اليوم الثاني لقمة G7.. محاربة الإرهاب والفقر والأوبئة
الإرهاب والصحة والمناخ ودور النساء في العالم وسياسة التنمية ومكافحة الفقر، أجندة جدول أعمال اليوم الثاني والأخير لقمة G7 في ألمانيا.
وزعماء مجموعة الدول العظمى يبحثون هذه المسائل الاثنين 8 يونيو/حزيران مع الضيوف المدعوين، وهم رؤساء ليبيريا إيلين جونسون-سيرليف، والسنغال ماكي سال، وتونس باجي قائد السبسي، ونيجيريا محمد بخاري، ورئيسي وزراء إثيوبيا خايليماريم ديسالين، والعراق حيدر العبادي الذي من المقرر أيضا أن يعقد لقاء ثنائيا مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
هذا وأعلن مصدر في الحكومة الألمانية أن زعماء الدول الأفريقية ورؤساء المؤسسات المالية العالمية المشاركون في اللقاء بألمانيا سيبحثون سياسة محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي وجماعة "بوكو حرام" المتطرفة، بالإضافة الى اقتراح برلين الخاص بإنشاء صندوق لمكافحة الفقر والمعروف عنه فقط أن هدفه الطموح سيكون إخراج نحو نصف مليار إنسان في العالم من فئة المعانين للجوع.
وفي مجال الصحة، من المفترض بحث مشروع المصرف العالمي حول إنشاء صندوق خاص لمكافحة الأمراض الوبائية على خلفية الانتشار المأساوي لإيبولا في القارة السمراء.
وكان زعماء كل من ألمانيا والولايات المتحدة وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان وبريطانيا افتتحوا في مدينة غارميش بارتنكيرخن (في ولاية بافاريا الألمانية) قمة G7، حيث أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن جميع المشاركين يريدون حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبغض النظر على عزل روسيا عن القمة بسبب الأحداث في أوكرانيا، إلا أن الزعماء المشاركين ذكروا اسمها غير مرة.
اذ أعلن توسك أن جميع المشاركين ودوا لو أن الرئيس فلاديمير بوتين كان حاضرا على طاولة المباحثات في إطار المجموعة، قائلا: "فضل الجميع لو كانت روسيا وراء طاولة G7 أي G8، إلا أن مجموعتنا ليست ناديا للمصالح السياسية أو الاقتصادية، بل هي بالدرجة الأولى مجموعة قيم، لذلك روسيا الآن ليست معنا".
في غضون ذلك توصل الرئيس باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى اتفاق يقتضي أن تكون "مدة العقوبات على روسيا مرتبطة بتنفيذ روسيا الكامل لشروط اتفاقية مينسك بشأن أوكرانيا".
من جهته دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أوروبا إلى الحفاظ على وحدة الموقف فيما يتعلق بمسألة استمرار العقوبات على روسيا التي تم فرضها على خلفية الأزمة الأوكرانية.
وقال كاميرون بهذا الخصوص في قمة السبع الكبار في ألمانيا: "نحن بحاجة تضمن أن أوروبا لا تزال موحدة".
بدوره قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أنه يعول على حل النزاع في أوكرانيا من خلال الاتفاقات الموجودة.
وأضاف خلال لقاء جمعه برئيس الوزراء الياباني سيندزو آبي بأنه من المهم إقامة محادثات مع الحكومة الروسية.
فيما أشار آبي إلى ضرورة الحوار مع روسيا مع الإبقاء على الضغط قائلا: "إن بلاده تشاطر دول مجموعة G7 آراءها ولكنها تجد ضرورة في الحوار مع موسكو في ما يتعلق بالمسائل الحدودية".
أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست أن الولايات المتحدة ومجموعة G7 لا تريدان العودة إلى حقبة "الحرب الباردة".
وفي مؤتمر صحفي عقده في غارميش بارتنكيرخن قال إيرنست الذي يرافق الرئيس أوباما في مشاركته بقمة "السبع الكبار" إن G7 هي "مجموعة دول ديموقراطية متمسكة بالقيم المشتركة" وحريصة على نشر هذه القيم عبر العالم.
وتابع المتحدث باسم الإدارة الأمريكية أن "البعض ومن بينهم الرئيس (الروسي فلاديمير بوتين) يحاولون إعادة ذهنية الحرب الباردة، لكن هذا بالتأكيد ليس من نيات الولايات المتحدة أو أعضاء مجموعة G7"، على حد تعبيره.
وكانت موسكو، على لسان المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أعرب سابقا عن أسف الكرملين لعودة الغرب إلى الخطاب الموروث عن "الحرب الباردة" إزاء القادة الروس.
