القنابل «الذكية»: سلاح عملياتي أمريكي؟
رفضت موسكو اعتبار القنابل النووية الأمريكية «الذكية» سلاحاً «أخلاقياً»، وحذرت من أن واشنطن تحول تلك القنابل من سلاح للردع إلى «سلاح ميداني عملياتي».
وأكدت وزارة الخارجية الروسية في معرض تعليقها على بدء واشنطن في التحضير للانتاج المتسلسل لقنبلة "B61-12" التي هي نسخة معدلة لقنبلة " B61" النووية، أكدت أن الجانب الروسي لا ينوي الانجرار إلى سباق التسلح النووي المكلف الذي أطلقه الجيش الأمريكي، لكنها ستتخذ كافة الإجراءات الفعالة لضمان أمنها القومي.
وقال ميخائيل أوليانوف، مدير قسم حظر الانتشار والرقابة على التسلح في وزارة الخارجية الروسية، في مقابلة مع وكالة "نوفوستي" الروسية يوم الأربعاء 3/آب: «يدور الحديث عن إطلاق مرحلة جديدة من التحضير لإنتاج قنابل نووية مخصصة للنشر في أراضي 5 دول أوروبية (بلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وتركيا) من أجل تحديث الأسلحة النووية المنتشرة هناك».
وتابع أنه، حسب المعلومات المتوفرة، سيحتفظ الجيش الأمريكي بجزء من القنابل النووية "B61-12" في مستودعاته داخل الأراضي الأمريكية.
واعتبر الدبلوماسي الروسي أن تطوير القنابل النووية الجديدة لن يؤثر على الوضع في أوروبا والعالم في الوقت الراهن، لأن تزويد القوات الأمريكية بها لن يبدأ قبل عام 2020. لكنه حذر من أن العواقب السلبية لمساعي واشنطن لتحديث ترسانتها النووية ستصبح ملموسة بعد هذا الموعد.
وأوضح أوليانوف أن الخبراء الأمريكيين قد أطلقوا على السلاح النووي الجديد اسم "أخلاقي"، باعتبار أن الدقة العالية لتلك القنابل الذكية ستقلص "العواقب الجانبية" لاستخدامها.
وشدد على أن هذا الأمر يزيد من غواية اللجوء إلى استخدام الأسلحة الجديدة، ويحول القنابل الذكية من "سلاح للردع" إلى "سلاح ميداني" صمم خصيصا لتحقيق "أهداف عملياتية".
كما أشار الدبلوماسي إلى العواقب السياسية العسكرية الناجمة عن خطوة واشنطن الأخيرة، معتبرا أنها تعني تمديد وجود "البعثات النووية المشتركة" في أراضي دول حلف الناتو إلى أجل غير مسمى، موضحا أنه في إطار هذه البعثات يتم تدريب طيارين من دول غير نووية على استخدام الأسلحة النووية الأمريكية. وأكد أن ذلك يمثل خرقاً سافراً لمعاهدة منع الانتشار النووي.