاضطهاد السائد فيما يُزعم أنه «النظام النموذجي للعالم»».
وتابع البيان «أثبتت تجربة العقدين الماضيين، والعديد من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ولمجالس المدن التي عُقدت، وعُبث بها تحت سيطرة وتوجيه المرشد الأعلى، أثبتت أن الشعب يتجه بسرعة بعيداً عن استراتيجية الاختيار بين السيء والأسوأ، وأنه لم يعد يقبل التلاعب بمطالبه من قبل النظام والإصلاحيين الداعمين للنظام الذين يلعبون بشكل عام دور وسطاء السلطة. تريد أغلبية الشعب في وطننا اليوم إنهاء النظام الاستبدادي الثيوقراطي، والقضاء على الاضطهاد والظلم، وبسط الحرية والعدالة الاجتماعية، والسبيل الوحيد لتنفيذ هذه المطالب هو النضال المشترك لكل القوى الوطنية والمحبة للحرية دون تدخل خارجي».
وأشار البيان: «في الوقت نفسه، تجب ملاحظة أنه في الأوضاع الدقيقة الناتجة عن التوترات الإقليمية الحالية الخطرة، فإن الرجعية الإقليمية- المدعومة من إدارة ترامب في الولايات المتحدة وحكومة نتنياهو اليمينية في إسرائيل- تسعى للتأثير بشكل محدد على التطورات في بلدنا واستبدال النظام الرجعي الحالي بنظام رجعي آخر. وإن دعم هذه القوى، أي قوى الرجعية الإقليمية، وإدارة ترامب، وحكومة نتنياهو اليمينية، دعمها للملكيين الإيرانيين والقوى السياسية حاملة أجندة التعاون مع أكثر الأنظمة رجعية في المنطقة والعاملة من أجل إقناع الدول الأوروبية بفرض العقوبات على الاقتصاد الإيراني- مضاعفين بذلك معاناة المُعدمين والمُهمّشين في بلدنا- ولتشجيع الدول الأجنبية للتدخل عسكرياً في إيران، كل ذلك لا يترك أي مجال للتفاؤل بشأن الخطط المستقبلية لهكذا «معارضة». يجب على القوى التقدمية والمحبة للحرية في إيران زيادة حضورها في الحراك الجماهيري المعارض- أكثر من أي وقت مضى-، وأن تصيغ شعارات تعبر عن الشعب، وتوفر توجها متزنا وتعتمد على مطالب الجماهير المُحقة من أجل القضاء على النظام الاستبدادي الحالي وإنهاء العوز الاقتصادي والاضطهاد والظلم ونهب الثروات الطبيعية والبشرية لأمتنا، مع تجنب الشعارات الرجعية والمثيرة للفرقة. يجب ألا نسمح للماضي بأن يعيد نفسه، بمعنى اختطاف نضال الأمة الباسل من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية على يد حفنة من الانتهازيين الرجعيين الذين لا يؤمنون بحقوق الشعب ولا الحريات الديمقراطية».

الموقف الأمريكي:
كتب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على صفحته الشخصية على «تويتر»: «تشهد إيران احتجاجات واسعة النطاق. لقد اتخذ الناس في نهاية المطاف موقفاً حكيماً من أن أموالهم تسرق وتبذر لدعم الإرهاب... ويبدو أنهم لن يحتملوا ذلك... إن الولايات المتحدة تتابع باهتمام الاحتجاجات من ناحية انتهاك حقوق الإنسان».
وأعلن البيت الأبيض رسمياً تأييده الكامل للمتظاهرين المحتجين في إيران. وقالت المتحدثة باسمه سارة ساندرز: «إننا نؤيد حق الشعب الإيراني في التعبير عن آرائه سلمياً ويجب أن يسمع صوته». وحذرت سارة ساندرز من قمع هذه الاحتجاجات قائلة: «نطالب جميع الأطراف بالدفاع عن هذا الحق الأساسي في التعبير السلمي وتجنب أي عمل يساعد على فرض الرقابة عليها».

الموقف الروسي:
أكدت وزارة الخارجية الروسية أن أي تدخل في الشؤون الإيرانية بهدف إثارة زعزعة الاستقرار في البلاد مرفوض.
وقالت الوزارة، في بيانٍ أصدرته تعليقاً على الاحتجاجات المعارضة: «هذه القضية شأن داخلي لإيران، ونعرب عن أملنا في ألا تتطور الأوضاع وفقاً لسيناريو العنف وسفك الدماء».
وتابعت الخارجية الروسية مشددة: «أي تدخل خارجي من شأنه زعزعة الوضع غير مقبول».

الموقف الألماني:
أعرب زيغمار غابرييل، وزير الخارجية الألماني، اليوم الاثنين، عن «قلق برلين إزاء سقوط قتلى بين المحتجين الإيرانيين»، داعياً «طهران إلى احترام حقوق مواطنيها».
وقال غابرييل: «ندعو الحكومة الإيرانية إلى احترام حقوق المتظاهرين في التجمع والإدلاء بأصواتهم سلمياً». وأضاف الوزير الألماني: «بعد مواجهات الأيام الأخيرة، من الأهم أن تمتنع جميع الأطراف عن استخدام عنف».

آخر تعديل على الإثنين, 01 كانون2/يناير 2018 23:19