جميل: ثمة محاولات لتضييع فترة الأشهر الستة المنصوص عليها في 2254 للعودة إلى مجلس الأمن مجدداً

جميل: ثمة محاولات لتضييع فترة الأشهر الستة المنصوص عليها في 2254 للعودة إلى مجلس الأمن مجدداً

 عقد د. قدري جميل، أمين حزب الإرادة الشعبية، والرئيس المشترك لوفد الدمقراطيين العلمانيين إلى مفاوضات جنيف، مؤتمراً صحفياً بعد ظهر اليوم، الخميس 19 أيار 2016،  في مقر نادي الشرق التابع لوكالة ريا نوفوستي في العاصمة الروسية موسكو. تناول المؤتمر آخر تطورات الوضع السوري، ومسار الحل السياسي للأزمة السورية، ولاسيما في أعقاب اجتماع فيينا الأخير للمجموعة الدولية لدعم سورية، والذي دعي إليه د.جميل بصفته الاعتبارية. وقد افتتح د. جميل المؤتمر الصحفي بالكلمة الاستهلالية التالية:

في البداية، أريد أن أعبر عن الشكر لروسيا الاتحادية والأطراف الأخرى التي تبذل جهوداً كبيرة للحيلولة دون إفشال مسار جنيف، ومساعي الامم المتحدة ومبعوثها الدولي السيد ستافان ديمستورا في تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 الخاص بالأزمة السورية..

واضح أن بعض الدول الأوروبية وتحديداً فرنسا وانكلترا، وكذلك الأطراف الإقليمية، منزعجة جداً من الجهود الروسية الأمريكية المشتركة وإصرارها على تنفيذ قرار مجلس الأمن وتسعى إلى عرقلة هذه الجهود وصولاً إلى إفشالها.

وهذا يفضي بدوره إلى تدمير سورية بشكل نهائي من خلال العمل الحثيث الجاري لإفشال مبادرات الهدنة ووقف العمليات القتالية وعرقلة الحوار المباشر بين النظام والمعارضة.

وهنا أريد أن ألفت النظر إلى أن أهم عامل في تنفيذ قرار مجلس الأمن هو الحفاظ على الجيش السوري وبنية مؤسسات الدولة التي يحاول البعض ممن ذكرتهم تدميرها من خلال الاستمرار في تهريب السلاح والمسلحين والمال.

وواضح أن الدعوة لمؤتمر فيينا الأخير كان يحاول البعض استخدامه لتنفيذ هذا السيناريو الذي بدأ بتعليق وفد الرياض لمشاركته في مباحثات جنيف وخلق وضع جديد يتمثل بفشل الهدنة وفشل الحوار وأنه لا بديل للعودة إلى الحل العسكري وهذا ما تريده تماماً تركيا والسعودية والبعض من المعارضة السورية، منذ إقرار مجلس الأمن لقراره 2254.

وإن الهدف النهائي لهذه الخطة هو الوصول إلى نهاية فترة الأشهر الستة التي نص عليها قرار مجلس الأمن 2254، للمرحلة الانتقالية بدون أي نتائج، كي يتم بعد ذلك الدعوة مرة أخرى إلى انعقاد مجلس الأمن، وطلب اللجوء إلى البند السابع الذي سيتبعه فيتو بطبيعة الحال، أي بالمحصلة إفشال إمكانية الوصول إلى الحل دولياً بما ينهي معاناة الشعب السوري ويعيق حل الأزمة ويمنع التغيير في سورية عن طريق الحوار. ومعلوم اليوم أن أي نجاح لسيناريو كهذا سيكون مردوده كارثياً ليس فقط على سورية، وإنما على لبنان والأردن والمنطقة كلها، وسيعم الإرهاب الفاشي وينتشر في العالم كله وستزدهر تجارة الحرب والمخدرات ويعكسون بذلك مرحلة مهمة متقدمة مما يسمى بالفوضى الخلاقة التي لا تعترف بأية قيم إنسانية أو تاريخية، ونحن شهود لما جرى في تدمر من تدمير وخراب.

بالمناسبة أريد أن أشكر كل من شارك في إنجاح الفعالية التي جرت في تدمر لأنها كانت إشارة قوية أن إرادة الحياة هي أقوى من الموت، وكانت إشارة رمزية قوية أن الانتصار على القوى الفاشية والخراب والموت هو المنحى الذي سيسود منذ هذه اللحظة. هذا ما كان مقصوداً من المناسبة التي جرت في تدمر وليس كما فهمها بعض المغرضين الذين يتغابون عن الحقيقة. وتصريحات جنبلاط حول الموضوع هي مثال على ذلك، ولم يفهم أن رؤية هذا الحدث لا تقل أهمية عن الاستعراض العسكري الذي جرى في الساحة الحمراء بوجود يوسف ستالين عشية معركة موسكو ضد الفاشية والذي كان إيذاناً بانحدار الفاشية إلى عقر دارها.

 

قاسيون

 

 

آخر تعديل على الخميس, 19 أيار 2016 16:12