"رباعية النورماندي" تبحث في برلين التسوية في أوكرانيا

"رباعية النورماندي" تبحث في برلين التسوية في أوكرانيا

 انطلق في العاصمة الألمانية برلين الجمعة 6 نوفمبر/تشرين الثاني لقاء وزراء خارجية رباعية النورماندي (روسيا، ألمانيا، فرنسا، أوكرانيا)، لبحث تسوية النزاع في جنوب شرق أوكرانيا.

وفي مستهل اللقاء أفاد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بأن هدف اللقاء هو "ضبط الساعة" بشأن الوضع في منطقة النزاع. وأضاف أن المشاركين فيه سيبحثون الجوانب المختلفة لتسوية الأزمة، بما فيها مسألة الانتخابات في جمهورية دونيتسك ولوغانسك "الشعبيتين" (المعلنتين من جانب واحد في جنوب شرق أوكرانيا).

وذكر شتاينماير أن الهدنة في المنطقة قائمة بشكل عام، وهو أمر إيجابي "لكن ذلك ليس كافيا".

وكانت وزارة الخارجية الألمانية أفادت قبل أيام بأن هدف اللقاء الذي سيجري في دار الضيافة "بورزيغ" التابعة للوزارة والمخصصة للضيوف الأجانب، هو دفع عملية تنفيذ اتفاقات مينسك بشأن التسوية في دونباس.

وأشارت متحدثة باسم الوزارة إلى أهمية التقدم في الجانب السياسي من خطة السلام. وأضافت أنه على الرغم من قيام الهدنة في المنطقة، واختتام سحب الأسلحة ذات عيار أقل من 100 ملم من خط التماس بين الطرفين، ووجود تقدم في تبادل الأسرى، إلا أن استقرار الوضع لن يكون ممكنا من دون إطلاق العملية السياسية التي تقتضي إجراء الإصلاح الدستوري في أوكرانيا وتأمين وصول غير مقيد لمراقبي منظمة الأمن والتعاون الأوروبي إلى منطقة النزاع المسلح.

إطلاق العملية السياسية

وجرى اللقاء الأخير لوزراء خارجية الدول الأربع في برلين يوم  12 سبتمبر/أيلول الماضي في إطار إعداد قمة "رباعية النورماندي" التي انعقدت في باريس يوم 2 من الشهر الماضي. ولعب لقاء القمة دورا حاسما في تحريك المفاوضات بين طرفي النزاع حول القضايا السياسية. وذكر مارتين سايديك، المبعوث الخاص لرئيس "الأمن والتعاون"، أنه بعد ما أعلن زعيما جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك موافقتهما إرجاء الانتخابات في الجمهوريتين إلى العام القادم، تمكن فريق العمل الخاص بالقضايا السياسية من التركيز على وضع "قانون خاص بشأن انتخابات محلية في دونباس" وضرورة أن تجري هذه الانتخابات بما يتفق تماما مع ما نصت عليه اتفاقات مينسك.

وأواخر أكتوبر/تشرين الأول قدم الجانب الأوكراني للبحث مشروع قانون له، الأمر الذي أصر عليه منذ زمن طويل مفوضا دونيتسك ولوغانسك. وقد مكن ذلك فريق العمل "السياسي" من الشروع في بحث ورقة عمل تخص الانتخابات المحلية مع الأخذ بعين الاعتبار مواقف جميع أطراف العملية التفاوضية، هي أوكرانيا والجمهوريتان "الشعبيتان" ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

هذا وبحسب دونيتسك ولوغانسك فإن مسألة الانتخابات المحلية مرتبطة أوثق الارتباط بمسائل أخرى تشكل الجزء السياسي من اتفاقات مينسك، ألا وهي منح منطقة دونباس وضعا قانونيا خاصا، وإعلان عفو عام عمن شارك في العمليات القتالية في المنطقة، وإعادة التصويت على تعديلات الدستور الأوكراني في صياغة أخرى يتفق عليها مع ممثلي دونيتسك ولوغانسك.

موسكو: أهمية الحوار المباشر

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، وهي تعلن مشاركة الوزير سيرغي لافروف في لقاء برلين، إن الأطراف ستبحث "جميع المسائل" المتعلقة بالتسوية السياسة. وأعادت زاخاروفا إلى الأذهان موقف موسكو القائل إن سبب تعثر العملية السياسية هو غياب حوار مباشر بين طرفي النزاع.

وبحسبها فإن "مما يثير تفاؤلا حذرا" قيام وقف إطلاق النار وسحب الأسلحة، مضيفة أنه على الرغم من وقوع تجاوزات واستفزازات، إلا أن هناك "ديناميكية إيجابية لا بد من تثبيتها".

المصدر: وكالات