«داعش» ينهار في سورية والعراق
بعد أن كان يسيطر على ثلث مساحة العراق ومساحات كبيرة من سورية، ويفرض قيوده على الملايين، بتسهيلٍ من واشنطن، بات تنظيم «داعش» مطارداً في بلداتٍ صغيرة أو في بقاعٍ في الصحراء.
تؤكد الوقائع الميدانية، في كل من العراق وسورية، أن التنظيم يقترب كل يوم من نهايته، خاصة بعد انهياره في مدينة دير الزور، آخر معقل رئيسي للتنظيم في سورية. وفي العراق، تمكنت قوات الجيش من انتزاع السيطرة على آخر بلدة مهمة لتنظيم «داعش» على الجانب الآخر من الحدود.
وبعد أن تقلصت الأراضي التي كان يسيطر عليها «داعش»، وباتت منحصرة في بلدة حدودية سورية وقرية على ضفة نهر الفرات في العراق، لم تبقَ خيارات أمام مسلحي التنظيم سوى شن حرب عصابات، بعد أن خسر الأراضي التي كان يحتلها.
ولم يكن لهذا التنظيم أن ينهار لولا التحول النوعي الذي أحدثته المعركة الجدية الروسية ضد الإرهاب، وذلك ليس عسكرياً فحسب، بل من خلال دعم مسار الحلول السياسية، كمسار آستانا واتفاق خفض التصعيد الذي سمح بتحييد مناطق كاملة عن الصراع المسلح، وسمح بتركيز المواجهات العسكرية ضد معاقل التنظيم.