قمة «الناتو».. حصيلة أولية
تشهد العاصمة البولندية وارسو،اليوم، الجمعة، 8/تموز قمة لـ«حلف الناتو». ووارسو هذه كانت منذ 1955 وحتى 1991 اسماً لحلف آخر مركزه الاتحاد السوفياتي السابق، وربما يكون اختيارها لعقد القمة الحالية لتأكيد انتصار الناتو على روسيا سابقاً واستعداده للانتصار عليها مجدداً.
فعاليات القمة مستمرة وختامها سيكون غداً، وحسب تصريحات ينس ستولتنبرغ، أمين عام الحلف، فإنه سيُعلن خلال القمة عن «وضع منظومة الدفاع المضاد للصواريخ التابعة للحلف في حالة الاستعداد القتالي الأولي».
تصور قيادة الحلف القرارات المرتقبة للقمة على أنها تكريس لوحدة صف الحلف، رغم أن الأحاديث والدعوات حول إعادة النظر في هذه الخطط كثيرة، وذلك خشية من العواقب المحتملة لهذه الخطط على الاستقرار الاستراتيجي، ولا سيما على العلاقات المتأزمة مع روسيا.
تتضارب المواقف وتختلف وتيرة التصعيد، فقدكان وزير الخارجيةالألماني فرانك فالتر شتاينماير من أبرز السياسيين الأوروبيين الذين حذّروا من عواقب استعراض العضلات قرب الحدود الروسية.
وذهبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل نحو تحميل موسكو مسؤولية فقدان الثقة بينها وبين الحلف، ولكّنها وفي الوقت نفسه أكدت أنه من المستحيل ضمان استقرار طويل الأمد في أوروبا بدون روسيا.
فيما قالت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لين إن على «الناتو» أن يستعرض قدراته العسكرية أمام موسكو وأن يظهر نفسه قوياً. واعتبرت أن السياسة الأطلسية تجاه روسيا يجب أن يكون لها وجهان «الترويع بموازاة إبداء الاستعداد للحوار»، داعية للحديث مع موسكو «من مواقع القوة».
في الوقت الذي ختم البرلمان الألماني سلسلة التصريحات هذه وقال إن حلف الناتو قد «تجاوز عمره الافتراضي».
بينما فتحت بولندا الباب لقوات الناتو، حيث أعلن وزير الدفاع البولندي، أنتوني ماتشريفيتش، أنه من المتوقع نشر آلاف العسكريين من الجيش الأمريكي وحلف الناتو في أراضي بلاده إثر القمة المرتقبة للحلف في وارسو.
الموقف الأمريكي بدوره، دعا إلى تعميق التعاون في المجال الأمني بين الناتو والاتحاد الأوروبي، وجاء على لسان الرئيس الأمريكي باراك أوباما: «على الرغم من أن دولنا تبقى منفتحة على علاقة بناءة بقدر أكبر مع روسيا، يجب علينا أن نتفق على إبقاء العقوبات ضد روسيا في مكانها، حتى تطبيق موسكو بشكل كامل لالتزاماتها تحت اتفاقات مينسك».
الحديث يدور الآن أن الحلف سيعلن في ختام فعاليات القمة، عن قرار نشر 4 كتائب للجيش الأمريكي وحلفائه في بولندا ودول البلطيق الثلاث، بالإضافة إلى نشر قوة إضافية في رومانيا لتعزيز الوجود الأطلسي في منطقة البحر الأسود، مع الإعلان عن وضع منظومة الدرع الصاروخية في وضع الاستعداد القتال الأولي، وذلك إثر تشغيل أول قاعدة للدرع الصاروخية، تتخذ من رومانيا مقراً لها.
وقد أعلن حلف شمال الأطلسي عن عقد محادثات جديدة مع روسيا الأسبوع المقبل، وذلك بعد أيام من القمة في خطوة اتخذتها واشنطن وموسكو لتخفيف التوتر في أوروبا.
وقد سبق لروسيا أن حذرت من أنها تمتلك كافة الوسائل والقدرات اللازمة لتقديم الرد المناسب على توسع القدرات العسكرية للناتو في شرق أوروبا، مؤكدة أنها ستضطر للجوء إلى هذا الرد لضمان أمنها القومي، وعوّلت على حوار جدي، وأوضحت أن توسع «الناتو» لا يزعزع الاستقرار في أوروبا فحسب بل ويضر بالمصالح القومية لأعضاء الحلف نفسهم.