الاتفاق النووي.. التخصيب في«نطنز» واستبدال قلب «أراك»
تضمن الاتفاق النووي المبدئي تدابير محددة تضمن سلمية البرنامج النووي الإيراني من خلال تقييد عمليات التخصيب ووقف النشاطات في منشأة فوردو وضمان عدم إنتاج البلوتونيوم في مفاعل أراك.
يمهد الاتفاق النووي الإطاري الذي خرج إلى النور بعد مخاض تفاوضي عسير وطويل الخميس 2 أبريل/نيسان بمدينة لوزان السويسرية الطريق نحو إبرام اتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي الإيراني بنهاية يونيو المقبل.
هذا الاتفاق السياسي حدّد معايير رئيسة للبرنامج النووي الإيراني قالت السلطات الأمريكية بشأنها إنه "يجب التفاوض على تفاصيل تطبيقها"، و"لا شيء يُعد مقبولا ما لم يتم قبول كل شيء".
تركزت بنود الاتفاق النووي الإطاري على عدة محاور أهمها التخصيب ومستقبل منشأتي فوردو ونطنز للتخصيب ومفاعل أراك وتدابير المراقبة ورفع العقوبات.
بالنسبة للتخصيب، سيجري تخفيض عدد أجهزة الطرد المركزي بمقدار الثلث، من 10 آلاف إلى 6104، وسيكون لـ 5060 منها فقط حق إنتاج اليورانيوم المخصب لمدة 10 سنوات، وجميع أجهزة الطرد المركزي ستكون من الجيل الأول.
الاتفاق نص على تخفيض طهران لمخزونها من اليورانيوم ضعيف التخصيب من 10 آلاف كيلوغرام إلى 300 كيلوغرام مخصب بنسبة 3.67% لمدة 15 عاما.
تمتنع إيران بموجب الاتفاق عن تخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد عن 3.67% لمدة 15 عاما.
توضع المواد النووية الفائضة تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويحظر استخدامها إلا كبديل.
تتوقف إيران عن بناء منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم لمدة 15 عاما.
وتكفل المعايير المنصوص عليها في الاتفاق إدخال تعديل فيما يسميه الخبراء "نقطة الانعطاف"، وهي الفترة الزمنية اللازمة لإنتاج كمية من اليورانيوم المخصب كافية لصنع سلاح نووي حيث أصبحت بموجب الاتفاق سنة على الأقل لمدة 10 سنوات، فيما هي محددة حاليا من شهرين إلى ثلاثة.
وبالنسبة لمنشأتي فورودو ونطنز، وافقت طهران على عدم تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو المحصنة داخل جبل، لمدة لا تقل عن 15 عاما، كما سيتم إخلاء منشاة فوردو من المواد الانشطارية لمدة 15 عاما على الأقل. ويبقي الاتفاق على هذه المنشأة لكنه يحظر إجراء عمليات التخصيب فيها وسيسحب منها ثلثا أجهزة الطرد المركزي.
أما نطنز، فستكون المنشأة الرئيسة في إيران لتخصيب اليورانيوم وتضم اجهزة طرد مركزي من الجيل الأول من طراز "أي أر – 1" وأجهزة أخرى أسرع من طراز "أي أر 2 إم" وباستطاعة المنشأة استيعاب 50 من هذه الأجهزة.
وافقت طهران بموجب الاتفاق الإطاري على أن تكون منشأة نطنز، المنشأة الوحيدة للتخصيب وستزود بـ 5060 جهاز طرد مركزي من الجيل الأول نوع "أي أر – 1" لمدة 10 سنوات، فيما تسحب أجهزة الطرد المركزي الأخرى وتوضع تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتتولى الوكالة الدولية للطاقة الذرية طبقا للاتفاق عملية مراقبة جميع المواقع النووية الإيرانية بشكل منتظم، كما سعطي الاتفاق الحق لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول مناجم اليورانيوم والمواقع الأخرى التي تنتج ما يعرف بالكعكة الصفراء المتكونة من نوع مركز من اليورانيوم لمدة 25 عاما.
أما بشأن مفاعل أراك، فسيتم بموجب الاتفاق تدمير قلب هذا المفاعل الذي يعمل بالماء الثقيل أو ينقل إلى الخارج، وسيعاد بناؤه ليقتصر على الأبحاث وإنتاج النظائر المشعة للاستعمالات الطبية من دون القدرة على إنتاج بلوتونيوم بقدرات عسكرية، وسيرسل الوقود المستخدم إلى الخارج على مدى عمر المفاعل.
كما يحظر الاتفاق المبدئي على إيران بناء مفاعل يعمل بالماء الثقيل لمدة 15 عاما.
ومقابل هذه التدابير، ترفع العقوبات الأمريكية والأوروبية فور تأكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية من وفاء إيران بالتزاماتها ويعاد فرض هذه العقوبات في حال عدم تطبيق الاتفاق.
ترفع العقوبات المفروضة على إيران بموجب قرارات مجلس الأمن حال احترام إيران لجميع النقاط الأساسية في الاتفاق.
ويبقي قرار جديد للأمم المتحدة الحظر على نقل التكنولوجيا الحساسة ويدعم تطبيق هذا الاتفاق الذي تتراوح فترة سريانه بين 10 – 15 عاما، فيما تصل الفترة إلى 25 عاما بالنسبة لعمليات التفتيش الخاصة بمراقبة سلسلة التزود باليورانيوم.