وكانت "G7" قد توسعت إلى "8" بانضمام روسيا عام 1998 إلا أن المباحثات في هذا الإطار بدأت عمليا قبل ذلك، إذ شارك رئيس الاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف عام 1991 على هامش قمة لندن، و في العام الماضي اتخذ مشاركو النادي الصناعي على خلفية الأحداث في القرم قرارا بعدم المشاركة في قمة مجموعة الثماني في سوتشي حيث كانت روسيا تترأس المجموعة لعام 2014 واجتمعوا في بروكسل.
وأعلنت دول مجموعة G7 رسميا عن عدم رغبتها في الاجتماع مع روسيا حتى تغير سياستها إزاء القرم.
عزوف G7 عن دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحضور القمة في بافاريا شكل مادة دسمة لانتقادات رأت أن التعاون مع موسكو ضروري لحل الأزمة الأوكرانية، محور الخلاف.
اذ أكدت ألمانيا على لسان وزير خارجيتها فرانك فالتر-شتاينماير على ضرورة العودة إلى صيغة "الثماني الكبار" في أقرب وقت لبحث أهم القضايا الدولية، مؤكدة أن الدول السبع تحتاج إلى روسيا حاجة ماسة.
وقال فالتر-شتاينماير في مقابلة مع صحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونغ" الألمانية نشرت الخميس 4 يونيو/حزيران إنه ليس من مصلحة الدول السبع أن تعقد القمم بصيغة "G7" إلى أبد الآبدين.
وقال: "نحن بحاجة إلى مساعدة روسيا في جهود تسوية النزاعات المجمدة في أوروبا وسوريا والعراق وليبيا وفي المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني".
واعتبر المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر أن عدم توجيه الدعوة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحضور قمة G7 القادمة كان خطأ، مشددا على أهمية التعاون مع روسيا. ونقلت صحيفة "Rheinische Post" الثلاثاء 2 يونيو/حزيران عنه قوله: "يوجد لدى روسيا بديل عن أوروبا. أما العكس فغير صحيح".
وانتقد رئيس اللجنة الاقتصادية الشرقية الألمانية إيكارد كورديز في وقت سابق مجموعة الدول الصناعية "G7" لعدم دعوة روسيا للمشاركة في القمة.
وقال رئيس اللجنة التي تمثل مصالح أكثر من 200 شركة لها استثمارات في روسيا في مقابلة مع صحيفة "فيلت آم زونتاج" الألمانية، إن منع روسيا من المشاركة في القمة هو فرصة ضائعة.
أما المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل نفسها فأعلنت أنه من الضروري استمرار الحوار مع روسيا في عدد من المسائل الدولية المفصلية لكنها في الوقت نفسه لا ترى إمكانية العودة إلى صيغة "G8".
في غضون ذلك شهدت مدينة ميونخ الألمانية، السبت 6 يونيو/حزيران، تظاهرات شارك فيها آلاف المعارضين لقمة مجموعة الدول الصناعية الـ7 الكبرى. كما توافد المعارضون بأعداد هائلة إلى وسط عاصمة ولاية بافاريا الواقعة جنوب ألمانيا.
وأكد أحد منظمي المحتجين إصابة 100 شخص بسبب استخدام الشرطة الهراوات والغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
هذا وتتألف المجموعة حاليا من ألمانيا والولايات المتحدة وكندا واليابان وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا. ويجري توجيه الدعوة عادة كذلك الى ممثلين عن دول أخرى ومنظمات دولية. ومن المتوقع هذا العام حضور رؤساء ليبيريا إيلين جونسون-سيرليف، والسنغال ماكي سال، وتونس باجي قائد السبسي، ونيجيريا محمد بخاري، ورئيسي وزراء إثيوبيا خايليماريام ديسالين، والعراق حيدر العبادي.
أما ما يخص المنظمات الدولية فسيحضر القمة كل من أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون ورئيس صندوق النقد الدولي كريستين لغارد ورئيس لجنة الاتحاد الافريقي نكوسازانا دلاميني-زوما، ومدير المصرف العالمي جيم كيم ورئيس منظمة التجارة العالمية روبيرتو أزيفيدو، ومدير منظمة العمل الدولية غاي رايدر، وغيرهم.
ويعود تاريخ المجموعة الى عام 1973 حين جرى لقاء خماسي بمشاركة وزراء مالية الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا واليابان، وفي عام 1986 انضمت إليهم إيطاليا وكندا.
وتتصدر الأزمة الأوكرانية ودين اليونان جدول أعمال القمة الحالية التي تستمر يومين.