لافروف يدعو لتطبيق اتفاقات مينسك بالكامل عبر الحوار المباشر بين طرفي النزاع الأوكراني
شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة التطبيق الكامل لاتفاقات مينسك السلمية الخاصة بأوكرانيا عبر إقامة حوار مباشر بين كييف ودونيتسك ولوغانسك.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الأربعاء 27 مايو/أيار في موسكو مع نظيرته الفنزويلية ديلسي رودريغيز: "إننا تناولنا تطورات الوضع في أوكرانيا في سياق المهمة المتمثلة في الحيلولة دون وقوع انحرافات عن مبادئ القانون الدولي، ومنع محاولات إثارة انقلابات (في بعض الدول) بغية تغيير الحكومات الشرعية".
وتابع أن موسكو تقدر دعم كاراكاس للمواقف الروسية المبدئية من تسوية الأزمة في أوكرانيا.
وأردف قائلا: "لدينا موقف مشترك فيما يخص ضرورة التطبيق الكامل والصارم لاتفاقات مينسك الموقعة في 12 فبراير/شباط الماضي عبر إقامة حوار مباشر بين كييف ودونيتسك ولوغانسك، بما في ذلك الحوار من أجل حل القضايا الاقتصادية والإنسانية، وإجراء إصلاح دستوري وإطلاق عملية سياسية بشكل عام".
وقال لافروف إن موسكو تؤكد دعمها لنهج فنزويلا الرامي إلى إطلاق حوار وطني شامل في البلاد يجري دون أية تدخلات خارجية.
وأوضح: "إننا أكدنا على تضامننا مع الشعب الفنزويلي، وأكدنا على دعمنا الثابت لنهج حكومة الرئيس نيكولاس مادورو الرامي إلى الحيلولة دون زعزعة استقرار الوضع، وإلى إطلاق حوار وطني مع المعارضة البناءة، من أجل حل كافة القضايا التي تظهر في الإطار الدستوري دون أي تدخل خارجي".
وذكر وزير الخارجية الروسي إن فنزويلا تعد من الشركاء الأساسيين لروسيا في أمريكا اللاتينية.
وأشاد بمستوى التفاهم بين البلدين وقدرتهما على تنسيق المواقف من القضايا الدولية، مشيرا بهذا الخصوص إلى مساهمة الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز، واصفا إياه بأنه كان صديقا مخلصا لروسيا، عمل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على إرساء أسس التعاون الاستراتيجي بين البلدين.
وفي السياق ذاته كان قد وجّه سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي رسالة إلى المشاركين في الدورة الـ42 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في الكويت حاليا.
وجاء في رسالة لافروف أن موسكو ترى أن "التطورات في اليمن التي خرجت عن نطاق الصدامات بين الأطراف المتنازعة، وتحولت إلى نزاع عسكري واسع النطاق، وكذلك ردود أفعال دول المنطقة، تؤكد أن ملامح المواجهةالطائفية الشاملة في الشرق الأوسط بدأت تظهر بوضوح".
وحذّر وزير الخارجية الروسي من أن "إضفاء طابع طائفي على الخلافات الجيوسياسية سيؤدي إلى تصعيد حدة الأزمات وإطالة أمدها في المنطقة".
وفي هذا السياق، دعا لافروف إلى بذل جهود مكثفة من أجل الحيلولة دون تعميق الخلافات الطائفية، وذلك بموازاة مواصلة الجهود الرامية إلى تسوية النزاعات في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالوسائل السلمية.
وأعرب وزير الخارجية الروسي عن أسفه لتنامي النزعات المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط برمته. وقال: "تحولت الأزمات في ليبيا وسوريا والعراق واليمن إلى نزاعات طويلة الأمد بين الأشقاء ينجر إليها عدد متزايد من دول المنطقة". وتابع أن تلك النزاعات أدت إلى مقتل مئات الآلاف، وتسببت بمعاناة الملايين، كما أنها أسفرت عن انهيار الاقتصادات الوطنية وتدمير مؤسسات الدولة.
واعتبر لافروف أن كل هذه التطورات تصب في مصلحة المتطرفين والإرهابيين الذين تتسع دائرة طموحاتهم. وتابع قائلا إن التنظيمات الإرهابية الناشطة في العراق وسوريا وعدد من الدول الأفريقية، "ترتكب جرائم بشعة، بما في ذلك عمليات إبادة جماعية وملاحقة بحق معتنقي الديانات الأخرى".
وأعرب وزير الخارجية الروسي عن أمله في أن تبادر منظمة التعاون الإسلامي، التي أنشئت من أجل تعزيز الوحدة والتضامن بين المسلمين، إلى اتخاذ إجراءات سريعة لاستعادة الثقة والتفاهم بين أتباع مختلف المذاهب الإسلامية، اعتمادا على المساعدة من الشخصيات الدينية البارزة والعلماء والقوى الاجتماعية.
وأضاف: "إننا مستعدون لدعم مثل هذه الجهود بشتى الوسائل، وذلك من أجل تعزيز علاقات الصداقة التقليدية والتعاون المتعدد الجوانب بين روسيا والدول الإسلامية، ومن أجل ضمان السلام والاستقرار والرفاهية لشعوب بلداننا".