الرئيس الروسي: إننا ندافع عن استقلالنا وسيادتنا وحقنا في الوجود

الرئيس الروسي: إننا ندافع عن استقلالنا وسيادتنا وحقنا في الوجود

«الجدران العازلة» بين روسيا والغرب، والأزمة في أوكرانيا، والقضية النووية الايرانية، كل هذه ليست سوى بعض قضايا السياسة الخارجية، التي نوقشت في مؤتمر صحفي كبير، الخميس 18/12/2014، للرئيس الروسي.

وأجاب فلاديمير بوتين على أسئلة الصحفيين ضمن مؤتمر استغرق أكثر من ثلاث ساعات.

وفي هذا الإطار ذكر الرئيس الروسي للصحفيين أن العمل على تشييد "الجدران العازلة" الجديدة بين روسيا والغرب قد بدأ منذ زمن، وعلى الرغم من أن جدار برلين سقط قبل 25 عاماً إلا أن الغرب بدأ على الفور في بناء عقبات افتراضية جديدة. وفي انتهاك لجميع الاتفاقات، بدأ حلف شمال الأطلسي على الفور التوسع نحو الشرق.

واليوم، روسيا لا تهاجم الغرب، كما تحاول واشنطن وبروكسل تقديم هذا الطرح للعالم أجمع. والاتهامات الموجهة ضد موسكو في تفاقم التوترات العسكرية ليس لها أساس من الصحة. روسيا لديها اثنان فقط من القواعد العسكرية في الدول المجاورة، في حين أن القواعد العسكرية الأمريكية، بما في ذلك التي تحتوي الأسلحة النووية، متمركزة في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، أصبحت البلاد تدافع عن مصالحها بشكل أكثر حزماً. وبحسب تأكيد فلاديمير بوتين فإنه لهذا السبب بالذات وليس بسبب إعادة ضم شبه جزيرة القرم إلى أحضان الأم روسيا، أثيرت الأزمة الراهنة في العلاقات مع الغرب.

وأضاف قائلاً: نحن سمعنا أيضاً مراراً وتكراراً عن لسان بعض المسؤولين الذين قالوا بأنه من غير العدل أن تكون منطقة سيبيريا مع ثرواتها الغنية تنتمي فقط لروسيا الاتحادية. هذا ليس عادلاً؟ إذاً العدل في أن تستولي أمريكا على تكساس وهي تابعة للمكسيك. وحقيقة أننا ندير شؤون أمورنا على أراضينا فهذا غير عادل؟ القضية ليست في القرم، وإنما في حقيقة أننا ندافع عن استقلالنا وسيادتنا وحقنا في الوجود. هذا ما ينبغي لنا أن نفهمه.

أما بالنسبة للأزمة الأوكرانية، فجذورها بحسب رأي الرئيس الروسي، تعود للانقلاب المسلح في كييف. المشكلة هي أنه بعد الانقلاب لم يتفق بعض سكان البلاد مع هذا التطور. وكييف لم تر ضرورة لبدء الحوار معهم. 

وتابع الزعيم الروسي: بدلاً من البدء على الأقل بحوار سياسي، لجؤوا إلى استخدام القوات الأمنية والشرطة. وعندما لم يجد هذا نفعاً بدؤوا في استخدام الجيش، وعندما لم تنجح هذه الخطوة تقرر فرض الحصار الاقتصادي. آمل أن نتمكن- ونحن على استعداد للعمل كوسطاء- من إقامة الحوار السياسي المباشر لتسوية الوضع حتى استعادة كامل الفضاء السياسي الموحد. إذ أن كل محاولات فرض الضغوط التي تمارسها كييف ميؤوس منها.

وفي رد له على سؤال لصحفي إيراني، وعد بوتين العمل مع طهران لحل القضية النووية الايرانية. وأشار الرئيس إلى أن الجانب الإيراني يظهر المرونة وأعرب عن أمله في أن القرار النهائي بشأن البرنامج النووي سيتم توقيعه في المستقبل القريب. وسوف نكون على موعد مع تغييرات كبيرة في العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وهنا أشار الرئيس إلى أن روسيا قد قامت ببناء أول محطة للطاقة النووية في إيران. 

ونوه الزعيم الروسي قائلاً: ليس لدينا أي قيود تتعلق بأي ضغوط خارجية. نحن وعدنا ببناء محطة كهرنووية، وفعلنا ذلك. والآن وقعنا للتو عقداً جديداً لاستمرار عملنا معاً، ونحن سوف نفعل ذلك.

ورداً على سؤال فيما إذا كان فلاديمير بوتين يشعر بقلق حيال وقوع انقلابات في القصور الرئاسية. أجاب الرئيس بأن ذلك غير ممكن في روسيا، وذلك لأنه لا توجد قصور رئاسية. "لدينا مقر رئاسي رسمي وهو الكرملين، وهو محمي بشكل جيد، وهذا هو أيضاً عامل استقرار لدولتنا". مع أن أساس الاستقرار لا يكمن في ذلك، وإنما بدعم الشعب الروسي.

 

المصدر: صوت روسيا