بلا تأويل أو تحريف.. لافروف: ينبغي إحياء العملية السياسية بمشاركة الحكومة السورية وكل الوطنيين
نشر موقع وزارة الخارجية الروسية بياناً صحفياً تضمن تصريح وأجوبة وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف على أسئلة الصحفيين في المؤتمر الصحفي المشترك حول نتائج الحوارات من وزير الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية وليد المعلم في سوتشي بتاريخ 26/11/2014، إلى جانب إجابات الوزير المعلم على الأسئلة التي كانت تجري ترجمتها تتابعياً.
ترجمة وإعداد قاسيون
وإذا كانت تصريحات الوزير المعلم باللغة العربية لا تحتاج إلى ترجمة فإننا ننشر فيما يلي ما قاله الوزير لافروف حرفياً في المؤتمر المذكور، بهدف توثيق الحديث بعيداً عن أية تأويلات أو تحريفات حفلت بها وسائل الإعلام مؤخراً حول تقديم تفسيرات جديدة تضليلية عن الجهود الروسية المستمرة لإحياء مسار الحل السياسي في سورية، علماً بأن موقع وزارة الخارجية الروسية أرفق في خبره الذي ضم مقدمة الوزير لافروف قبل الأسئلة مقطع فيديو موسع من المؤتمر الصحفي المذكور يضم مقدمة المعلم والأسئلة.
«تساؤلات حول نشاط التحالف الأمريكي»
نحن سعداء باستقبال وفد الجمهورية العربية السورية في روسيا الاتحادية برئاسة وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم.
اليوم تم اللقاء مع رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين، ومن ثم أجرينا نحن والسيد المعلم حوارات مكثفة.
نحن متفقون اليوم على أن العامل الأساسي المحدد لتطور الأحداث في كامل منطقة الشرق الأوسط، وفي سورية بشكل خاص، هو الإرهاب والتطرف.
المنظمات الإرهابية وفي مقدمتها «الدولة الإسلامية» تحاول الوصول لأهدافها المعلنة، تشكيل الخلافة، التي تسود فيها الأحكام المتطرفة. ويجري النشاط الإرهابي على جزء من الأراضي السورية والعراقية، وتنتشر الرايات السوداء لهذا التنظيم في لبنان وليبيا ومصر.
نحن مقتنعون اليوم بأن مواجهة هذا الخطر المتصاعد في الشرق الأوسط يعتبر أولوية للمجتمع الدولي برمته.
ستستمر روسيا بمساعدة سورية وباقي الدول التي تتعرض لهذا الخطر في تأمين أمنها في مواجهة الإرهاب.
نحن متأكدون من أن النضال ضد الإرهاب يجب أن يتم على أرضية صلبة من القانون الدولي دون معايير مزدوجة.
تنشأ لدينا تساؤلات حول نشاط التحالف المشكل من الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت عن حقها في شن هجمات على الأراضي السورية التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية دون موافقة دمشق. نعتبر بأن ذلك يناقض المبادئ والمعايير الأساسية للقانون الدولي.
يظهر جلياً أن رفض واشنطن المكشوف للتعاون مع الجمهورية العربية السورية في مواجهة الإرهاب لا ينسجم مع العملية غير البعيدة (زمنياً) للتخلص من السلاح الكيماوي السوري الذي أكد جدية الحكومة السورية كطرف محاور.
نحن ندين محاولات استغلال المجموعات المتطرفة وحتى المجموعات الإرهابية لتحقيق هدف تغيير النظام في سورية.
في نهاية الأمر، الإرهاب هو خطر على كل من لديه رؤى مغايرة لحل المشكلة (الأزمة السورية).
«تلازم مكافحة الإرهاب والحل السياسي»
توصلنا مع السيد المعلم إلى رأي موحد ونؤكد موقفنا، أنه لا يوجد ولا يمكن أن يكون هناك حل بالقوة لهذه الأزمة.
نعتبر بأنه من المهم بشكل مبدئي أن تُبذل على نحو مواز لمكافحة الإرهاب جهود لتأمين الظروف لإحياء العملية السياسية بمشاركة الحكومة السورية وكل الوطنيين بمن فيهم قوى المعارضة التي تريد رؤية بلدها سيداً ومستقلاً، وأن تشعر كل المجموعات الاثنية المختلفة بوضع آمن وبحقوق متساوية.
نعمل لتأمين الظروف لانطلاق العملية السياسية من جديد، ومن الضروري أن نستخلص الدروس من فشل المحاولات السابقة بما فيها مؤتمر «مونترو» وما تلاها من الجولتين من مباحثات الحوار بين السوريين.
روسيا تبذل جهودها الحثيثة في هذا الاتجاه، ونحن أكدنا استعدادنا لأن تكون موسكو مكاناً لتأمين التواصل بين ممثلي الحكومة السورية وطيف واسع من القوى السياسية في المجتمع السوري. وفي سير المباحثات اليوم أعلنا عن تأييدنا لنشاط الممثل الخاص للأمم المتحدة إلى سورية دي ميستورا، الذي يتضمن تحريك الجهود الدولية للحل السياسي في سورية. والكلمة الأخيرة في هذا الحل يجب أن تكون للسوريين أنفسهم على قاعدة التوافق فيما بينهم.
«دعم جهود دي ميستورا»
روسيا وسورية يثمنان إيجابياً أيضاً مبادرة دي مستورا حول التحرك للحل عبر ما يسمى "المناطق المجمدة"
نحن ندعم بنشاط هذا التوجه للممثل الخاص الذي يخطط لبدء تحريك هذه "المناطق المجمدة" بدءاً من حلب.
