عرفات: المبعوث الدولي لا يزال يعمل وفق موازين قوى ما قبل «آستانا»
أعلن أمين حزب الإرادة الشعبية، والقيادي في جبهة التحرير والتغيير، علاء عرفات، أن المعارضة الوطنية تريد حلاً سياسياً، والشعب السوري يريد الحل السياسي، والخروج من الأزمة السورية، لكن من يقف في وجهه عملياً هي بعض الدول الإقليمية، ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية.
ولفت عرفات، في حديث مع إذاعة «سبوتنيك» الروسية، يوم الأربعاء 22/2/2017: «برأينا، أن المبعوث الدولي لم يقم بدوره المنوط به، فواجبه- منذ أمد بعيد، وليس الآن فقط- أي منذ توقف جنيف ثلاثة، هو أن يدعو إلى المفاوضات، وأن يواصل المفاوضات التي توقفت عملياً خلال العام الماضي، وقد تأخرنا في هذا الموضوع كثيراً».
وتابع عرفات: «بعد آستانا الأول والثاني والثالث، والتحرك الجدي والهام الذي قام به الروس بالتعاون مع الأتراك والإيرانيين تغيرت الصورة، ونشأ عملياً واقع جديد يقول أنه على الأرض جرى فرز المسلحين، أو يجري بشكل جيد جداً، وهو ما يتيح الفرص أمام تحقيق عملية وقف إطلاق النار، وهو ما حصل بكل ملحقاته، وهو ما فتح الباب أمام جنيف عملياً بالمعنى السياسي».
وشدد أمين حزب الإرادة الشعبية: «الأمم المتحدة- وخاصة المبعوث الدولي- مازالت تعمل بتصورات وموازين القوى ما قبل آستانا عملياً. وهنا يبرز موضوع الدعوة الى جنيف، التي جاءت تحت تأثير آستانا، و لكنها تبدو وكأنها أقرب إلى رفع عتب، لأنه لم تبذل جهود حقيقية من أجل تأمين كل مستلزمات النجاح. وسبب فشل جنيف الماضي كان أهم أسبابه سلوك وفد الرياض، حيث أن منصة الرياض كانت تدعو إلى تعليق اللقاءات، وإلى التجميد، وتضع شروطاً مسبقة، ما اقتضى عملياً تأهيل هذا الوفد، بمعنى ألا يكون وفد الرياض في موقع يسمح له بممارسة سلوكه السابق. ما جرى عملياً- وما يجري حالياً- هو العكس: المنصات الأخرى تطالب أن تسير الأمور في الاتجاه الصحيح. منصة موسكو تلعب دورا أساسياً في هذا الموضوع، ومنصة القاهرة لديها أيضاً بعض الجهود في هذا الصدد، وتحاول المنصات الأخرى أن تكون موجودة كي تساهم بقسطها من هذه العملية. أعتقد أن هذه البداية فقط، وسنرى كيف ستتطور الأمور وفي أي اتجاه، وهي لن تكون سهلة، وأنا لست من الذين يحكمون على المؤتمر بالفشل، وخاصة أننا أمام جولة واحدة. لا أعرف كيف ستتطور الأمور، ولكن أرجح أن الأمور لن تكون بالضرورة فاشلة. يمكن أن نبني على هذه الخطوات عملياً، ويجري تقويم سلوك المبعوث الدولي من خلال الحركة».
وأكد القيادي في جبهة التغيير والتحرير أن المعارضة تريد حلاً سياسياً والشعب السوري يريد هذا الحل السياسي والخروج من الأزمة، ومن يقف في وجهه عملياً هو بعض الدول الإقليمية، ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية. ينبغي عدم إخراج الولايات المتحدة من الصورة، فالولايات المتحدة- وبالرغم من أن لديها مشاكل كثيرة الآن- ما زالت تقوم بالممارسات السياسية نفسها، وتتبعها عملياً بعض الدول الإقليمية، مع أن الوضع قد تغير كثيراً.
وختم عرفات: الخلاصة أن الوضع يدفع باتجاه حل سياسي، وهناك بعض القوى تحاول الوقوف في وجه هذه العملية، لذلك أقول أنه ليس بالضرورة أن هذه المحاولات ستنجح، لكن يمكن أن تقوم بالتعطيل مؤقتاً، غير أنه وبالمجمل، فمن الواضح أن النجاح سيكون مصير الحل السياسي.