جميل: بعد خطوة دي ميستورا.. سنوافق على إرسال وفدنا إلى جنيف
أكد رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، وأمين حزب الإرادة الشعبية، د.قدري جميل، أنه وبما أن المبعوث الدولي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، قد خطا خطوة في اتجاه منصة موسكو، فإن الأخيرة ستوافق على إرسال وفد مكون من خمسة من أعضائها إلى الجولة الرابعة من مؤتمر «جنيف3».
وحول موضوع الدعوات إلى المؤتمر، لفت جميل في حديث مع فضائية «روسيا اليوم»، مساء الثلاثاء 21/2/2017، إلى أن منصة موسكو كانت قد تلقت في البداية دعوات شفهية لحضور المؤتمر بصفة «مفاوضين»، لكن خلال النقاش الذي جرى بين منصة موسكو والمبعوث الدولي، أصرت المنصة على أن تتم دعوتها كوفد، ولذلك، لم توجه الدعوة الكتابية إليها، بحكم أنها لم توافق شفهياً على اقتراح المبعوث الدولي بصيغته الأولى، والذي كان يقضي بدعوة 3 شخصيات من المنصة. وعقّب جميل: «شتان بين الدعوة كشخصيات، وبين الدعوة كوفد. فالوفد لديه وضع وصلاحيات وحقوق تختلف تماماً عن الشخصيات. وبناءً على ذلك، رفضنا الحضور في ضوء هذه الشروط».
وتابع رئيس منصة موسكو: «البارحة مساءً- وبعد أخذ ورد، وشد ورخي- تلقينا رسالة رسمية بدعوتنا، كوفد منصة موسكو، مكون من 3 ممثلين، بالإضافة إلى 2 مستشارين. وقيادتنا في دمشق بحثت البارحة مساء في الساعة السادسة، واليوم صباحاً، الموضوع وقررنا التالي: ما دام دي ميستورا قد خطى خطوة في اتجاهنا، فنحن سنخطو أيضاً خطوة في اتجاهه، وسنوافق على إرسال وفد إلى جنيف من هذا الشكل، لكننا سنواصل العمل والنضال من أجل مجيء جميع أصدقائنا في منصات المعارضة كلها، ونحن مصرين على ذلك، لأنه فقط التمثيل الحقيقي الواسع للمعارضة السورية هو الذي سيسمح بمفاوضات حقيقية تفضي إلى حل الأزمة السورية، وإنهاء الكارثة الإنسانية، والنجاح في القضاء على الإرهاب، وإعادة إعمار سورية، وعودة المهجرين. والحل السياسي، بالنسبة لنا، ليست كلمة مجردة، بل هي قضية مرتبطة بحياة ملايين السوريين، لذلك، كنا حريصين على بعض التفاصيل، لأننا تعلمنا من الجولات الماضية أن كل كلمة، وكل فاصلة، في رسائل الأمم المتحدة من الممكن أن تلعب دوراً كبيراً في طبيعة الدور الذي سنقوم به في هذه المفاوضات».
وتابع جميل: «أستطيع أن أقول لكم بأن وفدنا اليوم متوجه إلى جنيف، لكنه هناك سيستمر بالعمل على تأمين أكبر وأكثف حضور ممكن للمعارضة السورية، دون السماح لأحد بالاستئثار في تمثيلها، ولا نريد، في الوقت نفسه، إقصاء أحد، ولن نسمح لأحد بإقصائنا، أو إقصاء أحداً آخراً من أطراف المعارضة السورية».
وفي رده على سؤال حول أسباب فشل المبعوث الدولي في تشكيل وفد المعارضة، اعتبر أمين حزب الإرادة الشعبية أن هذا السؤال يجب أن يوجه له، «ولكن أعتقد أنه يتعرض لضغوطات كبيرة من قبل قوى إقليمية، وهو رخو اتجاه هذه الضغوطات»، مشيراً إلى تصريحات وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، في هذا الصدد.
ولدى سؤاله عن احتمال أن يشكل موضوع الانتقال السياسي عقبة أمام المفاوضات، لفت جميل إلى أن الانتقال السياسي يتضمن- حسب القرار 2254 وبيان جنيف1- ثلاثة نقاط وليست نقطة واحدة: 1- شكل الجسم الانتقالي الذي يجب أن يجري حوله الحوار بين السوريين، معارضة ونظاماً، وليس هناك نموذجاً لهذا الشكل ومعطى نهائي، وأعتقد أنه يجب البحث على توافق حوله، ويمكن الوصول إليه. 2- يجري البحث على الخطوط الأساسية والمبادئ الأساسية والإطار العام للدستور السوري، لأن الدستور السوري- إذا اتفق السوريون في جنيف في نهاية المطاف- يجب أن يكتب في دمشق من قبل السوريين، وأن يصوت عليه في دمشق، ففي جنيف يمكن أن تفق على الإطار العام والمبادئ الأساسية. 3- الانتخابات: يتم الاتفاق على الانتخابات وأشكالها وآلياتها.. وهناك مئات القضايا المرتبطة بهذا الموضوع، لذلك فإن حجم العمل كبير جداً، ونحن عندما نطالب بحضور أطراف المعارضة كلها، ذلك لأن قضايا من هذا النوع هي خطيرة وحساسة وتفصيلية، ويجب أن يشترك بها أوسع عدد ممكن من السوريين كي نؤمن لها النجاح اللاحق.
يذكر أن جميل استهل الحوار معه بالقول: «أريد أن أنتهز الفرصة لأعزي الشعب الروسي بوفاة صديق سورية الكبير، فيتالي تشوركن. إن الكثير والكثير والكثير جداً من السوريين قد تألموا بسبب وفاته، لأنهم رأوا فيه خلال السنوات الماضية مدافعاً أميناً عن وحدة سورية وسيادتها. إن أمثاله لن يغيبوا عن ذاكرة الشعب السوري».