زاخاراوفا: لماذا تصمت المنظمات الحقوقية عن دير الزور؟
استغربت ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية من صمت المنظمات الحقوقية الدولية على مأساة السكان المدنيين في مدينة دير الزور السورية في ظل تكثيف هجمات "داعش".
وذكرت زاخاروفا، في مؤتمرها الصحفي الأسبوعي، الخميس 19/كانون الثاني، أن الهدنة بين الجيش السوري وقوات المعارضة لمسلحة، صامدة في كامل أراضي سورية، مشيرة إلى بدء عودة الوضع إلى طبيعته في وادي بردى بريف دمشق، موضحة أن الفضل في ذلك يعود إلى جهود المركز الروسي المعني بمصالحة الأطراف المتنازعة في سورية.
وأكدت أن 9 بلدات في هذه المنطقة انضمت إلى الهدنة بعد خروج 1268 مسلحا منها. وشددت على أن أغلبية هؤلاء المسلحين ألقوا السلاح وعادوا للحياة السلمية، أما الآخرون، فسيغادرون إلى إدلب بواسطة الآلية التي قد تمت تجربتها لإجلاء المسحلين من حلب.
ولفتت زاخاروفا إلى تراجع مستويات العنف في أراضي سورية، وتحسن الوضع الإنساني. وذكرت بأن الخروقات للهدنة التي دخلت حيز التنفيذ، 29/كانون الأول، تحمل طابعا محدودا، فيما يتولى الجانبان الروسي والتركي بصفتهما الضامنين للهدنة، التحقيق في كل حادث من هذا القبيل.
لكن زاخاروفا أشارت إلى تدهور الوضع في دير الزور خلال الأيام الماضية، بعد أن شن تنظيم "داعش" الذي وصلته تعزيزات من الموصل، هجوما بمشاركة 14 ألف مسلح، على المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري، وتمكن من محاصرة مطار التيفور وقطعه عن باقي مناطق سيطرة الحكومة السورية.
وحذرت الدبلوماسية الروسية من أن هذه التطورات تهدد حياة 200 ألف مدني. وذكّرت بأن هؤلاء المدنيين يعيشون منذ سنوات في ظروف الحصار المفروض من قبل "داعش"، والنقص في البضائع الأساسية، إذ لا تصل المدينة إلا كميات محدودة من المساعدات الإنسانية.
واستطردت قائلة: "من للافت أن القلقين الكثيرين من الأزمات الإنسانية الأخيرة، لاسيما في شرق حلب وريف دمشق وفي المناطق الأخرى التي واجهت فيها القوات الحكومية الإرهابيين والمتطرفين، يلازمون الصمت التام بشأن مأساة سكان دير الزور".