أنا واثق من أن تحقيق النجاح في هذا الاتجاه سيساعد في درء وقوع المزيد من الضحايا والعودة للحياة الطبيعية لآلاف المواطنين المسالمين.
ناقشنا أيضاً موضوع العلاقات الثنائية بين بلدينا، وهذا ما كان مثار اهتمام في اللقاء مع رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين. فبالإضافة لاستمرار الدعم المقدم للحكومة السورية في مقاومة الإرهاب والتطرف، فإن روسيا تقدم دعماً إنسانيا ملموساً للشعب السوري.
في السنة والنصف الأخيرة توجه إلى سورية عن طريق وزارة الطوارئ الروسية قرابة 30 دفعة من المساعدات الإغاثية والإنسانية.
المساعدة الإنسانية تقدم بأشكال أخرى عن طريق الحكومة الروسية وعن طريق الكنيسة الروسية السلافية، صندوق أندريه بيرقازفاني، الكنيسة الامبراطورية الاجتماعية الفلسطينية، وغيرهم من مكونات المجتمع المدني في روسيا.
نحن مهتمون بتطوير التعاون التجاري الاقتصادي الذي خصص له لقاء تم منذ شهر بين اللجنتين الحكوميتين المشتركتين، الروسية والسورية، حيث عُرضت فيه العديد من التوجهات التي ستساهم في تنشيط العمل المشترك في هذا المجال. أؤكد أننا نقيم عالياً جهود القيادة السورية في تأمين حقوق المسيحيين الذين يتعرضون للاضطهاد في ظل المشاكل الكثيرة في الشرق الأوسط.
نعتقد أنه من الأهمية بمكان أن تحافظ دول الشرق الأوسط وسورية بشكل خاص على جميع القوميات والمعتقدات التي من حقها العيش في ظل المساواة والأمان.
«طاولة واحدة وجهاً لوجه»
وتعقيباً على سؤال حول الآليات والآجال الزمنية للحوارات المزمعة في موسكو قال لافروف:
إذا كنتم تعتقدون أننا نتحدث الآن عن أي مؤتمر مثل مؤتمر مونترو في يناير الماضي بمشاركة ممثلين عن أكثر من 50 دولة ومشاركة آلاف الصحفيين فإن هذا لن يكون. إن روسيا وليس للمرة الآولى تقوم بعمل دؤوب من أجل إقناع جميع الأطراف بضرورة العمل فيما بينها لصالح الدولة السورية والشعب السوري. وأقصد هنا اتصالاتنا مع الفرقاء المختلفين من أطياف المعارضة وكذلك اتصالاتنا اليومية مع النظام السوري. وباعتبار التناقضات المتفاقمة خلال السنوات الأخيرة والمحاولات المتكررة للتدخل الخارجي تجعل هذا العمل صعباً ويتطلب وقتاً طويلاً، ولكننا على يقين بأن الحكمة ستسود في النهاية. إن ممثلي كل القوى السياسية السورية سيكون بإمكانهم الجلوس على طاولة واحدة وجهاً لوجه وسيستطيعون التوصل لاتفاق، ونحن لا نمارس هذه الاتصالات بشكل سري، بل نخبر شركاءنا الغربيين وبعض دول المنطقة بشكل دوري وخصوصاً أولئك الذين لهم تأثير مباشر على المجموعات في الداخل السوري وإقناعها بأن الخير لسورية لابد أن يكون أولوية بالنسبة لهم. آمل أن هذه الإشارات سيتم استيعابها ومعالجتها وستعطي ثماراً إيجابية.
«جهود روسية لوقف الاتجار غير الشرعي بالنفط السوري»
ورداً على سؤال عن الآليات التي يمكن أن تقترحها روسيا والمجتمع الدولي لمواجهة عمليات الضخ غير الشرعي للنفط السوري من الجماعات المسلحة وبيعه بأسعار رخيصة بواسطة الأتراك لمواصلة تمويل الأعمال الإرهابية في سورية، أجاب لافروف:
بطبيعة الحال نحصل على المعلومات، بما في ذلك من الإعلام الغربي والإقليمي، حول مواصلة التهريب غير الشرعي للبترول من الأراضي السورية والعراقية التي يسيطر عليها الإرهابيون وخلافاً لبعض شركائنا سنواصل العمل على مواجهة الإرهاب استناداً لمبادئ القانون الدولي. ولهذا الغرض سبق أن عرضنا الموضوع في تموز الماضي على مجلس الأمن الدولي لكي نفكر ونحدد الحقائق ونجد الحلول لوضع حد لهذه الممارسات، ولكن على ما يبدو فإن الآخرين لا يتعاملون مع هذه الموضوع بالجدية المطلوبة. ولذلك ركزنا اهتمامنا قبل أيام في الوثيقة التي تبناها مجلس الأمن فيما يخص الاتجار غير الشرعي بالنفط. وكخطوة أولى لابد من وضع حد لعملية شراء هذا النفط، ونحن في انتظار تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الذي سيتضمن الحقائق والمقترحات الدولية بخصوص الإجراءات المحتملة لوضع حد لهذه الممارسات، وأنا أتمنى أن هذه الأفكار ستلقى آذاناً صاغية بما في ذلك الاتحاد الأوروبي لأنه قرر مؤخراً رفع الحظر عن عمليات شراء النفط الليبي، ونحن نعرف أن المناطق النفطية في ليبيا يسيطر عليها الإرهابيون.
المصدر:
جريدة قاسيون العدد 682 - 30/11/2014